رحيل البروفسور إحسان علي باشا الدوغرامجي
رحيل البروفسور إحسان علي باشا الدوغرامجي
البروفسور إحسان علي باشا الدوغرامجي |
حازم ناظم فاضل |
إنتقل يوم الخميس 25 فبراير/ شباط 2010 الى رحمة الله تعالى البروفسور الدكتور إحسان الدوغرامجي مؤسس جامعتي "حاجة تبه" و"بيلكنت" و "مؤسسة التعليم العالي" بانقرة . حيث كان يرقد في العناية المركزة لمستشفى جامعة "حاجة تبه" منذ التاسع من تشرين الثاني 2009
وجرت يوم الاحد 28 فبراير/ شباط 2010 مراسم تشييع جنازته ودفن في المسجد الذي انشأه بإسم والده (علي باشا) في جامعة بيلكنت بانقرة .
ويعتبر الدوغرامجي شخصية ادبية وعلمية وتربوية مرموقة ومعروفة على الصعيد الدولي . ويعد واحد من أهم الشخصيات العلمية والجامعية في تركيا.
ولد في 3 إبريل/نيسان 1915 من عائلة الدوغرامجي بمدينة أربيل شمال العراق.
والدوغرامجي من العشائر التركمانية القديمة ومن أكابر القوم التي سكنت مدينة أربيل لقرون عديدة خلت كان لها شأن مذكور في تأريخها العريق .
والشائع اليوم دوغرامجي والصحيح ( دوغرا ما رانجي ) التركية بمعنى:(النجار الحاذق والماهر ) في فن حفر ونقش الخشب المعد للأثاث المنزلي يومئذ واشتهار أجداد العشيرة بهذه المهنة الدقيقة والصعبة مع نهاية القرن الثامن عشر الميلادي ليسموا لاحقاً بعد أن عرفوا وذاع صيتهم لدى رموز الدولة وعامة الناس بلقب ( دوغرا – مارنجي ) التركية اللفظ والمعنى ليتحول على مر الأيام لسهولة اللفظ الى (دوغرامجي ) الحالية .
يقول الاستاذ ثامر عبدالحسن العامري في كتابه ( موسوعة العشائر العراقية ) :
إن عائلة ( دوغرامجي ) وجدوا في أربيل قبل أمد طويل . تكاثر عددهم شيئاً فشيئاً ليصبحوا اليوم عشيرة كاملة القوام متكاملة وأكبر أفخاذها عائلة ( علي دوغرامجي ) والتسمية هنا لا علاقة لها بمهنة ( نجار باشي ) الشائعة يومها في بغداد ومدن العراق الكبيرة . كمسؤول مباشر للجمهرة المشتغلة بأعمال النجارة وتفرعاتها . ودوغرامجي كمهنة فن من فنون النجارة الدقيقة الغير التقلدية والغالية التكاليف ، رجالها قلة لصعوبتها وطول فترة الاشتغال بها .
ويقول المحامي عباس العزاوي في كتابه (العراق بين احتلالين) :
ان ( دوغرامجي ) من أقدم العشائر والبيوتات التركمانية في العراق وهم أصحاب السطوة والنفوذ ويقطنون لواء أربيل وكركوك . ومن أشهر فروعهم ( علي باشا ) .
ـ أنهى إحسان دوغرامجي مرحلته الإبتدائية في أربيل والثانوية في لبنان في الإعدادية الأمريكية.
ـ تخرج في كلية الطب / جامعة إسطنبول عام 1938.
ـ تولى رئاسة وعضوية عدد كبير من المنظمات الدولية :
ـ مساعد بروفسور في كلية الطب في جامعة أنقرة سنة (1949).
ـ بروفسور في سنة (1954).
ـ عميد جامعة أنقرة (1963-1965).
ـ مؤسس معهد رعاية الطفولة في أنقرة .
ـ عميد فخري لجامعة الشرق الأوسط للهندسة .
ـ أستاذ في جامعة (7) في باريس .
ـ عضو في الهيئة الإدارية لمعتمد عمداء أوربا .
ـ عضو في مؤتمر التعليم العالمية سنة (1981) ولحد وفاته .
ـ رئيس الهيئة التعليمية العالية في تركيا (10/11/1981 – 10/7/1992).
ـ رئيس مؤسسة رعاية الطفولة في تركيا ، وعضو في منظمة اليونيسيف.
ـ مستشار منظمة الصحة العالمية في تأسيس الكليات الطبية في كامرون ، نيجيريا ، برازيل ، وكندا .
ـ عضو مؤسس لمؤسسات رعاية صحة الطفولة في (المانيا ، الهند ، فرنسا ، أذربيجان ،وإنكلترا ) .
