صادق حبنكة
محمد فاروق الإمام
ولد فضيلة الشيخ صادق ابن
مرزوق بن عرابي بن غنيم حبنكة الميداني حوالي سنة
1338هـ/ 1918م، في حي الميدان وهو
من أحياء دمشق العريقة، وهو حي معروف ببطولات رجاله
وسخائهم ونخوتهم، ومحافظتهم على
العادات العربية الكريمة.
ووالدته: خديجة المصري امرأة صالحة من قرية الكسوة
جنوب دمشق، وقد توفيت سنة 1351هـ/1932م بعد عودتها
من الحج.
تزوج الشيخ قريبة له فلم تنجب له، ثم مرضت وتوفيت، وظل وفياً لها ومحافظاً على ذكراها عدة سنين، ثم رأت شقيقته زهرية في الرؤيا تطلب منها تزويجه، فتزوج أخرى من بيت الخطيب في حي الميدان، فأنجب منها ذكوراً وإناثا، وقد اشتغل طوال عمره في التعلم والتعليم مع ممارسة بعض أعمال الكسب.
وهو شقيق الشيخ حسن
حبنكة الميداني وقد درس على أخيه العلوم العربية
والإسلامية، وكان عضده ووزيره في
مؤسساته التي أنشأها والمعلم الأول في مدرسته
الشرعيَّة.
عرف الشيخ ببرِّه وإخلاصه، وحكمته ورشده وحسن رأيه وتدبيره، وقد أسند
إليه الشيخ حسن إدارة معهد التوجيه الإسلامي لثقته بحصافة عقله وحسن
إدارته.
وقد أعطاه الله موهبة شعرية وأدبيه رفيعة، ولكنه لم يستغلها في
إنتاج كبير، لانشغاله لإدارة مشروع المدرسة، والعلم
والتعليم، وبعض أعمال الكسب،
للإنفاق على أسرته.
كتب رسالة جوابية
إلى ابن أخيه العالم المفسر الشيخ: عبد الرحمن
حبنكة الميداني يقول
فيها:
سبق الشوق كتابي فأتاني بالجواب ... فجلا عني غيوماً ساقها طول الغيابا
وكتب إليه أيضاً:
صبرت عن اللقاء فكنت جلداً ... وما أرسلت ـ معترفاً ـ كتابا
ولما استنفدت طاقات صبري ... بعثت إليك ألتمس الجوابا
اهتم في دراسته ومطالعاته باللغة. فكان في حلقات شقيقه الشيخ حسن المرجع اللغوي ضبطاً وفهماً، وله أيضاً بصيرة دقيقة في النحو والإعراب، وشرح كبريات كتب العلم، وفهم عويص عبارات المتون والشروح، وله فهم دقيق في العلوم العقلية، مع ما وهبه الله تعالى من ذكاء لماح ونكتة حاضرة مبتكرة ذكية، تثير ضحك الحزين.
وله خطب ودروس رصينة المضامين الفكرية، يعتمد فيها على التحليل والمنطق العقلي المقنع، والروابط الفكرية الطبيعية المنطقية، ويبرز في أدائه الضبط اللغوي، واستعمال المفردات اللغوية الدقيقة في دلالتها على المعاني المرادة.
توفي رحمه الله تعالى بعد فجر يوم الثلاثاء 26شوال 1428هـ/ 6 تشرين الثاني 2007م وصلي عليه بعد صلاة العصر في جامع الشيخ حسن، ودفن في مقبرة الجورة في حي الميدان.