أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب
أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب
رضي الله عنه
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
مختصر حياة عملاق الإسلام سيدنا
الفاروق عمر بن الخطاب ، وهذا موجز ليتم حفظه عن ظهر قلب ويشمل ماقاله الله في
أصحاب محمد صلى الله وعليه وسلم مثنياً عليهم ، وأهمية الفاروق بتاريخ الإسلام
والمسلمين ، وأهم أعماله ، وعن حياته الخاصة مع أهل بيته ومع الناس ، وترجمة عنه ،
وكراماته وخلافته ونحو ذلك ، وأسال الله أن ينتفع به المسلمين ، وهو ضمن سلسلة عن
حياة الراشدين رضوان الله عنهم أجمعين وعن جميع اصحاب محمد صلى الله وعليه وسلم
والتابعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين أمين يارب العالمين
بسم الله
الرحمن الرحيم
الخلفاء الراشدون
قال الله عز
من قائل سبحانه وتعالى فيهم وبجميع الصحابة:((لِلْفُقَرَاءِ
الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ
فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ
هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ
قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ
حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ
خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ))[الحشر:8-9].
روى لنا التاريخ أنباء أعظم ثلة ظهرت في دنيا العقيدة والإيمان
والإخلاص والتفاني والبعد عن حب الذات. قصة هؤلاء العظماء الشاهقين من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ليست أساطير وإن بدت من فرط إعجازها كالأساطير لأن
الكتاب والواصفون لم يكتبوا عنهم من بنات أفكارهم وتخيلاتهم بل إنها حقائق تشكل كل
ما كان لأصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من شخصية وحياة… وإنها لتسموا وتتألق
لا بقدر ما يريد لها الكتاب والواصفون بل بقدر ما أراد لها أصحابها وذووها وما
بذلوا من جهود وإخلاص في سبيل الله ليحوزوا على التفوق والكمال وهو جهد خارق
ومبرور.
غير أن كل معجزاتهم التي حققوها لم تكن سوى انعكاس متواضع للمعجزة
الكبرى التي أهلت على الدنيا يوم أذن الله لقرآنه الكريم أن يتنزل ولرسوله الأمين
أن يبلغ ولموكب الإسلام أن يبدأ على طريق النور وخطاه
(خالد محمد خالد).
أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب
أبي حفص
رضي
الله عنه:
الخليفة
الراشد الثاني لرسول الله
صلى الله عليه وسلم
والحبيب الثاني لرسول الله
صلى الله عليه وسلم
وصهره من ابنته حفصة أم المؤمنين رضي الله عنهما
ولقب بأمير المؤمنين لصعوبة اللفظ بخليفة خليفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ([1]).
وهو أحد
السابقين الأولين وبه كان تمام الأربعين من الرجال وثلاثة عشرة امرأة من النساء
وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد أصهار النبي
صلى الله عليه وسلم
وأحد كبار علماء الصحابة وزهادهم وعرف رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أبو بكر رضي
الله عنه
بمنزلة الصديق وعرف عمر
بمقام المحدّث
(بمعنى الملهم الذي يجري الصواب على ألسنتهم) ([2])
وإليه أشارت الرؤيا التي رئاها النبي
صلى الله عليه وسلم من أنه شرب اللبن وما زاد بقي لعمر وعندما سئل
الرسول صلى الله
عليه وسلم
عن تأويل ذلك قال (العلم) أي أن عمر يكون صاحب
علم واسع([3])
وبه جاء ما عُرف بموافقات عمر المؤيدة له من رب العالمين([4])
وقال قبيصة بن جابر أحد كبار التابعين المحدثين:
(ما رأيت أحد أقرأ لكتاب الله ولا أفقه في دين الله ولا أقوم لحدود الله ولا أهيب
في صدور الرجال من عمر بن الخطاب
رضي الله
عنه).
وهو الذي دعا له الرسول
صلى الله عليه وسلم
بقوله:
(اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب)([5])
واستجاب الله للدعاء بعمر بن الخطاب
رضي الله عنه
وأخرج البخاري عن ابن مسعود أنه قال: (ما زلنا أعزة منذ
أسلم عمر). وقال: (كان إسلام عمر فتحاً وكانت
هجرته نصراً وكانت إمارته رحمة).
وقال رسول
الله صلى الله
عليه وسلم:
(بينما أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر قلت لمن هذا القصر
قالوا لعمر فذكرت غيرتك فوليت مدبراً فبكي عمر وقال أعليك أغار يا رسول الله)
([6]).وأخرج
ابن سعد والحاكم عن حذيفة قال: (لما أسلم عمر كان الإسلام
كالرجل المقبل لا يزداد إلا قرباً فلما قتل عمر كان الإسلام كالرجل المدبر لا يزداد
إلا بُعداً). وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
(إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه).
قال رسول
الله صلى الله
عليه وسلم
يوماً: (يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان
سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك).
وقال رسول
الله صلى الله
عليه وسلم
بعد غزوة بدر قبل أن يقرَّ رأيه بفداء رؤوس قريش بعد ما سمع رأي أبي بكر ورأي عمر
بن الخطاب قال: (إن الله عز وجل ليلين قلوب رجال فيه حتى
تكون ألين من اللبن وإن الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك
يا أبا بكر) مثل إبراهيم قال تعالى
((رَبِّ
إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي
وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))
[إبراهيم:36]
ومثل أبا
بكر مثل عيسى
قال تعالى : ((إِنْ
تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ))
[المائدة:118]
ومثلك يا
عمر مثل نوح قال تعالى:
((وَقَالَ
نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ
إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا))
[نوح:26-27]
ومثلك مثل موسى قال تعالى : ((وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ
وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا
عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ
فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ))
[يونس:88] ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
للأسرى: (أنتم عالة فلا يطلقن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب
عنق).
أهم أعماله
رضي الله عنه:
1- فتح بيت المقدس. 2- إجلاء اليهود من
جزيرة العرب. 3-بنيان المسجد النبوي. 4- بدأ التاريخ الهجري.
5- إتمام الفتوح في بلاد الروم وفارس
(القادسية واليرموك) وفتح مصر.
اسمه ولقبه
رضي الله عنه:
وسمي عمر بن الخطاب بالفاروق لأن الله تعالى فرّق به بين الحق والباطل حيث كان عدد
المسلمين الرجال تسعاً وثلاثون وبه أصبح العدد أربعون إضافة إلى إحدى عشر امرأة
وكان المسلمون حتى إسلام عمر
رضي
الله عنه
في حالة التستر والتخفي وهذا حال أكثرهم وما زال عمر يراجع رسول الله
صلى
الله عليه وسلم
على الجهر بالدعوة حتى أذن له الرسول
صلى
الله عليه وسلم
بذلك وخرج المسلمون إلى فناء الكعبة وبرزوا لقريش في تحدي سافر ومنذ ذلك الحين لقبه
رسول الله
صلى
الله عليه وسلم
لعمر بن الخطاب بالفاروق.
كنيته
رضي الله عنه:
وسمي بأبي حفص لأن ابنته حفصة تزوجها رسول الله
صلى
الله عليه وسلم
وكان يناديها يا حفص وذلك على سبيل التحبب والتودد كما كان ينادي عائشة يا عائش ومن
هنا كنّي الفاروق
رضي
الله عنه
بأبي حفص وكان له ثلاث عشرة ولداً ثمانية ذكور وخمسة إناث ومنهم حفصة أم المؤمنين
رضي الله عنها.
كراماته
رضي الله عنه:
ومن كراماته قوله لجيشه الذي
يبعد عنه أشهر بنهاوند يوصه يا سارية الجبل الجبل الجبل وسمع الجيش نداءه فالتجئوا
إلى الجبل فأنجاهم الله من عدوهم وكان ذلك إلهام ألهمه الله إليه ووفقه فيه وإرساله
بطاقة إلى نيل مصر أن يجري بأمر الله بعد أن توقف وكاد أن يفتن الناس بذلك فأجراه
الله وقطع الله بها سنة كانت قائمة بأن يرمي أهل مصر جارية بكر كل سنة في يوم محدد
إرضاءً للنهر وقرباناً له لكي يجري.
