الدكتور الشيخ معروف الدواليبي

عبد الله الطنطاوي

الدكتور الشيخ معروف الدواليبي

آخر عمالقة السياسة في سورية

عبد الله الطنطاوي

[email protected]

تمهيد:

ظهر، إبّان عهد الاستعمار الفرنسي الغاشم لسورية فيما بين 1920-1946 عدد من رجالات السياسة والوطنية في سورية، قادوا الحركة السياسية من أجل الاستقلال، وشكّلوا (الكتلة الوطنية) التي انقسمت -فيما بعد- إلى حزبين: حزب الشعب ومقرّه في مدينة حلب، شمال سورية، والحزب الوطني، ومقرّه في دمشق.

وكان من رجالات السياسة: هاشم الأتاسي، وعبد الرحمن الشهبندر، ومحمد علي العابد، وتاج الدين الحسيني، وعبد الوهاب حومد، ورشدي الكيخيا، وخالد العظم، وشكري القوتلي، وناظم القدسي، ومعروف الدواليبي، وأكرم الحوراني، ومصطفى السباعي، ومصطفى الزرقا، وحسن الحكيم، وصبري العسلي، وصلاح البيطار، وميشيل عفلق، وسواهم من الرعيل الأول، وكلهم أفضوا إلى ما قدّموا، وكان آخرهم وفاة الدكتور معروف الدواليبي الذي انتقل إلى رحمة الله في مدينة الرياض مساء الخميس 22/11/1424هـ-15/1/2004م ودفن في البقيع، في المدينة المنورة عن عمر ناهز الخمسة والتسعين عاماً.

ولم يكن الدواليبي وحده الذي مات ودفن خارج وطنه سورية، فقد سبقه كثير من الساسة الذين فروا من الوطن، بعد انقلاب آذار 1963 وتشردوا في البلاد، فرئيس الجمهورية الأسبق الدكتور ناظم القدسي وأكرم الحوراني ماتا ودفنا في عمّان- الأردن، ورشدي الكيخيا، زعيم حزب الشعب، ورئيس البرلمان، ورئيس الوزارة الأسبق مات ودفن في قبرص، وعمر بهاء الدين الأميري، وعبد الفتاح أبو غدّة، ومصطفى الزرقا، ماتوا ودفنوا في السعودية، وصلاح البيطار، وأحمد سليمان الأحمد قتلوهما في باريس ودفن البيطار ورفيقه ميشيل عفلق في بغداد، وعشرات من السياسيين والعلماء الأعلام ماتوا ودفنوا خارج الوطن، مثل الشيخ طاهر خير الله، والشيخ الدكتور عبد الله علوان، والشيخ علي الطنطاوي، والأستاذ عبد الحميد الأصيل، والأستاذ عبد القادر الشهابي، والأستاذ محمد المبارك، والأستاذ عبد الحميد حنون، والدكتور الشيخ حسين قاسم، ومحمد خير عرقسوسي، والدكتور شكري فيصل، والشيخ عبد الرحمن كرام، والأستاذ سليمان الرز، والدكتور فوزي حمد، والأستاذ عمر عودة الخطيب، والأستاذ محمد حسن بريغش (في السعودية) والشيخ عبد القادر عيسى، والدكتور عبد الرحمن الباشا، في استانبول، والشيخ سعيد حوى، والشيخ أبو النصر البيانوني، والشيخ محمد مطيع أبو المجد البيانوني والشيخ ناصر الدين الألباني، والأستاذ محمد عارف بارود، والشاعر عبد القادر حداد، والأستاذ محمد عبد الوهاب مصطفى، والأستاذ عبد الكريم عطار، والمحامي محمد عنجريني أمير سر نقابة المحامين بحلب، في الأردن، والأستاذ طيب الخجا في الكويت، ونزار الصباغ قتلوه في إسبانيا، والسيدة بنان الطنطاوي اغتالوها في ألمانيا، وسواهم هنا وهناك وهنالك، في سائر دول العالم، وتحت كل نجم.

