الأديب والمترجم قاسم محمد موسى طشطوش

مسيرة إبداع

هايل عبد المولى طشطوش

[email protected]

ولد قاسم طشطوش في أيدون/اربد عام 1938م  فكان بكر أبية وأمه في أسرة عادية تعمل في الفلاحة والزراعة كباقي الأسر الأردنية في ذلك الزمان  لكنها محبة للعلم مهتمة به على الرغم من قساوة ذلك الزمان وصعوبة الحصول على التعليم ،  حيث أصر والده على تعليمة وتدريسه فدخل قاسم إلى مدرسة أيدون والتي تعتبر من أقدم المدارس الابتدائية في المملكة الأردنية الهاشمية ،.... لم يكن قاسم طالبا عاديا كبقية أقرانه في الصف ولكنه اظهر ذكاءا حادا وكان يمتاز بسرعة البديهة والالمحية العالية ،  يلتقط الفكرة قبل أن تصل إلى غيرة يحفظ الكتاب من أوله إلى أخره عن ظهر قلب حتى لفت انتباه معلميه وزملائه  في الصف ، فكان ذكائه في كثير من الأحيان سببا لحسده وغبطة من قبل بعض زملاء الصف الذين كان يغيظهم أن يكون قاسم هكذا ، حظي قاسم باحترام معلميه الذين عرفوا فيه الذكاء الحاد والقدرة على الحفظ والإبداع واستمر قاسم متفوقا رغم كل الصعاب وأنهى مراحل دراسته الابتدائية في أيدون ثم انتقل إلى اربد ليكمل فيها دراسته الثانوية ويتخرج متفوقا ، وكان طموحة كبيرا وطموح والدية اكبر في أن يتعلم ويكمل تعليمة العالي فكان القرار بإرساله إلى أوروبا مصدر العلم وبلاد النور وفعلا سافر قاسم إلى ألمانيا وهناك بدأت مرحلة جديدة من حياته كان لها دور كبير في تجسيد ذكائه واحتواء فكره وتفريغ طاقاته في الانشغال بالبحث والتعمق في العلم ، هناك اشتغل قاسم بالأدب الألماني فأجاد اللغة الألمانية بطلاقه وبدأ يطلع على الأدب والروايات الألمانية يترجم ويكتب يدرس ويدّرس ينتقل من مركز دراسات إلى آخر ينشد ضالته بين دفات الكتب وبطون الروايات ورفوف المكتبات فكان كل وقته في المطالعة والكتابة والبحث والدراسة ، وبعد ثماني سنوات عاد قاسم إلى ارض الوطن ، واشتغل بالأدب والكتابة لكنة فضل العودة إلى أوروبا وكانت محطته هذه المرة فرنسا فمكث فيها حتى أتقن اللغة الفرنسية ثم بدأ رحلته في أوروبا حيث تجول في أصقاعها ودولها كافه من بلجيكا إلى النمسا وألمانيا وأسبانيا وحطت به الرحال في مدينة الضباب لندن وهناك اطلع على الأدب الإنجليزي واشتغل به من خلال مراكز الأبحاث والدراسات الأدبية حتى أتقن اللغة الإنجليزية عندها مارس مهنته التي أحب وهي الترجمة حيث ترجم بعض الكتب والتي لازالت على شكل مخطوطات إلى اليوم وهي موجودة بحوزة أخيه الدكتور عبد العزيز طشطوش أستاذ الأدب العربي في جامعه اليرموك ، وشده الحنين مرة أخرى إلى الوطن الأم فعاد في بداية التسعينيات بعد سنوات غياب طويلة استمرت لعقود ، وفي بلدة ووطنه انضم إلى الملتقيات الثقافية والنوادي الأدبية ومراكز الأبحاث التي تعنى بترجمة الآداب الغربية إلى اللغة العربية فكان فاعلا ونشيطا في الملتقى الثقافي في اربد حتى عرفه كل مثقفوا مدينه اربد وأعجبوا بذكائه وتعبيراته وقدرته الفذة على الصياغة والترجمة الحاذقة التي لا تضيع المعنى ، وبدأ يمارس الترجمة من اللغة الألمانية إلى العربية حيث عكف على ترجمة روايتين من اشهر روايات الأدب الألماني وهما (أقرباء أعزاء ) و( النوافذ المرحة ) ونشرهما بواسطة ملتقى اربد الثقافي في بداية التسعينات  ولقيتا اصدءا واسعة كون هناك قله في الأدب الألماني المترجم إلى العربية إضافة إلى الإبداع الذي مارسه الأديب في ترجمته الحرفية لهذه الروايات ، وأعيد نشر هذه الروايات في طبعة ثانية في بداية عام الألفين وهما موجودتان في كافة المكتبات العامة ومكتبات الجامعات الأردنية وغير الأردنية إضافة إلى المراكز الثقافية الألمانية في الأردن والجهات الأدبية الأخرى .

وتشاء الظروف أي يغادر قاسم الدنيا وفي جعبته الكثير من المكتبات والترجمات التي تحتاج إلى من يوقظها من سباتها وينفض عنها الغبار ويخرجها إلى النور لتضيف إبداعا جديدا إلى الأدب الإنساني ولتكتب بحروف من نور مسيرة مبدع أردني وكاتب فذ ومترجم حاذق أمين صادق لم يعرف المراوغة أو التقاعس في حياته أبدا ، تحتاج كتابات قاسم إلى جهة أدبية تنشرها وتخرجها إلى النور وتتبنى إظهارها للمثقفين والمهتمين بالآداب المترجمة ، رحم الله الأديب قاسم طشطوش وجعل كل ما كتبه في ميزان حسناته انه سميع مجيب .

ملاحظة : أرجو من الأدباء والأصدقاء والمثقفون ومن كان له صلة بقاسم أن يزودني بأية معلومات إضافية عن نشاطاته الأدبية وإبداعاته العلمية مما يكون قد خفي علي لتوثيقها وله فائق الاحترام والتقدير.