تعريف بالدكتور الجراح حسان نجار
تعريف بالدكتور الجراح حسان نجار
المشرف الطبي على العمل الإغاثي للمهجرين السوريين في إنطاكيه
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
اعزائي القراء
قرأت الإعلان التالي على مراكز التواصل الإجتماعي:
تتشرف فرانكفورت أن تستضيف الدكتورالجراح حسان نجار
الذي يقوم على الحدود التركية السورية بتقديم الدعم الطبي والإنساني للجرحى
والنازحين من سوريا ويشرف على مشروع تدريس أبناء النازحين في المخيمات
هذا الرجل سيكون عندنا
التاريخ 24 / 3 / 2012
الزمان الساعة 18:00
العنوان في فرانكفورت
Mainzerlandstr.478
60326 Frankfurt /M
البرنامج يتخلله عرض بالصور
وشرح مفصل عن سير العمل على الحدود
كلمة د. حسان نجار
الأخوات والإخوه
لقد كان هذا الإعلان بمثابة حافز لي لإعطاء قارئي تعريفاً بالدكتور نجار ونشاطه الطبي والإنساني والوطني ليس فيما يتعلق بسوريا فحسب بل على مستوى العالم العربي والإسلامي ايضاً .
الدكتور حسان نجار من مواليد ١٩٣٥ هو الإبن الثاني لأسره مكونه من ثمان افراد أصغرهم أخت وحيده . اصول الأسره متجذره في مدينة حلب الوطنيه حيث عاش جدودها في منطقه تجاور قلعتها الشامخه وداخل منطقة السور الذي كان يضم حلب التاريخيه.
الوالد ياسين نجار من مواليد ١٩٠٦ مجاز في التاريخ الإسلامي, له تاريخ وطني في محاربة الإستعمار الفرنسي ,تقلد إدارة عدة صروح علميه في حلب منها ادارة الثانويه الخامسه يوم كان في حلب خمس ثانويات فقط.
حصل الدكتور حسان نجار على الثانويه العامه عام ١٩٥٢
وكان عمره سبعة عشر عاماً حيث كانت الثانويه يومها احد عشر فصلاً.
درس الطب في جامعة إستنبول وتخرج عام ١٩٥٩.
تحول مباشرة إلى المانيا حيث بدأ إختصاصه في مستشفى أوستشتادت ومعهد بحوث في هانوفر شمال المانيا حيث تخصص في الداخليه اولاً ثم بالجراحه.
وحصل على درجة كبير جراحين .
تزوج من سيده ألمانيه اشهرت إسلامها وقامت بتربية اولادها ثلاث بنات وإبن تربية فاضله.
عُرض عليه في أواخر الستينات منصب رئيس قسم الجراحه في أحد مستشفيات المغرب في مدينة اليوسفيه الشهيره بإنتاج الفوسفات,وهناك تعرّف على الإستاذ الشاعر المرحوم عمر بهاء الأميري.
خلال عمله هناك حصل توتر بينه وبين مدير المستشفى الفرنسي الأصل الذي كان يعتبر نفسه انه مازال حاكم المغرب ,وصل أمره إلى الملك الحسن الثاني عن طريق الأستاذ الأميري حيث تم حل الخلاف بتحديد إختصاصات كل منهما.
في عام ١٩٧٠ قرر العوده إلى الوطن لإداء الخدمه العسكريه والإستقرار بالوطن عن طريق ميناء بيروت شاحناً سيارته معه لدخول سوريا من نقطة حدود الدبوسيه قرب حمص. وهنا تبدأ رحلة العذابات مع نظام القمع تماماً كما يحصل مع كل مغترب سوري..كنت يومها مهندساً ملازم إحتياط اخدم في احد معامل مؤسسة معامل الدفاع في حمص وكنت أدير الورديه الليله عندما وصلني هاتف كان محدثي اخي حسان يخبرني بأنه معتقل عند نقطة الحدود مع عائلته بطريقه توحي بتمكنهم من مجرم دولي خطير ,إستفسرت أكثر عن الموضوع فتبين أن الدكتور نجار متخلف عن العسكريه وأن هذا هو الإسلوب الأمني الوحيد الذي يتعاملون به مع شعبهم ,علماً بأن الرجل عاد أصلاً لخدمة العلم والوطن, كان عليك ان تتصور قارئي العزيز موقف زوجته الألمانية الأصل من هذا التصرف,إذ كان صعباً عليها ان تقتنع ان قضية زوجها قضية تخلف حيث أن طريقة إعتقاله توحي بأنه مجرم خطير هارب من وجه العداله ,لن اطيل عليكم كثيراً في هذا الموقف والذي ابكى أطفاله وزوجته ليتحول مشهد لقاء الوطن من حالة فرح إلى حالة بكاء وحزن... وندم.
إتصلت بالمقدم مدير المصنع لتقديم المساعده , إتصل بدوره بمدير المنطقه الوسطى الذي اعطى تعليماته بإحضار(المتهم) وعائلته بسيارته مع وجود حارسين معه الى مخفر شرطه في حمص .وهناك إلتقيت معه.
سمح له بالمغادره إلى حلب بتخفيف الحراسه عليه إلى حارس واحد وكانت إحدى إكرامية النظام له.
قدم في اليوم الثاني طلباً لشعبة تجنيد الفرافره بوضع نفسه تحت الطلب في اقرب دورة نظام حديث, !!!!