حياته:

ولد الشيخ الدكتور محمد معروف بن محمد رسول الدواليبي في مدينة حلب، في 29/3/1909، في أسرة متواضعة، والنسبة إلى الدواليبي قديمة، ويقال إنها نسبة لصناعة دواليب استخراج المياه من الآبار، وقد دفعه أبوه إلى الدراسة في الكلية الشرعية (الخسروية) بحلب، ثم درس الحقوق ودرس الآداب في الجامعة السورية، ونال شهادتيهما الجامعيتين بتفوق جعل وزارة المعارف السورية توفده لاستكمال دراساته العليا في جامعة باريس (السوربون) وكان ذلك في سنة 1938 ولم يكد يستقر في باريس وجامعتها، حتى فاجأته الحرب العالمية الثانية، وأغلقت دونه طرق العودة إلى وطنه، فمكث هناك إلى ما بعد انتهاء الحرب.

وفي جامعة باريس درس القانون الروماني، ونال شهادة الليسانس في علومه، كما نال الدبلوم في الحقوق الكنسية من الجامعة نفسها، ثم نال شهادة الدكتوراه منها في الحقوق، وكانت أطروحته التي كتبها باللغة الفرنسية حول (الاجتهاد في الشريعة الإسلامية) كتبها بأسلوب جديد، للتعريف بالإسلام وشريعته، ويقول الدكتور الدواليبي حول موضوع رسالة الدكتوراه:

"وهذا الموضوع فرض عليّ من قبل جامعة باريس، بعد أن نقدتُ الكثير مما جاء في كتبهم الجامعية" وعلى ألسنة أساتذة الجامعة في التجريح في الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك، مثلاً، ما ذكره أحد الأساتذة، وكان مستشرقاً يهودياً، من أن الشريعة الإسلامية متوحشة متخلفة، ولا تصلح إلا للعصور البدائية البائدة.

وضرب على ذلك مثلاً فقال (الأستاذ المستشرق):

-  في الشريعة الإسلامية، إذا استدان شخص من آخر، ولم يستطع تسديد دينه في حينه، يُخيّر الدائن في حبسه، أو استرقاقه، أو أن يقتطع ما يشاء من أعضاء جسمه، استيفاء لدينه.

قال الدكتور الدواليبي:

- وقبل أن ينتقل إلى مثال آخر عن وحشية الشريعة الإسلامية، رفعتُ يدي، واستأذنت بالكلام، ثم سألته:

- من أي مرجع جئت بهذا الكلام؟

أجاب البروفيسور:

- من عشرات الكتب التي ألفها علماء الإسلام.

فقال له الدواليبي الطالب عند ذلك المستشرق:

- أريد مرجعاً واحداً.. كتاباً واحداً.. فهل تستطيع أن تذكر لنا الآن اسم كتاب واحد؟!

فارتبك البروفيسور، ولكنه قال بثقة وتحدٍ:

- لا أذكر الآن شيئاً مما تطلب، ولكنني سآتيك بعشرات الكتب التي تتحدث عن هذا الموضوع في المحاضرة القادمة.

وفي المحاضرة القادمة، نظر إليّ في تجاهل، وقبل أن يبدأ محاضرته، رفعتُ يدي وسألته:

- هل جئت بالمرجع يا أستاذ؟

قال بحدة: لا.. نسيته، وسوف آتيك بعدة مراجع في المحاضرة الآتية.

ولم يأت –طبعاً- بشيء في المحاضرة التالية، فقلت له في تحدٍ:

- إن ما قلته، يا أستاذ، عن وحشية الشريعة الإسلامية افتراء غير موجود في أي كتاب إسلامي، إنه ليس موجوداً إلا في عقلك، وأنا أتحداك أن تأتيني بشيء من ذلك.

وهكذا كان النقاش بيني وبين العديد بين الأساتذة والمستشرقين الذين كانوا يحاضرون حول الإسلام، ويفترون عليه، وكنت أتابعهم وأرد عليهم.. وهذا هو سبب فرض هذا الموضوع علي.

الدواليبي سياسياً:

الدكتور الدواليبي سياسيّ محنّك، شجاع، جريء في طرح ما يعتقد أنه صواب، وهو من خيرة السياسيين العرب قاطبة، وقد ترك بصماته الواضحة في السياسة السورية خاصة، والعربية والإسلامية عامة.

