الشيخ أحمد حسن الباقوري
وزير الأوقاف المصري الأسبق
|
محمد فاروق الإمام |
رحل الشيخ أحمد حسن الباقوري عن هذه الدنيا الفانية عن 78 سنة، وهو من مواليد 26 أيار عام 1907م في قرية باقور التابعة لمركز أبو تيج بمحافظة أسيوط بمصر. تخرج من الأزهر الشريف، وأصبح من علمائه.
تزوج الشيخ الباقوري من ابنة الشيخ محمد عبد اللطيف دراز الذي كان وكيلا للأزهر الشريف، ومن أعلام محلة دياي بمحافظة كفر الشيخ.
كان الشيخ الباقوري من دعاة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة العاملين لها، يدعو إلى نشر كتب الشيعة للوقوف عليها بغية إزالة الخلاف بينهم وبين إخوانهم أهل السنة. من أقواله وكتاباته في التقريب بين المذاهب:
(فما تفرق المسلمون في الماضي إلاّ لهذه العزلة العقلية التي قطعت أواصر الصلات بينهم، فساء ظن بعضهم ببعض، وليس هناك من سبيل للتعرف على الحق في هذه القضية إلاّ سبيل الاطلاع والكشف عما عند الفرق المختلفة من مذاهب وما تدين من آراء، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيى عن بينة. والخلاف بين السنّيين والشيعيين خلاف يقوم أكثره على غير علم حيث لم يتح لجمهور الفريقين اطلاع كل فريق على ما عند الفريق الآخر من آراء وحجج، وإذاعة فقه الشيعة بين جمهور السنيين وإذاعة فقه السنيين بين جمهور الشيعة من أقوى الأسباب وآكدها لإزالة الخلاف بينهما فإن كان ثمة خلاف فإنه يقوم بعد هذا على رأى له احترامه وقيمته).
له بحوث كثيرة في مجال التقريب بين المذاهب.
وللباقوري تاريخ حافل في العلم والسياسة؛ فقد انضم إلى حركة الإخوان المسلمين وهو طالب في الأزهر وكان أحد قيادات الإخوان وكان عضو مكتب الإرشاد وكان أحد المرشحين بقوة لخلافة الإمام حسن البنا وهو الذي وضع نشيد الإخوان الرئيسي الذي كان الإخوان يرددونه، "يا رسول الله هل يرضيك أن" بعد أن كلفه الإمام البنا بوضعه.
رشحه الإخوان في الانتحابات في دائرة القلعة قبل الثورة ضمن قائمة من مرشحي الإخوان. وبعد ثورة 23 يوليو/تموز عام 1952م، طلب رجال الثورة أن يرشحوا لهم أسماء للاشتراك في الوزارة، فرشَّح مكتب الإرشاد لهم ثلاثة من أعضاء الجماعة، ولكن جمال عبد الناصر ورجاله كانوا يريدون أسماء لها رنين وشهرة لدى الشعب المصري، من أمثال الشيخ أحمد حسن الباقوري، والشيخ محمد الغزالي؛ ولذا رفضوا ترشيح المرشد أو مكتب الإرشاد، وعرضوا وزارة الأوقاف بالفعل على الشيخ الباقوري، فقبل مبدئيًّا، وأبلغ الإخوان بذلك، فلم يمنعوه من القبول، ولكن اشترطوا عليه أن يستقيل من الجماعة.
ترشح لعضوية مجلس الأُمة، حصل على ثقة الحكومة، نجح في إدارة وزارة الأوقاف حتى عام 1959م. أسس جمعية الشبان المسلمين. وتوفي أثناء علاجه في لندن في 27 آب 1985م.
نال شهادة العالمية من الأزهر الشريف، عام 1932م. والتخصص في البلاغة والآداب، عام 1935م.
عمل مدرس اللغة العربية وعلم البلاغة في معهد القاهرة الديني، عام 1936م. ومراقب بكلية اللغة العربية. ووكيل معهد أسيوط الديني، عام 1947م. ووكيل معهد القاهرة الأزهري الديني. وشيخ المعهد الديني في مدينة المنيا. ووزير الأوقاف في ثورة يوليو/تموز عام 1952م ، ثم وزير الأوقاف في الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1959م. ومدير جامعة الأزهر, عام 1964م. ومستشار برئاسة الجمهورية. وعضو مجمع اللغة العربية. وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف. وعضو المجلس الأعلى للأزهر. وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. وعضو جامعة الشعوب الإسلامية والعربية. ورئيس ومدير جمعية ومعهد الدراسات الإسلامية. وعضو المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا. وعضو المجلس القومي للتعليم، شعبة التعليم الجامعي. وعضو لجنة التعليم الوطني. وعضو لجنة التنسيق بين الجامعات وأكاديمية البحث العلمي. ومستشار اليونسكو، الشعبة القومية بالقاهرة.
له العديد من المؤلفات، منها:
(الإدراك المباشر عند الصوفية)، عام 1949م. و(سيكولوجية التصوف)، عام 1950م. و(دراسات في الفلسفة الإسلامية)، عام 1958م. و(ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه)، عام 1958م. و(ابن عباد الرفدي حياته ومؤلفاته)، عام 1958م. و(علم الكلام وبعض مشكلاته)، عام 1966م. و(الإسلام في إفريقيا)، عام 1970م. و(إخوان الصفا ودورهم في التفكير الإسلامي). و(مدخل إلى التصوف الإسلامي)، عام 1974م. و(الإسلام والفكر الوجودى المعاصر)، عام 1978م. و(العلاقة بين الفلسفة والطب عند المسلمين)، عام 1981م. و(وجوب استقلالية الثقافة المصرية بين التيارات الفكرية المعاصرة)، عام 1984م.
من أهم أعماله:
(مع كتاب الله، مع الصائمين، مع القرآن، أثر القرآن الكريم في اللغة العربية، تقديم طه حسين، سعى في نشر كتاب «المختصر النافع» في فقه الإمامية، له تقديم لكتاب العلم يدعو للإيمان، وسائل الشيعة ومستدركاتها، له مذكرات نشرت بعد وفاته باسم مذكرات الدعوة والداعية وكتب في سيرته «روح وريحان من حياة داع ودعوة» لأحمد أنس الحجاجي، له مشاركة واسعة في المقالات الأدبية والدينية، والأحاديث في الإذاعة والتلفزيون، وهو من كبار رجال الفكر الإسلامي).
المؤتمرات التي شارك بها:
(مؤتمر فلسفة العصر الوسيط، بون، ألمانيا الغربية. ومؤتمر التعليم الإسلامى، مكة، المملكة العربية السعودية 1978م. ومؤتمر السنة والسيرة، قطر 1980م. ومؤتمر الطب الإسلامي، الكويت 1981م. ومؤتمر الإسلام، فرنسا 1982م.
نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1985م.