رسالة ابن نبي إلى جمعية إسلام
رسالة ابن نبي إلى جمعية إسلام
معمر حبار
بين يديك الآن المقال السادس، الذي يتطرق فيه صاحب الأسطر لكتاب "في الحضارة وفي الإيديولوجيا، نصوص غير معروفة".. لمالك بن نبي.. ترجمة وتقديم وتعليق الأستاذ محمّد بغدادي، عالم الأفكار، المحمدية، الجزائر 2014، من 136 صفحة، يتعلق برسالتين. وقد سبق أن تم التطرق للرسالة الأولى الموجهة لكريم بلقاسم، رئيس الحكومة الجزائرية المؤقته يومها.
يبدأ رسالته بلهجة عنيفة شديدة، ودون أدنى عبارات المجاملة، يقول في صفحة 111 "لا تكاتبونه من تلقاء أنفسهم، بل عن أمر صادر إليكم من رؤسائكم، وعليه فإنني أتوجه إليهم بالرد"
يتحدث في صفحة 113 عن كتاب ".المتمردون الجزائريون". أين هو هذا الكتاب؟. من صاحبه؟. أين هو الآن.
يرى في صفحة 114، ان الذين وجه لهم الرسالة يعرفونه جيدا، وذلك منذ سنة 1948، حين كانت الولايات المتحدة الامريكية "تريد ان تلعب دور المحرّر امام الشعوب المستعمرة".
يتحدث في صفحة 116، عن الغرب فيقول "فليس في إمكانكم أن تجمهلوا وجود كتاب عنوانه "الإفريقية الأسيوية"، وإسم مؤلفه. بهذه الطريقة، يخاطب بن نبي الولايات المتحدة الأمريكية
يتحدث في صفحة 118 عن ماسينيون، باعتباره من قادة الصراع الفكري، وقد ذكره بن نبي في كتابه "العفن"، وكيف سعى بكل الطرق، لتشويه أفكاره ومنعها من الوصول سليمة إلى المجتمع الجزائري وغيره، مايستدعي إعادة قراءة كتاب "العفن"، والتمعن فيه من جديد.
يتحدث في صفحة 119، عن جمعية العلماء الجزائريين التي سحبت منه المعونة المالية، إثر نشر كتابه "وجهة العالم الإسلامي"، بباريس سنة 1954، بإيحاء من فرنسا، كما يقول بن نبي. ويرى أن زر الصراع الفكري ، تحرك مرارا بسببي حين "لايتفق مع السياسة الأمريكية في العالم".
يرى في صفحة 121، أن الحكومة الجزائرية المؤقتة، هي التي منعت عنه المعونة المالية التي كان يتقاضاها بإيعاز من "المستر فوستر دالاس".
ويتحدث كذلك عن منع كتابه "الإفريقية الأسيوية". ويرى أن "دالاس" ، هو الذي منعني من المشاركة في مؤتمر كتاب إفريقيا وآسيا بطشقند، يدخل هذا دائما، ضمن الصراع الفكري.
ويرى في صفحة 122، أن الصراع الفكري هو الذي منع مجلة ثقافية في باريس من نشر حوار لي، حين طلبت مني أن أوجه نداء إلى المؤتمر الخاص بالكتاب الزنوج بروما، عقب نشر كتابي "الإفريقية السيوية".
يتحدث في صفحة 123، عن آخر كتاب كتبه، وهو "فكرة كومنويلث إسلامي"، وكيف تعرّض عقب نشر الكتاب إلى هروب بعض القساوسة منه، وعدم الظهور أمامه، وهي رسالة تندرج ضمن الصراع الفكري.
يتضح من خلال صفحة 124، أن الظروف التي عاشها بن نبي في مصر، منعته من التحدث لبعض القضايا، والتطرق لبعض الأشخاص، مايتوجب..
فتح الجانب الغامض من حياة بن نبي في مصر، والضغوط التي تعرض لها سواء من الساسة أو المفكرين، الجزائريين منهم والعرب والأجانب، ومحاولة إسغلال إسمه وأفكاره وكتبه ، لصالح الطبقة السياسية والمثقفة، ناهيك عن الغيرة والحسد والمكائد التي تعرض لها من طرف الساسة والمفكرين، مع وجوب ذكر الشكر المقدم لكل من سهر على ضيافته والاهتمام به.
يرى في صفحة 124، أن الصراع الفكري الممثل هنا في ماسينيون، إنتقل من قتل الكتاب إلى قتل الكاتب نفسه.
في صفحة 125، يتحدث بن نبي عن موقفه من الثورة الجزائرية، يعود بن نبي، حين يعود بالذاكرة إلى 4 سنوات إلى الوراء، أي سنة 1956.
في صفحة 125، ودائما ضمن الصراع الفكري، يقول أن إذاعة تونس ومراكش، وفي نفس الوقت تذيع خبرا مفاده، أن بن نبي سيمثل الحكومة الجزائرية المؤقتة في طوكيو، ويؤكذ أن هذا الخبر عار من الصحة، وكذب وتلفيق.
ويقول في صفحة 126-127، أن الصراع الفكري والقائمين عليه، سعوا بكل مالديهم لكي لايكون لبن نبي دور في الثورة الجزائرية، وهو اللاجىء المشرد، وذلك عن طريق " الحيرة التي يسعون إلى بذرها في ذهني أو الريب الذي تبثونه من حولي بفضل آلتكم المسخّرة".