آثار العلامة الشيخ زيد بن عبد العزيز الفيَّاض

أيمن بن أحمد ذو الغنى

رحمه الله

الصادرة عن دار الألوكة للنشر

أيمن بن أحمد ذو الغنى

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

(1)

العلم والعلماء

زخَر تاريخ الأُمَّة المسلمة بصور رائعة للاجتهاد في طلب العلم والدَّأب في تحصيله، ثم الصبر على بثِّه وإشاعته بين الناس، في صورة رائعة لأُمَّة تحفِل بالعلم وتعرف لأهله أقدارَهم، مما لا مثيل له لدى الأُمم الأخرى.

واليوم وقد بعُد  كثيرٌ من المسلمين عمَّا أمرهم به دينُهم، وأخلدوا إلى الدَّعَة، وجنحوا عن سُبل الجِدِّ ومدارج العزِّ، ونسيَ كثيرون ما لأسلافهم من تاريخ مُشرق وُضَّاء في جوانب التعلُّم والتعليم - كان لزامًا أن تُنشرَ صفَحات هذا التاريخ المطويَّة؛ تذكرةً وتبصرةً لأولى الألباب، علَّهم ينفُضون عنهم غُبارَ التواني، وينهضون ليبنُوا كما بنى آباؤهم من قبلُ، فتعودَ هذه الأُمَّة إلى قيادة ركب الأُمَم كما كانت.

وهذا ما تغيَّاه المؤلِّف رحمه الله؛ فغاصَ في بطون كتب السِّيَر والتواريخ، وجمع منها الكثير الطيِّب من القصص والأخبار التي تُثير العزمَ الراكد، وتُحيي في النفوس معانيَ الإعجاب والفخر بالماضين من أهل العلم والفضل والإحسان.

(2)

الدِّين والعلم

محاضرةٌ ألقاها المؤلِّف رحمه الله بنادي "الطليعة" بالدِّلَم، ثم طُلب إليه نشرُها في كتاب، فاستجاب لذلك؛ رغبةً في تعميم الخير..

وقد أراد المؤلِّف بكتابه بيانَ ما أولاه الدِّين الحقُّ (الإسلام) للعلم من عناية وتقدير، وما أولاه المسلمون في عصور نهضتهم للعلماء من إكرام وتبجيل؛ علَّ ذلك أن يكونَ حافزًا لأبناء الإسلام في هذا العصر للاهتمام بالعلم، ومنبِّهًا لهم على أن الدِّين الصحيح يدعو إلى العلم النافع ويحضُّ عليه، وعاصمًا لهم من أن يغشى عيونَهم بريقُ الحضارة الماديَّة الواهية التي تحياها أُمَم الغرب الكافرة بالدِّين والأخلاق.

(3)

واجب المسلمين في نشر الإسلام

إنَّ نعمة الإسلام من أجلِّ النِّعم التي امتنَّ الله بها على عباده؛ لذا كان شُكر الله على هذه النعمة واجبًا على كلِّ مسلم، وإنَّ من مظاهر هذا الشُّكر السَّعيَ في نشر الإسلام والدعوة إليه..

والمتأمِّل في واقع المسلمين اليوم يجد تقصيرًا شديدًا في هذا الجانب، يُقابله جِدٌّ واجتهادٌ من أهل الباطل والفساد في نشر باطلهم والدِّعاية لفسادهم..

وقد جاء هذا الكتاب تذكيرًا للمسلمين بواجبهم نحو دينهم، وتحذيرًا لهم من جهود أعدائهم في نشر الضلال والغَيِّ في بلادهم وبين أبنائهم. وأصلُه محاضرة أُلقيت في مقرِّ "رابطة العالم الإسلامي" بمكة المكرَّمة، ثم جاءت طباعتها لتعميم الانتفاع بها.

(4)

الدعوة إلى الله

الدعوة إلى الله عملٌ جليل، ومنصِبٌ شريف، اختاره الله تعالى لصفوة خلقه من الأنبياء والمرسَلين، وورثتهم من العلماء العاملين.. وفي هذا الكتاب يحدِّثنا المؤلِّف رحمه الله عن طَرَفٍ من جهاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضي الله عنهم في هذا السبيل المبارك؛ سبيل الدعوة إلى الله، ويبيِّن شيئًا من الصِّعاب التي تجشَّموها في ذلك..

وإنَّ النظر في سيرة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأبرار لممَّا يشُدُّ العزمَ ويوقظ الهمَّة لسُلوك دُروبهم، وطُروق سُبلهم في نشر الهدى، والصبر على اللأواء والأذى في سبيل تبليغ دين الله تعالى، وإنَّ ذلك لعلامةُ فَلاحٍ وتوفيقٍ لمن اصطفاه ربُّه سبحانه.