كتب في إحدى رسائله إلى الأستاذ أحمد العلاونة بتاريخ 12/5/1410هـ - 10/12/1998:

"لقد كُتب عليّ أن أكون في ركاب الأحداث في سورية، منذ كنّا طلاباً صغاراً، وقد كنتُ بدأت بتسجيل يومي لأهم الأحداث، منذ ابتدأت بدراستي الجامعية، إلى جانب خواطر وملاحظات علمية إلى جانب الأحداث التي ينبغي أن تسجّل، وبلغت يومياتي مبلغاً واسعاً، وفيها ما لا يجوز أن يقع في الأيدي، واعتقلتُ في أوربا، وصُودرت مذكراتي، وكانت بمحتوياتها وأسرار بعد الأحداث، ومشاركتي فيها، كانت خطرة عليّ، لولا رحمة الله وعنايته.. وهذا ما أوجب عليّ بعد ذلك التوقّف، خاصة وقد كثرت أحداث منطقتنا وانقلاباتها، وكثرت معها اعتقالاتي وتشتتي.. غير أن بعض المحبين يلحّ عليّ بالتسجيل لما فات، رغم ضيق الأوقات.. ولكنني أخيراً استجبت لرغبة بعض الأعزاء للتحدث أسبوعياً على جهاز التسجيل الخاص، على ما يطرحه السائل من أسئلة، وما يرغبه من معلومات، والكثير منها غير قابل للنشر في الوقت الحاضر".

بدأ الدواليبي حياته السياسية ممثلاً لسورية في الاستفتاء الشعبي على مصير لواء الإسكندرون، مكلفاً من الكتلة الوطنية للإشراف على هذا الاستفتاء، وكانت نتيجة الاستفتاء لصالح سورية في بقاء اللواء تابعاً لها، وجزءاً من أراضيها، بنسبة 80% ولكن الصفقة كانت بين الفرنسيين المستعمرين، وبين الأتراك الكماليين قد قضت بإلحاق اللواء (الإسكندرون، وإنطاكية، وكيليكيا) بتركيا، تلميعاً وتشجيعاً لأتاتورك. وكذلك كان منذ عام 1938.

كان الدواليبي عضواً في الكتلة الوطنية التي كانت تعمل لتحرير سورية من الاستعمار الفرنسي، واستقلالها، وقد رشحته الكتلة للانتخابات البرلمانية عن مدينة حلب عام 1947 وفاز فوزاً ساحقاً.

وهكذا بقي عضواً في البرلمان منذئذ وحتى الانقلاب البعثي في آذار 1963 وكان ينال أعلى الأصوات.

في عام 1948 وفي مؤتمر عُقد في مدينة بعلبك في لبنان، انشقت الكتلة الوطنية إلى حزبين: حزب الشعب في حلب، وكان الدواليبي أحد أركانه الأربعة، والحزب الوطني في دمشق.

وفي نيسان 1950 صار وزيراً للدفاع، وأدلى بتصريحه الخطير المشهور:

"أعلن بصفتي الشخصية، لا بوصفي وزيراً للدفاع، أنه في استمرار الضغط الأمريكي على العرب، لجعلهم يسيرون في سياسة لن تنتهي إلا بتهويد بقية أبناء الأمة العربية، فإني أقترح إجراء استفتاء في العالم العربي، ليعرف الملأ ما إذا كان العرب يفضلون ألف مرة أن يصبحوا جمهورية سوفيتية، على أن يكونوا طعمة لليهود."

وكان لهذا التصريح دوي في المحافل السياسية المحلية والدولية. ثم كلف بتشكيل الوزارة في 28/11/51 فشكلها دون أخذ رأي العقيد الانقلابي أديب الشيشكلي وموافقته، واحتفظ لنفسه بوزارة الدفاع، فقام الشيشكلي بانقلابه العسكري الثاني في 2/12/1951 واعتقل الدواليبي، ووزراءه في سجن المزة العسكري.

وكان شموخه أثناء التحقيق معه كبيراً، فما تنازل عن كونه رئيس الوزراء طوال مدة التحقيق والاعتقال.