ـ عضو فخري لعديد من الجمعيات العلمية في الأرجنتين وأستراليا والنمسا وإنكلترا وبلغاريا وجمهورية الدومنيكان والإكوادور وفلندا وفرنسا وألمانيا والأردن وقازغستان والمكسيك والمغرب وبولندا وإسبانيا والسويد وتونس وباكستان وأمريكا وأوزبكستان ، وتم تكريمه من قبل العديد من رؤساء الدول المختلفة.
ـ مؤسس ورئيس فخري للهيئة الإدارية لجامعة (بل كنت) في أنقرة والتي تعتبر من أرقى الجامعات العالمية في العالم.
ـ أصبح عضو الهيئة التعليمية لكلية الطب الملكية البريطانية عام 1971.
ـ تولى رئاسة جامعة حاجة تبه للأعوام بين( 1967 ـ 1975).
ـ أسس "مؤسسة التعليم العالي" ثم تولى رئاستها للفترة بين ( 1981 ـ 1992).
ـ أسس جامعة "بيلكنت" التي تعد اول جامعة للقطاع الخاص في تركيا عام 1985 كما ساهم بشكل فاعل في تأسيس كلية الطب لجامعتي أتاتورك بولاية أرضروم وتكنولوجيا قارا دنيز في ولاية طرابزون .
ـ منح لقب سفير الطفولة من قبل منظمة اليونيسيف .
ـ رئيس الاتحاد الدولي لطب الاطفال .
ـ لمكانته المرموقة في المجتمع التركي رشح اكثر من مرة لرئاسة الجمهورية التركية ولكنه اعتذر لكي يتفرغ للعلم والتعليم العالي والنشاطات الانسانية .
ـ اعتبره الامين العام للامم المتحدة السابق كوفي عنان : (نموذج المواطن العالمي).
ـ وصفه علاء الحديدي سفير مصر في تركيا بالصديق الحميم للجاليات العربية والمساند الكبير لقضاياهم في تركيا .
ـ منح الميدالية الذهبية من مجلس الشعب المصري تقديراً لدوره الإقليمي والدولي في النهوض بالجامعات المصرية والتركية والدولية .
والدكتور الدوغرامجي عشق الشعر منذ الصغر . وكتب القصيدة العروضية الكلاسيكية بالرغم من تخصصه العلمي.
ويعتبره الأستاذ عطا ترزي باشي شاعراً في ثوب عالم .
ومن أشهر قصائده ( شوق إلى أربيل ) :
أمضيت أيامي في مدرسة أربيل
هناك أينعت مشاعري الوطنية
أتأوه كلما تذكرت تلك اللحظات
ففي أعماقي بلبل من هناك.
وإلى جانب اللغتين العربية والتركية ، يجيد اللغات الفارسية والإنكليزية والألمانية والفرنسية .
وبالرغم من انشغالاته الكثيرة واهتماماته المتنوعة الا انه بقي شاعراً يهتم بالشعراء والأدباء وساهم في دعم طبع ونشر العديد من الدواوين والكتب الى جانب دعم المؤسسات الثقافية .
تزوج الدكتور احسان الدوغرامجي من السيدة (أيسر) كريمة حكمت سليمان رئيس وزراء العراق في 1936 والتي كانت طالبة في الثانوية الأمريكية في بغداد سنة (1924) ، والدها حفيد الصدر الأعظم (محمود شوكت باشا ) .
وهو اب لثلاثة أبناء بينهم البروفسور علي دوغرمجي رئيس جامعة بيلكنت.
رحم الله البروفسور احسان الدوغراجي وادخله فسيح جناته .
المصادر :
-
العشائر التركمانية في العراق / د .اكرم باموقجي وحبيب الهرمزي ،كركوك، 2004
-
العامري ، ثامر عبدالحسن ، موسوعة العشائر العراقية ، بغداد ،1992-1995 .
-
العزاوي ، عباس ، العراق بين احتلالين ، بغداد ، 1939 .
-
اعلام التركمان ، مير بصري ، دار الوراق للنشر والتوزيع .
-
عطا ترزي باشي ، شعراء اربيل ( أربيل شاعرلرى) باللغة التركمانية ،كركوك
-
Phillips, Sir Horace (Former British Ambassador to Turkey). İhsan Doğramacı : A Remarkable Turk. York: Wilton 65, 1997
-
Özsoylu, Şinasi. İhsan Doğramacı ile 40 yıl. Ankara: Özkan, 1995.
-
Ertuğ, Celal. Türkiye’de ve Dünyada İhsan Doğramacı Olayı. İstanbul: Komat, 1996.
-
Akman, Muvaffak. Yaşantımda Hacettepe ve Sonrası: Bir Emekli Rektörün Anıları. Ankara: Emek, 1995 .