(5)

الوَحدة الإسلاميَّة

أراد المؤلِّف رحمه الله أن يوضِّح حاجةَ المسلمين إلى التخطيط لسياستهم على أُسُس شرعيَّة بيِّنة، لا تذوب في زَيف المداهنات والمجاملات، ولا تسير تابعةً في رِكاب الشرق ولا الغرب؛ بل تنحو نحوَ الخير والبرِّ، وتذَر النِّفاقَ والمصانعةَ الكاذبة، والتراخيَ عن الحقِّ. وبذلك يعود للسياسة الشرعيَّة رونقها، ويُدرك العالم أجمع أنَّ الإسلام ليس دينَ جمود وإهمال؛ وإنَّما هو دينُ عبادة وعلم وسياسة واقتصاد، ينظِّم حياةَ البشر، ويُرشدهم إلى ما فيه سعادتُهم في الدنيا والآخرة.

تناول المؤلِّف في هذا الكتاب قضايا إسلاميَّة متعدِّدة، كانت تشغل المسلمين وقتئَذٍ، وبيَّن أنَّ حلَّ هذه القضايا لا يكون إلا بانتهاج سياسة إسلاميَّة صريحة؛ يعيش فيها المسلمون شعورَ الجسد الواحد؛ الذي إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائرُ الأعضاء بالسَّهَر والحُمَّى...

(6)

بحوث وماقشات

صُنع هذا الكتاب للقارئ المسلم الذي تُساوره الأُمنيَّات، وتُشوِّقه الآمال بأن يرى أُمَّته المسلمة في كلِّ صُقع من أصقاع الدنيا قويَّةً كريمة، تهتدي بهدي الإسلام، وتعمل لدينها غيرَ هيَّابة ولا وَجِلَة، ولا تنسى نصيبَها من الدنيا، في غير أَشَرٍ ولا بَطَر.

وقد حوى مواضيعَ شتَّى، كان المؤلِّف رحمه الله قد نشرها في عددٍ من الصحف والمجلَّات في أوقات مختلفة.

وهي لا تخرج عن كونها آراءً إصلاحيَّةً على أساسٍ من العقيدة الصحيحة، والدِّين القويم..

(7)

صور من الجهاد

صورٌ مشرقةٌ من جهاد الصدر الأوَّل من الصَّحبِ الكرام رضوان الله عليهم، الذين جاهدوا في الله حقَّ الجهاد، وقاموا بما أوجبَه عليهم من مُقارعة أهل الزَّيغ والفساد، ورفعوا منارَ الدِّين، وحمَوا بَيضَةَ المسلمين..

انتقاها المؤلِّف ونظمَها في عِقْدٍ بديع، وألقاها عبر الأثير في برنامج "نور على الدرب" الذي ابتدأه في "إذاعة الرياض" في شوَّال عام 1390هـ، قبل أن يتحوَّل إلى برنامج إفتاء شهير، وكان ينوي أن يُتبعَه بأجزاء أُخر، لكنَّ المنيَّة اخترمته قبل  ذلك، فرحمه الله رحمةً واسعةً..

(8)

الفرق الضالَّة وانحرافاتها

هذا كتاب يعرِض لذِكر بعض الفرق الضالَّة، التي راجَ باطلُها على فِئامٍ من الناس في القديم والحديث؛ فيُبيِّن حقيقةَ مذاهبها، وما فيها من مخالفة وانحراف عن الدِّين الحقِّ الذي أنزله الله عزَّ وجلَّ على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ويذكر شيئًا ممَّا أخفاه القوم من مُعتقَدات، وما لبَّسوا به على الأغمار من شُبهٍ وأباطيل.

وقد آثر المؤلِّف رحمه الله أن يكونَ كتابه في مجمله نقلًا عن السابقين من المصنِّفين في المِلَل والنِّحَل؛ رغبةً منه في تقريب كلامهم لعموم القرَّاء في عصرنا؛ نصحًا لهم وتبصيرًا.

(9)

اليهود والحركات السرِّيَّة

راجَت في العصر الحديث مذاهبُ مُنكرة ونظريَّاتٌ مُستغربة وفلسفاتٌ مُستشنعة، ليس لجميعها همٌّ إلا إثارةَ الحقد والأَثَرَة بين البشر أجمعين، وصاغت لذلك قوانينَ وخُططًا لا تؤدِّي إلا إلى الدمار والخراب لبني آدم؛ بحرب أديانهم جميعها - سواءٌ في ذلك الدِّين الحقُّ والأديان الباطلة - ومحوِ ما يحملونه من أخلاقٍ حميدة وخصالٍ مَرضيَّة، وإحلالِ فاحشِ الأخلاق وساقطِ التصرُّفات ومرذُولِ الشِّيَم محلَّ ذلك كلِّه..