وبعد الانقلاب على الشيشكلي، اختير وزيراً للدفاع عام 1954 وكان خصماً عنيداً للضباط الانقلابيين أصحاب الطموحات الشخصية، واليساريين منهم خاصة، فاستقالت الوزارة بعد أقل من أربعة أشهر من تشكيلها بسبب موقفه الصلب هذا في 25/9/1961 فكّلف بتشكيل الوزارة، بعد أن فاز في الانتخابات فوزاً متميزاً.

وقد شغل الدكتور الدواليبي المناصب السياسية التالية:

1- نائب حلب في مجلس النواب السوري منذ عام 1947 حتى 1963.

2- وزير الاقتصاد الوطني عام 1950.

3- رئيس مجلس النواب سنة 1951.

4- رئيس الوزراء ووزير الدفاع في أواخر عام 1951.

5- وزير الدفاع الوطني عام 1954.

6- رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية عام 1961-1962.

7- ضيف المملكة العربية السعودية، ومستشار في الديوان الملكي منذ عام 1965.

وبعد انقلاب البعث في آذار 1963 اعتقل الانقلابيون سائر الساسة السوريين، وبعد الإفراج عنهم عام 1964 طلبوا من الدواليبي مغادرة سورية، فأبى، فألحوا عليه بالمغادرة المؤقتة، فقبل، ولكنهم كانوا يكذبون عليه ويخدعونه، فقد حالوا دون عودته إلى وطنه، إلى أن توفي بعيداً عن وطنه الذي طالما خدمه وضحَّى في سبيله.

مع الملك فيصل:

أرسل إليه الملك فيصل بن عبد العزيز، رحمهما الله تعالى، واستقبله بحفاوة، وأكرمه بلقب مستشار في الديوان الملكي لديه، وبقي في هذا المنصب الرفيع مع الملك خالد، رحمه الله، والملك فهد، إلى أن لقي ربه.

وكان أثيراً لدى الملك فيصل، فقد كان مستشاره، وجليسه، ونديمه، وأكيله، ورفيقه في حلّه وترحاله.

آخر مرة التقيته عند الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، جاءه زائراً، في رمضان 1419هـ وكان بيننا حديث حول مذكرات أكرم الحوراني، وقال عنها: فيها كذب صريح، ومبالغات كثيرة.

وحدّثنا عن دعوة الملك فيصل له فقال:

"دعيت من قبل جلالة الملك فيصل، واستقبلني وأكرمني وقال لي: اطلب ما تشاء.

قلت: أريد الجنسية السعودية.

قال الملك: لا.. كل شيء إلا هذا.

فسألته مستغرباً أن يردّ لي أول طلب أطلبه منه: لماذا؟

قال جلالته: لأنك رئيس وزراء سورية، ويجب أن تبقى رمزاً للشعب السوري هنا، وفي كل مكان، وأريدك أن تحافظ على لباسك السوري، ولك جواز دبلوماسي، ولأهلك وأولادك الجنسية وكل ما تريد.

وهكذا كان، إلى أن لقي ربه.

المؤتمرات:

حضر الدواليبي عدداً كبيراً من المؤتمرات السياسية والعلمية، وكثيراً من الندوات، وألقى فيها العديد من المحاضرات، وكان حضوره فيها مشهوداً ومتميزاً.

من هذه المؤتمرات:

1- مؤتمر العالم الإسلامي في كراتشي عام 1975 وكان رئيساً للمؤتمر، وهو مؤتمر سجل لدى الأمم المتحدة بصفته هيأة مراقبة دولية واجتماعية، وهذا المؤتمر كان عقد دورته الأولى عام 1350هـ في مدينة القدس، وكان يرأسه مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، وكان نائبه فيه الشاعر الإسلامي الفيلسوف محمد إقبال.

2- كان رئيس وفد سورية الحكومي إلى حلقة الدراسات العربية والاجتماعية الدولية عام 1950م.

3- مثّل جامعة دمشق في مؤتمر أسبوع الفقه الإسلامي الدولي عام 1951 في باريس، بدعوة من مؤسسة الحقوق الدولية المقارنة في (لاهاي).

