ما لم يكتب عن "علي مظفر سلطان"
ما لم يكتب عن "علي مظفر سلطان"
من خلال جولة خاطفة بين أمواج الإنترنت اطلعت على ما كتب عن والدي (علي مظفر سلطان) كانت هنالك بعض المعلومات الغير صحيحة... وهكذا فقد ارتأيت تصحيح بعض المعلومات الواردة خطأ و كذلك إضافة مالم يذكر عنه .
والحقيقة أنه كما كتب من مواليد مدينة حلب –سورية-عام 1911
في عام 1929 كتب أول قصة قصيرة بعنوان في ( الكوخ المتهدم على الشاطئ البعيد) فكان رائدا للقصة القصيرة السورية .
حصل على الماجستير في الأدب العربي من جامعة فؤاد الأول في القاهرة وكان أساتذته أمين الخولي وطه حسين وبنت الشاطئ وكانت رسالة بحثه (العماد الأصفهاني)
مؤلفاته (ضمير الذئب) و(رجع الصدى) و(في انتظار المصير) .وهي مجموعات قصص قصيرة.
ورواية واحدة( المفتاح)
كان أبا حازما ولكن جدّا رحيما وكانت آخر قصصه (حفيدتي السجينة) التي لم تنشر قط .
بدأ ب كتابة قصة قصيرة بعنوان( توبة الشيطان )ولكن الأجل وافاه فلم يكملها وبقيت مسودات بخط يده
تحدث عنه طلابه ومعاونيه كمربي ومدير بعض الثانويات في مدينة حلب .
فأسر لي يوما مسئول رفيع الشأن :
كنت في صغري فقيرا وكان والدك مدرس العربية مظفر سلطان يدس في جيبي مبلغا من المال كل حين ويقول لي بحنان اذهب مع أترابك وأنفق كما يفعلون أنت لست أقل أنا منهم شأنا
حدثني ذات يوم نذير عقيلالمدير السابق للإذاعة والتلفزيون في حلب خلال لقاء معه فقال:كنت في الثاني الثانوي وكنا قد خرجنا بمظاهرة أنا وزملائي وفاتتنا امتحانات آخر السنة وتوقعنا جميعنا الرسوب ثم فوجئنا أن مدير الثانوية أستاذ مظفر قد أصدر قرارا بإعادة تسجيل علامات الفصل الدراسي السابق فنجحنا جميعا.
كان يعتبر الشهرة قيدا مزعجا أكثر منها حلية تزين المعصم . وكان يقدس الحريةولايحب أي نوع من القيود بدءا من المقابلات الصحفية وانتهاء بعدوه اللدود( ربطة العنق) التي لم يرتديها إلا نادرا.
وأذكر ذات يوم أن صحفية قد أتت لتجري معه لقاء وأدخلتها غرفة الجلوس في انتظار قدومه ولما دخل الغرفة وجد أنها تجلس في ركنه الأثير من الغرفة الذي لايستغني عنه أبدا فرحب بها ثم قال : هل تأملت صورة بناتي؟ أصيبت السيدة بدهشة وقالت : لا ولكن يمكنني مشاهدتها من مكاني .
أجاب :ولكن عن قرب يمكنك التمعن بها أفضل . فقامت السيدة حيث الصورة على الحائط المقابل فجلس مكانها فورا!
فوجئت السيدة و اتخذت لنفسها مكانا آخر للجلوس . فقال لها : معتذرا لولم أجلس حيث أريد ماكنت تفوهت بكلمة في هذا اللقاء.
تحدث عنه أحد معاونيه في الإدارة فقال كنا في بداية العام وكانت الأمور بحال من الفوضى النسبية فاستدعاني المدير أستاذ مظفر وأمرني بإصدار أمر بفصل الطلاب المتغيبين، وأمرا آخر بخصم مبلغ من رواتب الأساتذة المتأخرين ،و أمرا بطرد آذن المدرسة المتقاعس.
في اليوم التالي أحضرت إليه أوراق العقوباتليوقعها فمزقها وهو يضحك وقال : تعلم!. الإدارة والسلطة سلاح ناري فارغ (تك) يفزع قليلا للانضباط ، ولكن (لايؤذي أبدا)!.
كانت فلسفته في الحياة مختصرة وبسيطة "اترك في الدنيا أجمل مما أخذت"
كنت أعجب دوما من تناقض عجيب في شخصيته بين أب حازم وانسان متمرد على القيود ، وبينابن بار لايذكر والديه إلا بكل تبجيل وخشوع وولاء .
أقيم له حفل تكريم في المكتبة الوطنية في حلب وكان ذلك في شهر آذار من عام 1986وكان الأديب الكبير فاضل السباعيهو صاحب الفكرة والقائم بالتنظيم لها ..
سافر إلى حمص مدينة والدتي بقصد عيادة خالتي المريضة هناك ، وكان بوافر الصحة والعافية .ثم أصيب بنزلة برد ولكنها كانت في الحقيقة عوارض أزمة قلبية استمرت يومين . وتوفي بهدوء وسلام هناك وكان ذلك يوم السبت الموافق 14 فبراير شباط من عام 1987 ونقل جثمانه إلى حلب حيث دفن رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه .