رفعت الحاج سري
مؤسس تنظيم الضباط الأحرار في العراق
رفعت الحاج سري
محمد فاروق الإمام
العقيد رفعت بن الحاج أحمد سري بن صالح، ولد في بغداد، وتعلم القرآن ثم أكمل الدراسة الابتدائية والثانوية، ودخل الكلية العسكرية، وتخرج ضابطاً، وكان رجلاً صالحاً متمسكاً بالآداب الإسلامية وغيوراً يؤدي الفرائض الدينية، وكان كثير التلاوة للقرآن، ولقب بـ(الديّن)، لكثرة تدينه، وهو الذي بدأ بتنظيم الضباط في حرب فلسطين عام 1948م، وتدرج في رتبته حتى ترقى لرتبة عقيد في الجيش العراقي، وهو مؤسس تنظيم الضباط الوطنيين الذي شارك في ثورة 14 تموز 1958م، والتي أطاحت بالحكم الملكي في العراق، وأقامت النظام الجمهوري.
يذكر أن العقيد عبد السلام عارف أنضم لتنظيم الضباط الوطنيين عام 1957م، الذي طلب ضم زميله العميد عبد الكريم قاسم فتردد التنظيم بضمه في بادئ الأمر لأسباب تتعلق بمزاجيته وتطلعاته الفردية التي كان يعرفه بها زملائه من الضباط.
وبعد نشوء الجمهورية العراقية كان رفعت الحاج سري يعارض إنفراد عبد الكريم قاسم بالحكم، ويعارض نشاط الحزب الشيوعي في الدولة العراقية، وكان عبد الكريم قاسم يخشى من سمعة العقيد رفعت، وتأثيره في نفوس الضباط فأبعده عن بغداد في وظائف عسكرية غير فعالة كدوائر التجنيد.
ثم أتهمه عبد الكريم قاسم بالمشاركة والإعداد لثورة الشواف في الموصل في آذار من عام 1959م، وقدم للمحاكمة في محكمة المهداوي وأصدر حكم الإعدام عليه. وتم إعدام العقيد رفعت مع أصحابه الضباط أعضاء تنظيم الضباط الوطنيين ونفذ حكم الإعدام يوم 20 أيلول عام 1959م، في ساحة أم الطبول في بغداد، ونقلت جنازته لأهله في الأعظمية وتم تشييعه من قبل أهالي الأعظمية، وصلوا على جنازته في جامع الإمام الأعظم، ودفن في مقبرة الخيزران قرب مرقد خاله جميل المدفعي. وخرجت الكثير من المظاهرات في بغداد نتيجة إعدام الكثير من الأبرياء مع المتهمين ومنهم ناظم الطبقجلي.