د. جابر قميحة العملاق الجريء
د. جابر قميحة العملاق الجريء
رائد الكلمة والقلم
عزة الدمرداش
العملاق الجرئ، رائد الكلمة والقلم ،لم اكن اتصور وأنا أكتب هذا العنوان،لتكريم د. جابر قميحة في دائرة الضوء ،تلك الاحتفاليه التي اقامها الأستاذ صلاح عبد المقصود ،لتكريم (نجوم في سماء الأدب و الإبداع )،ان يمر عام وأكتب الأن رثاء هذا العملاق الجرئ المجاهد بالكلمة، و القلم الذي لا يخشى في الله لومة لائم .
أكتب كلماتي، وأنا لا اصدق أن انقطع عني صوت الأب ،الذي كان يهاتفني يوميا للسؤال عن صحتي ،او مراجعة مقال ،او نعلق، و ننقد يرنامجا تلفزيونيا .اخر مكالمة ،كانت من يومين قبل وفاته رحمه الله، و غمرني بكم هائل من الدعاء. سألته هل سنلتقي يوم الأحد في مكتب الإرشاد قال: لا انا تعبان، و لنا لقاء على حق .و كانت هذه اخر جملة ،ودعني بها (لنا لقاء على حق) .اللهم اجعل لقائ به في الفردوس الاعلى ، اللهم اكرم مثواه كما اكرمنا في الدنيا. يارب حن عليه كما حن هو على تلاميذه، و اكرمه كما اكرمنا .اللهم يسر حسابه و يمن كتابه واسكنه فسيح جنتك واجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار . اللهم اغسله بالماء و الثلج و البرد .امين يارب العالمين .
تبناني د. جابر قميحة، أدبيا منذ أن جمعتني به جريدة الحقيقة ،من اثنى عشر عاما ،كتبنا في نفس الجريدة معا ،وكان يثني على مقالاتي و يقول : هذا جهاد بالكلمة جزاك الله خيرا وابقاك و جعلك من كبار الملاك ) و من يومها و لم أكتب شيئا ، إلا إذا قرأته عليه، و راجعته معه ،ادين له بالشكر و العرفان، فقدمني لجريدة افاق عربية، و موقع أمل الأمة، ورابطة أدباء الشام، و مجلة الزهور، و كان بها هذا الشهر أخر مقال لي راجعه معي ،في مكتب الإرشاد، و اعجب بفكرة (الخير والبركة ) عنوان المقال.
إثنى عشر عاما كان لى الأب ،و المعلم ،و المؤدب، الذي علمني الجهاد بالكلمة، وان لا اخاف في الله لومة لائم.
كنت في زيارته مع صديقتي، من اكثر من اسبوع ، رغم أنه كان متعبا ،ومع ذلك الدعابة وخفة الروح لم تفارقه، حاولت أن أقبل يده لكنه سحبها بلطف وقال : مين أكبرانا ولا أنت ؟ والتقطت معه و مع السيدة الفاضلة زوجته عدة صور . يوم الجمعة في السادسة صباحا، وجدتني اشاهد هذه الصور، على موبايلي، و فجأة انفجرت في نوبة بكاء شديدة، كاد قلبي أن يقف ، اسرعت اتصل به محموله لم يرد ،كررت المحاولة مع تليفون البيت لم يرد ،ارسلت له رسالة دعاء ..إذداد قلقي و بكائي ،استغفرت الله ،و دعوت له جلست امام الفيس بوك ،وجدت ابنته تسألنا الدعاء له كتبت في يومياتي ( شفاك الله و عفاك فداك نفس استاذي و معلمي ووالدي ) بعدها كتبت ابنته : البقاء لله د.جابرقميحة توفاه الله .
اتصلت بزوجته بعد عناء، و صراع في الوصول لأحد يرد على.
قلت لها: في السادسة صباحا بكيته وكأني لم أبكي من قبل ، بكيته بكائي على أمي بعد موتها .قالت: في السادسة صباحا فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها نفس اللحظات ياالله ياالله يالله .
معذرا أيها القارئ الكريم لربما تجد مقالي هذا ملئ بالاخطاء، فالدموع تحول بيني وبين الحروف لأجمع بها كلمات الرثاء ،و العرفان بالجميل لهذا الرجل ،الذي يزن أمه رجل أبكى القلوب قبل العيون، رجل بكاه كل من يعرفه ولو مرة واحدة .
رجل ينحني له الكبير، و الصغير، ليقبل يداه ، و يسحبها هو بكل رفق، و حنان ،و يطلق دعابة من دعاباته المرحة .
لا اتخيل أن اجلس على مائدة الحوار، ولم اجدك بجانبي اميل برأسي اليك من حين لأخر أسالك عن شئ، اواستوضح منك شيئا، سيظل مكانك شاغرا، لواجتمع علماء العالم لم يملؤا مكانك ، مكانك محفور، في القلب يادكتور جابر . لن اودعك فانت باق باعمالك، و تعاليمك في قلوبنا وعقولنا ،لن اودعك لان قلبي ،وعقلي لم يحتمل مجرد فكرة وداعك .بل اقول كما قلت لي : ( لنا لقاء على حق إن شاء الله )
تلميذتك وابنتك اليتيمة منك