مولده
رضي الله عنه:
وولد الفاروق عمر
رضي
الله عنه
بعد عام الفيل بثلاثة عشر سنة أي في السنة الثانية والأربعون قبل الهجرة وكان عمره
يوم بعث الرسول
صلى
الله عليه وسلم
تسعة وعشرين عاماً واستمر في جاهليته ستة سنوات ومعلوم أنه أسلم في السنة السادسة
من البعثة وبذلك يكون قد عاش في الجاهلية خمساً وثلاثين عاماً وثماني وعشرون عاماً
في الإسلام.
اسمه ونسبه
رضي الله عنه:
والفاروق عمر
رضي
الله عنه
هو عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قُرط
بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي ويلتقي نسبه مع نسب رسول الله
صلى
الله عليه وسلم
في كعب بن لؤي وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
صفته
رضي الله عنه: رجل أبيض تعلوه حمرة طُوال أصلع أشيب وكان يفوق
الناس طولاً جسيماً أصلع شديد الصلع.
وكان مع نفسه شديد البكاء من خشية الله فكان يمر بالآية وهو يقرأ فتخنقه العبرات
فيبكي حتى يسقط ثم يلزم بيته حتى يعاد يحسبونه مريضاً وكان في وجهه خطان أسودان من
البكاء ويسمع نشيجه في الصلاة في آخر الصفوف وكان أكثر الناس صياماً وصلاة وكان خشن
الطعام لا يأكل إلا إدماً واحداً ويترك الطيبات وكانت ثيابه مرقعة وكانت حياته على
نفسه قاسية.
إسلامه
رضي الله عنه:
كان إسلام عمر بن الخطاب
رضي
الله عنه
في السنة السادسة من النبوة وبعد إسلام حمزة بثلاثة أيام وكان عمر يحب ما يحبه رسول
الله
صلى
الله عليه وسلم
فكان رسول الله
صلى
الله عليه وسلم
يحب إسلام العباس أكثر من إسلام عمر فكان عمر يعتز بإسلام العباس عن إسلامه.
هجرته
رضي الله عنه: كان سادس من هاجر إلى المدينة وكان معه عشرون
راكباً وهاجر علناً ولم يكن أحدٌ يجرأ على الهجرة علناً وقال من أراد أن تثكله أمه
أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي ولم يلحق به أحد وقد آخى رسول
الله
صلى الله عليه وسلم
بين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك. وكان قد حضر المشاهد كلها مع رسول الله
صلى
الله عليه وسلم
ووصف فيها بأنه من الرجال المعدودين الذين تميزوا بالقوة وشدة البأس والشجاعة ومن
الذين ما فارقوا الرسول
صلى
الله عليه وسلم
وهم يدافعون عنه ويحمونه من الأعداء ويصدون عنه كل مكروه وكان يتقيد بأوامر الرسول
صلى
الله عليه وسلم
حرفياً.
بعض حسناته
رضي الله عنه:
1-
أمر بإجراء العطاء لكل مولود في الإسلام في كل الأمصار.
2- إصداره الأوامر بأن لا يغيب الجندي المتزوج في الجهاد أكثر من أربعة أشهر بعد ما
سمع امرأة تناجي زوجها حيث كان قد طال غيابه.
3- أراد تحديد المهور حيث بدأ الناس يُغالون فيها فقامت إليه امرأة وعارضته فاستغفر
الله وقال أخطأ عمر وأصابت امرأة.
4- جاع حينما جاع الناس وامتنع عن الزيت والسمن حتى تذوقه الأمة بأجمعها.
5- كان يتفقد الرعية بالليل والناس نيام ويصنع بنفسه الطعام للثكالى والعجائز
والأيتام.
6- كان مع الجند نعم القائد وكان شرطه في اختيار القادة أن يكونوا صحابة.
