نوبل لحفيدة بلقيس
كاظم فنجان الحمامي
[email protected]
في الوقت الذي كانت فيه صحافة الدولة في اليمن منشغلة بإطلاق الألقاب الاستخفافية على الصحفية الجريئة (توكل عبد السلام كرمان), وتصفها بـ (البسوس), و(حمالة الحطب), كان رئيس لجنة جائزة نوبل, السيد (ثوربجون جاغلاند) يستعد لإلقاء كلمته في الحفل الذي أقيم لتكريم السيدة (توكل عبد السلام كرمان) بفوزها بجائزة نوبل للسلام. .
قال (ثوربجون) في كلمته: ((نأمل أن تساهم الجائزة في إنهاء قمع النساء في بلدان كثيرة, وربما ستساهم في إدراك الدور, الذي يمكن أن تلعبه المرأة من أجل تحقيق العدالة والديمقراطية, والإسهام في بناء المجتمع)), وفي الوقت الذي كان فيه السيد (ثوربجون) يلقي خطابه الرسمي, كانت (توكل) تتلقى هذا الخبر السعيد عبر قناة (بي بي سي العربية). .
وبهذا التكريم الدولي تكون الصحفية اليمنية الجريئة (توكل) قد حققت قفزة هائلة على الصعيد العالمي, وحفرت اسمها في صروح المجد والتألق, عندما أصبحت أول امرأة عربية تفوز بجائزة نوبل, وأول من يفوز بها من اليمن. .
(توكل) في الثانية والثلاثين من عمرها, وأم لثلاثة أطفال, وتترأس منظمة (صحافيات بدون سلاسل), وهي معروفة بشجاعتها وجرأتها على قول الحق, وفي الذود عن حقوق الناس, والتصدي لمظاهر الفساد المالي والإداري. .
تميزت بمطالبتها الصارمة بالإصلاحات السياسية, وكانت في طليعة ثوار الانتفاضة العربية الداعية للتغيير نحو الأفضل, فاختارتها مجلة (التايم) الامريكية في المرتبة الأولى لأكثر النساء ثورية في التاريخ, وحصلت على الدرجة الثالثة عشر في الترتيب العالمي للنساء المؤثرات, واختارتها منظمة مراسلون بلا حدود ضمن أفضل سبع نساء أحدثن تغيرات في العالم, اما على الصعيد العربي فلا فرق بينها وبين شقيقاتها اللواتي قدن التظاهرات في العواصم العربية الأخرى,
وكان لهن دور الريادة في إحداث التغييرات الجذرية, ففي تونس برزت السيدة (رضية نصراوي), وفي سوريا الشاعرة (طل الملوحي), ومن مصر العربية (إسراء عبد الفتاح), و(نادية ميلاد), و(نوارة نجم), ومن اليمن أيضا (سمية القواس), و(أروى عثمان).
مما لا ريب فيه أن منح جائزة نوبل للسيدة اليمنية (توكل) يعد من المفاخر الكبيرة التي ينبغي أن نتباهى بها, ونبارك لها من القلب, ثم نعيد النظر قليلا بنوبل ومعاييرها ومفاجئاتها. .
قبل بضعة أسابيع كنت أتحدث مع زملائي من العاملين معي في البحر عن مدى استحقاق البوعزيزي لنيل الجائزة, واستحقاق غيره لنيلها.
في البلدان العربية (مثلا) الكثير من الناشطين السياسيين من هم أفضل من توكل بآلاف المرات, بيد أن الحظ والاستحقاق اجتمعا في صورة السيدة (توكل), وكانت أول حفيدة من حفيدات بلقيس تكتب اسمها بحروف من ذهب فوق سد مأرب. . .