مالك بن نبي من خلال شهادته على الثورة الجزائرية 3
مالك بن نبي
من خلال شهادته على الثورة الجزائرية 3
معمر حبار
حول الجزء الثاني.. يواصل صاحب الأسطر.. في الحلقة الثالثة.. التطرق للجزء الثاني من كتاب.. TEMOIGNAGES SUR LA GUERRE DE LIBERATION.. لمالك بن نبي.. والممتد بين صفحات 61-70..
وميزة هذا الجزء، أن الكاتب يتحدث كشاهد.. فجاءت شهادته عن الثورة الجزائرية.. مريرة قاسية.. ناهيك عن شهادات إمتنع عن ذكرها.. لأسباب لم يذكرها .. فكانت هذه المحطات القاسية جدا..
كن شاهدا.. يرى بن نبي في صفحة 61 .. شهداء الجزائر ..يفرضون على الجزائري، أن يقوم بواجبه كشاهد.. حتى لايذهب الدم الغالي سدى ..
بن نبي الشاهد على الثورة.. يرى في صفحة 62.. أنه ذهب لمصر .. ككاتب ووضعت شخصي وقلمي في خدمة الثورة الجزائرية.. لكن اضطررت أن أكون الشاهد.. وسأذكر شهادتي .. حين يطلب من القادة .. تقريرا بذات الشأن.. ويرى أن مشاعره الدفينة.. تحتاج لكتاب ..
خيانة الزعماء.. يرى في صفحة 63 .. من الحقائق التي يجب على المجتمع الجزائري أن يعرفها.. خيانة زعماءه.. كل منهم يتلاعب بمشاعر الشعب.. وحسب الطرق التي يريدها الاستدمار.. سواء كانت .. علانية أو سرية.. ولابد من وضع حد لهذه المهازل.. وهذا حسب مايريده الشعب.. وليس بيد الزعيم ..
تحقيق في شأن الثورة الجزائرية.. ويرى في صفحة 64-66.. لابد من عقد مؤتمر عاجل.. لإجراء تحقيقا حول النقاط التالية.. وذلك قبل إجراء أي انتخاب في البلد..
أولا .. إجراء تحقيق.. حول الظروف التي تم فيها.. إنشاء قيادة موازية لقيادة الأوراسي .. في أفريل 1955.. وهيمنة السياسي على العسكري .. واستبدال جيش التحرير الوطني .. بحزب جبهة التحرير .. وخداع الشعب..
ثانيا .. إجراء تحقيق.. حول الاغتيالات التي مست.. رموز الثورة الجزائرية..
ثالثا.. إجراء تحقيق.. حول قيادة الصومام.. هذه القيادة التي لم تفعل أي شيء تجاه خط موريس .. ولم تدعم جيش التحرير الوطني.. ومن يومها شهدنا إنخفاضا في العمليات الثورية.. وتحول على إثرها الجيش .. إلى جيش في الشرق.. وجيش في الغرب .. تحت هيمنة الزعماء.. وحسب أغراضهم .. بدليل أنه، منذ.. أفريل 1956.. لم تكن أية عملية عسكرية ..
رابعا.. إجراء تحقيق.. بشأن إنضمام ضباط فرنسا إلى.. جيش التحرير الوطني.. وهؤلاء تقلدوا مناصب عالية.. وطردوا أعضاء من جيش التحرير.. وهم الذين خاضوا الثورة منذ بدايتها.. ماجعلهم يتعرضون للتصفية والقتل..
خامسا.. إجراء تحقيق.. حول الاغتيالات التي تمت في .. مقرالحكومة المؤقتة الجزائرية بالقاهرة .. لأنها كشفت إرتباطات مشبوهة ..
سادسا.. إجراء تحقيق.. يتعلق بسلوكات الحكومة المؤقتة الجزائرية مع الطلبة الجزائريين المقيمين بالقاهرة..
سابعا.. إجراء تحقيق.. حول التسيير المالي الحكومة المؤقتة الجزائرية .. من ناحية الدعم المقدم ..
ثامنا.. إجراء تحقيق.. حول الحكومة المؤقتة الجزائرية .. وهل فعلا تمثل الشعب الجزائري؟..
تاسعا.. إجراء تحقيق.. حول بن خدة ..الذي إتّجه إلى الرباط.. وطالب بإقامة مغرب عربي كبير.. دون استشارة الشعب الجزائري.. لأن الثورة .. تعالج قرارات ثورية مستعجلة.. والوحدة الآن .. ليست من الأمور المستعجلة حاليا ..
الثورة أسيرة الزعماء.. ويرى في صفحة69، أن.. الثورة أصبحت أسيرة زعماء.. ضيّعوا دمها في خمر الملاهي.. مثلهم في ذلك.. كمثل ملوك العرب.. الذين جعلوا من أموال النفط .. ألف ليلة وليلة.. ورغم ذلك لم يوجد.. عالم، أو مثقف.. ينهي هؤلاء الزعماء .. بل كل يريد قربهم والتودد إليهم ..
وصية بن نبي.. ويؤكد في صفحة70 .. من مهام كل جزائري.. نقل هذه الشهادة .. لمعرفة المخاطر التي تحيط بالحقوق..والواجبات المقدسة.. والتي مات من أجلها الشهداء.. والتي سيجني ثمارها غيره.. من الذين يكتسحون المدن .. ويجنون ثمار ثورته.