خدم عسكريته في مطار حماة العسكري وتعرف على طيارين ممتازين وضعوا نصب اعينهم خدمة الوطن لاخدمة النظام...وان متأكد اليوم ان أجيال الطيارين اللاحقين بهم لهم نفس الهدف ...ولكنهم بعيدين عن طائراتهم اليوم,أما القريبين منها فهم حفنة مرتزقه منسوجٌ قماشهم مع عباءة النظام.
أسس عيادته في بناية العبارة وشارك مع زملائه الأطباء في تأسيس مستشفى حلب الإختصاصي والذي كان يملكه الدكتور هنانو ,فطوروه وأضافوا إليه إختصاصات مختلفه ,وإستلم قسم الجراحه.
في عامي ١٩٧٩ و١٩٨٠ تأزم الوضع الأمني في سوريا,,وقاد شباب ساروا على خطى الشهيد مروان حديد فأسسوا ماعرف في حينه الطليعه المقاتله لجماعة الإخوان المسلمين ,وكان شبابها من خيرة عوائل الوطن .تبنت النقابات العلميه مطالب الحريه. فقمعها الأب بعنف كما هو معروف وسط صمت عربي وعالمي كامل,,حُلت النقابات العلميه وطال الإعتقال الجميع ومنهم المهندس غسان نجار أمين سر نقابة المهندسين أنذاك.
وفي أحد الأيام من عام ١٩٨٠ إقتحمت مجموعة من المخابرات العسكريه مستشفى حلب مواصلين إقتحامهم لغرفة العمليات حيث كان الدكتور نجار يقوم بإجراء عمليه جراحيه بإستإصال ورم في جهاز هضمي لرجل مُسِّن. فطلبوا منه ترك مابيده من(الشغل) والذهاب معهم...تصور قارئي العزيز رجل مخدر مفتوح بطنه ونصف الشغل على حد قول المخابرات لم ينته بعد! كان هذا يعني وبكل بساطه حكم إعدام على رجل بريئ صادر من مخابرات النظام. من لطف الله بهذا الرجل وجود طبيب جراح يزور مرضاه ,فزوده د.نجار ببعض المعلومات والتقارير والصور فأكمل الطبيب مهمته بنجاح..اليس من الإنصاف ان تدخل مثل هذه الوقائع التاريخ؟
قضى د. نجار اربعة اشهر بسجن حلب المركزي بدون تهمه. توافق وجوده مع وجود الدكتور مصطفى عبود أخصائي البوليه الذي قتل تحت التعذيب وكان د.حسان يسمع صوت ألامه ,ثم أُعلن انه أعدم بالسجن بموجب حكم قضائي ولم يُعرض نص الحكم ولامحامي الدفاع ولا النائب العام ولا القاضي..وكل مايعرفه الشعب من هو القاتل وكان ذلك كافياً ليوم القصاص القريب.
عاد د.نجار إلى عمله من جديد مزاولاً مهنته, وفي وقت متأخر من إحدى الليالي قُرع جرس الباب, كان الزائر ضابطاً من المخابرات ,كان أمراً عجيباً ان يأتي ضابط مخابرات بمفرده.بادره قائلاً: د.نجار انصحك فوراً بمغادرة البلد هناك مخطط تم إعتماده لتصفية شخصيات علميه في البلد وانت منهم وذلك ليرموا بالتهمه على العصابات المسلحه..تماماً كما يحصل اليوم ..
نعم هناك شرفاء موجودين في مفاصل النظام , نحثهم اليوم على اللحاق بثورة الشعب ومن لا يقدر اليوم ولديه معلومات هامه عن مخططات النظام أن يبقى على تواصل مع الثوار ولن يضيع أجركم بإذن الله .
غادر إلى ألمانيا وفتح عيادته في مدينة شتوتغارد ,وترأس إتحاد الأطباء العرب في اوروبا لمدة عشرين عام قام خلالها بتوطيد علاقة الإتحاد مع النقابات الطبيه العربيه وإتحاد الأطباء العرب وإتحاد اطباء الدول الإسلاميه ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الغير حكوميه المسجله في الأمم المتحده..أسس للإتحاد مجله علميه تصدر بإسم اتحاد الأطباء العرب في اوروبا..والأمر الذي يدعو للفخر ان المجله العلميه تصر باللغه عربيه...فقد كان د.نجار يفتخر باللغه العربيه ويؤمن بمقدرتها على إستيعاب كل العلوم الحديثه.
خلال إدارته لإتحاد الأطباء العرب في اوروبا.قاد فرق إنسانيه وإغاثيه وطبيه إلى كل من أفغانستان اثناء الإحتلال الروسي لها والبوسنه وغزه ودول أفريقيه وأسيويه عديده.
اعزائي القراء
بعد هذه الرحله الإنسانيه الطويله يعود الدكتور الجراح حسان نجار مرة ثانيه إلى تخفيف معاناة وطنه وهو اليوم بعمرسبع وسبعون عاماً ليؤسس مع زملاء المهنه عيادة للطوارئ في إنطاكيه لتضم حوالي عشرين سريراً لإستقبال جرحى يتوافدون يومياً إلى تركيا بمعدل خمسة عشر جريحاً يومياً مع زيارات للمخيمات ومتابعة إحتياجات المهجرين اليوميه..ولاشك ان محاضرته في فرنكفورت بتاريخ ٢٤ آذار ستنقل على اليوتوب ونتعرف من خلالها على جهدهم الضخم
اطلت عليكم وأقدم إعتذاري لكم ,ولكن علينا واجب بتعريفكم بجهد الصامتين المخلصين...فكلنا اليوم مسؤولون بتقديم الدعم المالي لهم.
أزال الله الغمه وحقق لنا النصر وشكراً لكل العاملين ...
مع خالص مودتي