فمن ذا يا تُرى يقفُ وراء تلكُم المذاهب والنظريَّات والفلسفات؟

وما دورُ اليهود في كلِّ ذلك؟

هذا ما أراد المؤلِّف رحمه الله أن يُجيبَ عنه في كتابه هذا.

(10)

أخطاء في كتاب (أصول العالم الحديث)

ومعه: الردُّ على بيُّومي قنديل

هذان كتابان يجلِّيان بوضوحٍ ما يجبُ على العالم من مسؤوليَّة تُجاه أُمَّته، تلك المسؤوليَّة التي تحتِّم عليه أن يكونَ يقظًا متنبِّها لما يُبثُّ فيها من أفكار وما يُنشر من آراء، فيرُوزُها على وَفْقِ ما وقرَ في خَلَدِه من معايير الشريعة الغرَّاء، ثم لا يتهيَّب بعدُ من تزييف الزائف من ذلك وتحذير قومِه منه؛ نصيحةً لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمَّة المسلمين وعامَّتهم.

فالعالمُ المسلم حارسٌ يقِظٌ أمينٌ على دين أُمَّته وأخلاقها، حريصٌ أشدَّ الحرص على نجاتها وسلامتها من الأفكار الضارَّة والمذاهب الزائفة التي هي أخطرُ من السُّموم المهلِكة والأمراض الفتَّاكة.

والردُّ على المبطِلين سنَّةٌ متَّبعة وسبيلٌ مطروقة لأهل العلم ورثة النبوَّة منذ الصدر الأول من هذه الأُمَّة، اتَّبعها المؤلِّف رحمه الله في كتابيه اللذين نُقدِّمهما اليوم..

(11)

دفاع عن معاوية

قال عبد الله بن المبارك رحمه الله: (معاوية عندنا محنة؛ فمَن رأيناه ينظُر إليه شَزْرًا اتَّهمناه على القوم)؛ يعني: الصحابةَ.

ما برِح أعداء الإسلام يطعُنون في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ القِدَم؛ كي يتوصَّلوا بذلك إلى الطعن في النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فيهدموا بذلك بُنيان الدِّين. وكانوا كثيرًا ما  يُوجِّهون سهامهم الخائبة إلى أمير المؤمنين معاويةَ بن أبي سُفيان رضي الله عنهما، وتابعهم على ذلك - ويا للأسف - قومٌ من بني جلدتنا، ممَّن كتبوا عن تاريخ الصَّحب الكِرام دون تمييز بين الصحيح والسَّقيم من مَرويَّات هذا التاريخ؛ فوقعوا من حيثُ لم يشعُروا فيما أراده لهم أعداء دينهم من مستشرقين ومبشِّرين، وكان من هؤلاء صاحبُ كتاب "معاوية"..

وجاء ردُّ الشيخ زيد الفيَّاض رحمه الله على هذا الكتاب ليكونَ حَلْقةً من سلسلة متَّصلة من الجهود المبرورة لأهل السنَّة والجماعة في الذَّبِّ عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما وَقَرَ في قلوبهم من تعظيمٍ لهم، ومعرفةٍ بحقوقهم.

(12)

الخميني ضلالاته وانحرافاته

كان للدِّعاية الكبيرة التي صاحبت ثورةَ الخُمينيِّ في إيران أثرٌ كبيرٌ في اغترار فِئام من المسلمين بهذه الثورة وزعيمها، لكنَّ الناس ما لبثوا أن فُجعوا بحقيقة الرجل، وما يحمله من مُعتقَد فاسد، وما يُضمره من أغراض مُنحرفة، وأهداف شرِّيرة، وما يُكنُّه من ضغائنَ وأحقادٍ على الصحابة الكرام وأمَّهات المؤمنين الطاهرات، وقد ظهر ذلك جليًّا في مصنَّفات الرجُل التي دوَّنها بيده.

وهذا الكتاب جهدٌ من الجهود المباركة في كشف حقيقة الرجُل وتحذير المسلمين من طريقته ومنهجه؛ تتبَّع فيه المؤلِّف كتابات الخُمينيِّ وفتاويه وكلماته التي كان يُلقيها على أتباعه، وبيَّن ما فيها من ضلال وانحراف.