بيعته
رضي الله عنه:
بويع عمر بن الخطاب بالخلافة
يوم وفاة أبي بكر الصديق بوصية منه حيث استشار الصحابة وكلٍ منهم يدفعها إلى الآخر
حتى عاد الأمر لأبي بكر وكانت صورة عمر بن الخطاب وشخصيته ومواقفه في الإسلام وقوته
في الحق وهيبته في النفوس ونظرة المسلمين إليه كل هذا جعل ابن الخطاب كبيراً في نظر
الصديق والصحابة رضوان الله عليهم فاستشار الصديق الصحابة إلى اختيار عمر وكلهم
أيّد هذا الاختيار وقال علي بن أبي طالب عندما سأل الصديق الصحابة إني قد عهد عهداً
أفترضونه فقال علي بن أبي طالب
رضي
الله عنه
لا نرضى إلا أن يكون عمراً.
خلافته
رضي الله عنه: وكانت خلافته في 13هـ وكان عمره اثنان وخمسون سنة
وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام وعندما صعد المنبر نزل درجة عن أبي
بكر. وكان مع الولاة يختار القوي الأمين منهم فليس المهم أن يكون الوالي صالحاً فقط
لأن صلاحه لنفسه وضعفه يعود على الأمة ويختار القوي منهم ويقول إني لا أتحرج أن
أستعمل الرجل وأنا أجد أفضل منه وقد استعمل المغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص ومعاوية
بن أبي سفيان وفي الصحابة من هم أفضل منهم أمثال عثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد
الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد. وما ذلك إلا لقوة أولئك في العمل وخبرتهم ولأنه أيضاً
يشرف عليهم ويحاسبهم أشد حساب وكان يراقب الولاة ويتدخل في طعامهم وشرابهم ولباسهم
ومسكنهم أي كانت بيده السلطة كلها ويستمع إلى شكوى الناس على أمراءهم ويحاسبهم أشد
حساب ولعل أشهر شكوى وأبلغها ما كانت على محمد بن عمرو بن العاص الذي ضرب القبطي
المصري لأنه سبقه في السباق فاستقضى له وقال كلمته المشهورة (متى استعبدتم الناس
وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً).
مقتله
رضي الله عنه: وعند صلاة الفجر وأمير المؤمنين عمر يصلي بالناس
وثب عليه فيروز الذي يدعى أبو لؤلؤة وطعنه ست طعنات وهرب العلج الوثني المجوسي لعنه
الله بين الصفوف وبيده سكين ذات طرفين مسمومين لا يمر على أحد يميناً أو شمالاً إلا
طعنه حتى طعن ثلاثة عشر مصلياً مات منهم سبعة إثر هذه الطعنات وصرخ عمر بن الخطاب
قتلني الكلب أدركوه فما كان من عبد الرحمن بن عوف إلا أن ألقى عليه برنساً له فأحس
أبو لؤلؤة أنه مأخوذ لا محالة فأقدم على الانتحار بالسكين ذاته وجاء عبد الرحمن بن
عوف ليرى ما حلَّ بالخليفة فوجده صريعاً وهو يقول قال تعالى: ((وَكَانَ أَمْرُ
اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا))[الأحزاب:38]
وقدّم عمر عبد الرحمن للصلاة لأنه لم يستطع إكمالها والناس في نواحي المسجد لا
يدرون ما الذي جرى حتى إذا أفاق عمر من غيبوبته قال:
(أصلى الناس) وهكذا لم ينقطع تفكيره بالصلاة على الرغم مما حل به وعندما عرف
أنَّ الذي طعنه مجوسي مشرك حمد الله تعالى وقال: (الحمد
لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجني عند الله بسجدة سجدها لله قط).
وكان عمر خائف من أن يكون لأحد من
المسلمين عليه حق أو قصَّر بشيء وكان ابن عباس يطمئنه ويخفف عنه ويذكره بمكانته عند
رسول الله
صلى
الله عليه وسلم
وعند أبي بكر الصديق
رضي
الله عنه
وإن رسول الله
صلى
الله عليه وسلم
قد بشره بالجنة فكان عمر يقول: وابن عباس يقول له: (لقد كان إسلامك
عزاً وإمارتك فتحاً ولقد ملأت الأرض عدلاً فقال له عمر أتشهد لي بذلك يا ابن عباس
فقال علي بن أبي طالب
رضي الله عنه
لابن عباس قل نعم وأنا معك) وكان ينظر عمر
رضي
الله عنه
للصحابي حذيفة بن اليمان فإذا صلى هذا الصحابي على الشخص صلى عمر عليه وإذا لم يصلي
فهذا الميت إذاً منافق لا يصلى عليه وكثيراً ما كان يسأله عن نفسه.
وقبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى سمى
أول مجلس للشورى في الإسلام ليختاروا من بينهم خليفة يلي أمور المسلمين وسمى ستة من
الصحابة الكرام الذين توفى رسول الله
صلى
الله عليه وسلم
وهو عنهم راض وهم: عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان
وعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص
وهؤلاء البقية من العشرة المبشرين بالجنة وأضاف إليهم سابعاً وهو ولده عبد الله بن
عمر رضي الله عنهم جميعاً على أن يكون عبد الله مرجحاً وليس لعبد الله أن يكون
خليفة وبقي عمر ثلاثة أيام بعد طعنه ثم توفي يوم الأربعاء لأربع بقين من شهر ذي
الحجة سنة ثلاثة وعشرين وقد غسله وكفنه ابنه عبد الله وصلى عليه صهيب ومنذ مقتله
رضي
الله عنه
تضعضع الإسلام وقبل أن يسلم الروح إلى بارئها استأذن أم المؤمنين عائشة رضي الله
عنهما على أن يدفن في بيتها مع رسول الله
صلى
الله عليه وسلم
وصاحبه أبو بكر الصديق
رضي
الله عنه
زوجاته وأولاده
رضي الله عنه : تزوج عمر قبل الإسلام بأربعة وهم
كالتالي:
1- زينب بنت مظعون ومنها: 1-
حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها وكانت قد تزوجت من
قبل حنيس بن حذافة السهمي فاستشهد ببدر فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت
حافظة للقرآن مما أهلها لأن يضع أبو بكر الصديق
رضي الله عنه المصحف عندها وتوفيت على عهد معاوية بن أبي سفيان ومنها:
2- عبد الرحمن الأكبر.
3- عبد الله ولد في العاشرة قبل الهجرة.
2- سبيعة: لم تنجب.
3- أم كلثوم ملكية بنت عمر الخزاعية ومنها عبد
الله وهو الذي قتل الهرمزان.
4- قريبة بنت أبي أمية المخزومية أخت أم سلمة أم
المؤمنين رضي الله عنها لم تنجب.
وتزوج بعد إسلامه بأربعة:
1-
عاتكة
بنت زيد بن عمرو
وهي ابنة عمه ومنها عياض.
2-
أم حكيم
بنت الحارث بن هشام المخزومية ومنها فاطمة.
3-
جميلة بنت ثابت ابن أبي الأفلح
ومنها عاصم الذي هو جد عمر بن عبد العزيز لأمه وقد ولد في السنة السادسة ومات
بالربدة عام 70هـ.
4-
أم كلثوم
بنت علي بن أبي طالب
ومنها زيد ورقية.
للعلم أنه أثناء حياته
رضي
الله عنه
لم يجمع عنده أكثر من اثنتين وأحياناً ثلاثة أو أربعة بسبب وفاة البعض.
وعنده أمهات لأولاد أي إماء: 1- فكيهة: ومنها عبد الرحمن الأوسط وزينب.
2-
لُهية: ومنها عبد الرحمن الأصغر
وزوج ابنه عاصم بن عمر بن الخطاب للفتاة التي رفضت الغش بالحليب وسمعها عمر وهي
تقول لأمها إذا كان عمر بن الخطاب لا يرانا فالله يرانا ولتكون هذه الفتاة فيما بعد
جدة عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد الخامس.
([1]) حيث جاء وفد من قائد المسلمين في فارس أبو موسى الأشعري وطلبوا الاستئذان بالدخول على الخليفة عمر وقالوا بطلبهم (أمير المؤمنين) عمر والتقطها عمرو بن العاص وأطلقها عليه وقبلها عمر الفاروق رضي الله عنه ومنذ ذلك الحين عُرف الخليفة بلقب أمير المؤمنين.