4- عضو المؤتمر العام الأول لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة عام 1965.

5- رئيس وفد الشعوب العربية في المؤتمر الأول للشعوب الأفريقية والآسيوية في نيودلهي عام 1955.

6- عضو في الوفد السوري الحكومي إلى المؤتمر الدولي لدول عدم الانحياز في (باندونغ) بأندونيسيا عام 1955م.

7- عضو في الندوات العلمية الدولية حول الشريعة  الإسلامية وحقوق الإنسان في الإسلام، المعقودة أولاً في الرياض، ثم في باريس، ثم في الفاتيكان، ثم في مجلس الكنائس العالمي في جنيف، ثم في مجلس وزراء الوحدة الأوربية في ستراسبورغ منذ عام 1973 حتى أواخر عام 1974م.

8- عضو في مؤتمر رسالة المسجد الدولي في مكة المكرمة عام 1295هـ-1975م.

9- عضو في المجلس الأعلى العالمي الدولي للمساجد في مكة المكرمة منذ عام 1395هـ-1975م حتى وفاته.

10- عضو مراقب في مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي.

11- رئيس منظمة (الإسلام والغرب) الدولية، ومركزها جنيف بسويسرا، منذ سنة 1979 وهي سنة تأسيسها، حتى أواخر عام 1984.

12- نائب رئيس المؤتمر الإسلامي الشعبي في بغداد، ثم رئيس مجلس أمناء ذلك المؤتمر سنة 1984.

أبرز مواقفه:

1- ذكرنا تصريحه الخطير عندما كان وزيراً للدفاع السوري عام 1951 وفي أواسط الخمسينيات كان أول من تجرأ على الكلام في كسر احتكار دول الغرب للسلاح، وحظر استيراده إلا منهم، حتى دعي لدى السياسيين: بالشيخ الأحمر.

2- تمكّن من تهريب مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، وتخليصه من براثن الحلفاء، إبان الحرب العالمية الثانية، بإعطائه جواز سفره.

3- صموده في وجوه الانقلابيين، والاشتراكيين، والشيوعيين.

كتبه:

لم يتفرغ الدواليبي للتأليف، ولو فعل، لكان لنا منه مؤلف وكاتب كبير، ومع ذلك، أصدر عدداً من الكتب، ولم تجمع محاضراته. ومؤلفاته عبارة عن بحوث علمية، وخاصة كتبه الجامعية التي كان أملاها على طلابه في المواد التي كان يدّرسها في كليتي الحقوق والشريعة بجامعة دمشق. ومن هذه الكتب:

1 - المدخل إلى علم أصول الفقه.

2 - المرأة في الإسلام. وموضوعه هذا طلبته منه منظمة اليونسكو في الأمم المتحدة التي طبعته في مجلد بعنوان (الإسلام) بمختلف اللغات.

3 - دراسات تاريخية: عن مهد العرب وحضاراتهم الإنسانية.

4 - المدخل إلى التاريخ العام للقانون.

5 - المدخل إلى السنّة وعلومها.

6 - الاجتهاد في الحقوق الإسلامية (باللغة الفرنسية).

7 - الإسلام أمام الاشتراكية والرأسمالية (بالعربية والإنكليزية)

8 - نظرات إسلامية في الاشتراكية الثورية.

9 - الوجيز في الحقوق الرومانية، جزءان.

10 - قلعة طروادة التاريخية.

11 - نظريات النقد الأدبي عند العرب.

12 - القومية العربية في حقيقتها.

13 - نظرات إسلامية. وهي عدة أبحاث جديدة حول الخطوط الكبرى للشريعة، وحول العبادة، وأنها ضرورة حيوية وعلمية، وموقف الإسلام من العلم، وحقوق المرأة في الإسلام، ومن هم الأريسيون؟

يقول عنه زميله في كلية الحقوق، وصديقه، ورفيق دربه الشيخ علي الطنطاوي:

"وما صنع، مما هو أقرب إلى الأساطير منه إلى الواقع، ومذكراته من أغنى الذكريات بالمعلومات وعنده من الأخبار، ما هو عند الناس سرٌّ من الأسرار."