الدكتور زياد أبو عمرو
الدكتور زياد أبو عمرو
نعمان فيصل
ولد الدكتور زياد محمود أبو عمرو في حي الشجاعية بمدينة غزة في 22 يونيو (حزيران) 1950، وتلقى دراسته الإبتدائية في مدرسة حطين، والإعدادية في مدرسة هاشم بن عبد مناف، وبعد أن أنهى الصف الأول الثانوي في مدرسة فلسطين انتقل إلى الإسكندرية لإكمال دراسته الثانوية، وحاز على شهادتها عام 1969، ثم سافر إلى سوريا، والتحق بجامعة دمشق، وحصل منها على ليسانس اللغة الإنجليزية وآدابها عام 1973.
بدأ حياته العملية مدرساً للغة الإنجليزية في: سوريا، والبحرين، وعُمان خلال الفترة (1973-1978)، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتحق بجامعة جورجتاون في العاصمة الأمريكية واشنطن؛ لإكمال دراساته العليا، ونال منها درجة الماجستير في الشئون الدولية عام 1980، ودرجة الدكتوراة من الجامعة نفسها في السياسة المقارنة عام 1986، وعمل محاضراً فيها وفي جامعات أمريكية أخرى لفترات متقطعة كان آخرها عام 1995.
عاد الدكتور زياد أبو عمرو إلى فلسطين عام 1985، وعمل أستاذاً للعلوم السياسية في جامعة بيرزيت، وبقي في ربوعها حتى عام 1996، وهو من أبرز الأكاديميين الفلسطينيين؛ ليخوض الانتخابات التشريعية الأولى كمرشح مستقل عن مدينة غزة، وفاز في تلك الانتخابات، وغدا عضواً في المجلس التشريعي؛ وبهذا الاعتبار أصبح عضواً في المجلس الوطني، وفي عام 1997 انتخب رئيساً للجنة السياسية في المجلس التشريعي، وغدا عضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، واستمر في رئاسة اللجنة السياسية حتى 2003 حين اختير وزيراً للثقافة في الحكومة السادسة برئاسة محمود عباس (رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية حالياً) التي لم تستمر سوى بضعة أشهر.
خاض الدكتور زياد أبو عمرو الانتخابات التشريعية مرة ثانية عام 2006 كمرشح مستقل عن مدينة غزة وفاز فيها.. وفي مارس 2007 اختير وزيراً للشئون الخارجية في الحكومة الحادية عشرة (حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية)، التي انهارت في نفس العام بعد أحداث حزيران.
في عام 2000 اختير أبو عمرو عضواً في مجلس التعليم العالي الفلسطيني، وشارك أثناء مسيرته الأكاديمية والسياسية في عدد من المنظمات الفلسطينية والعربية؛ فقد مثَّل فلسطين في اللجنة التنفيذية لعلماء السياسة العرب (1987-2000).
أسس الدكتور أبو عمرو المجلس الفلسطيني للعلاقات الخارجية عام 1998، كهيئة فلسطينية مستقلة تُعنى بدراسة ومتابعة تطورات الشئون الدولية، بالإضافة لكونه ملتقىً للحوار الوطني الفلسطيني، وفي نفس العام اختير عضواً في مجلس أمناء المبادرة الفلسطينية للحوار العالمي والديمقراطية، وأتيح للرجل أن يعرض قضية شعبه العادلة في المؤسسات والمحافل الدولية.
له العديد من المؤلفات والدراسات باللغتين العربية والإنجليزية ومنها: (أصول الحركات السياسية في قطاع غزة "1948-1967" – دار الأسوار – عكا - 1987، الحركة الإسلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة: الإخوان المسلمون والجهاد الإسلامي – دار الأسوار – عكا - 1987 ونشر باللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة وأوربا - 1994، المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في فلسطين - مركز ابن خلدون – القاهرة 1995، الانتفاضة: أسبابها وعوامل استمرارها – دراسة – صادرة عن الأكاديمية الفلسطينية لدراسة الشئون الدولية في القدس - 1989، اتجاهات جديدة في التفكير والممارسة السياسية الإستراتيجية الفلسطينية - دراسة – صادرة عن الأكاديمية الفلسطينية لدراسة الشئون الدولية – القدس – 1992)، بالإضافة إلى العديد من الدراسات التي نشرت في مصادر أجنبية
يعتبر الدكتور زياد أبو عمرو من المنادين بالتعددية السياسية في المجتمع الفلسطيني، وكان عضواً بارزاً في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية بعد قيام الانتفاضة الثانية عام 2000، كما لعب دوراً كبيراً في تحقيق الوحدة الوطنية، ورأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، وعُرف عنه برجل الوفاق الوطني.