([1]) والمحدث جاءت من كلمة المحدثون من حديث مسلم الذي يصف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بأنه في المحدثون وتفسير المحدثون كما أخرج البخاري في صحيحه أن معنى المحدثون: أي الملهمون الذي يجري الصواب على ألسنتهم.
([1]) وهنا يعني أن الله يعطيه العلم الكثير من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاء في حديث صحيح ورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى مناماً شرب فيه اللبن وما زاد بقي لعمر وعندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أولت ذلك يا رسول الله قال (العلم).
([1]) في الصفحة الأخيرة.
([1]) أخرجه الترمذي عن ابن عمر.
([1]) أخرجه الشيخان عن ابن عمر.
([1]) من موافقات عمر: 1- اتخاذه من مقام إبراهيم مُصلى. 2- آيات الحجاب. 3- بسبب الغيرة بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن) فنزلت كذلك. وأخرج مسلم عن عمر وزاد واحدة وهي في الموافقات (في أسرى بدر). وفي التهذيب للنووي في الموافقات في تحريم الخمر. ولأبي عبد الله الشيباني في فضائل الإمامين عدَّ أحد وعشرين موضعاً ومنها حول عدم استحبابه الصلاة على المنافقين إن هم مات حيث مات عبد الله بن أبي وحيث صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: ((وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ)) [التوبة:84] ومن حينها لم يصل الرسول صلى الله عليه وسلم على أي منافق. ومن الموافقات قتل عمر لأحد الخصمين اللذان التجئا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فحكم لأحدهما فذهب المعترض يطلب حكم عمر لأنه لم يوافقه حكم الرسول صلى الله عليه وسلم فأشهر عمر سيفه وقتله فأنزل الله تأييداً لما فعله عمر قال تعالى : ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ))[النساء:65].
([1]) حيث جاء وفد من قائد المسلمين في فارس أبو موسى الأشعري وطلبوا الاستئذان بالدخول على الخليفة عمر وقالوا بطلبهم (أمير المؤمنين) عمر والتقطها عمرو بن العاص وأطلقها عليه وقبلها عمر الفاروق رضي الله عنه ومنذ ذلك الحين عُرف الخليفة بلقب أمير المؤمنين.
([2]) والمحدث جاءت من كلمة المحدثون من حديث مسلم الذي يصف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بأنه في المحدثون وتفسير المحدثون كما أخرج البخاري في صحيحه أن معنى المحدثون: أي الملهمون الذي يجري الصواب على ألسنتهم.
([3]) وهنا يعني أن الله يعطيه العلم الكثير من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاء في حديث صحيح ورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى مناماً شرب فيه اللبن وما زاد بقي لعمر وعندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أولت ذلك يا رسول الله قال (العلم).
(4) في الصفحة الأخيرة. (5) أخرجه الترمذي عن ابن عمر. (6) أخرجه الشيخان عن ابن عمر.
(4) من موافقات عمر: 1- اتخاذه من مقام إبراهيم مُصلى. 2- آيات الحجاب. 3- بسبب الغيرة بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن) فنزلت كذلك. وأخرج مسلم عن عمر وزاد واحدة وهي في الموافقات (في أسرى بدر). وفي التهذيب للنووي في الموافقات في تحريم الخمر. ولأبي عبد الله الشيباني في فضائل الإمامين عدَّ أحد وعشرين موضعاً ومنها حول عدم استحبابه الصلاة على المنافقين إن هم مات حيث مات عبد الله بن أبي وحيث صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: ((وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ)) [التوبة:84] ومن حينها لم يصل الرسول صلى الله عليه وسلم على أي منافق. ومن الموافقات قتل عمر لأحد الخصمين اللذان التجئا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فحكم لأحدهما فذهب المعترض يطلب حكم عمر لأنه لم يوافقه حكم الرسول صلى الله عليه وسلم فأشهر عمر سيفه وقتله فأنزل الله تأييداً لما فعله عمر قال تعالى : ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ)) [النساء:65]