أحمد زكي
من أعلام الفكر والأدب
أحمد زكي
(1284 ـ 1353 هـ)
(1868 ـ 1934 م)
حسني جرار
هو أحمد زكي بن إبراهيم بن عبد الله ، أديب بحاثة من كبار الكتاب . ولد بالإسكندرية ، وهو عربي من بيت النجار من عكا (1). نشأ ودرس في الإسكندرية ، وتخرج بمدرسة الإدارة والحقوق بالقاهرة ، وأتقن الفرنسية ، وكان بارعاً بالإنجليزية والإسبانية ، ويفهم الإيطالية ، وله بعض المعرفة باللاتينية .
عمل مترجماً بقلم المطبوعات بوزارة الداخلية سنة 1888 م ، واشتغل بالتحرير والترجمة في الوقائع المصرية ، ثم نقل إلى منصب مترجم في مجلس النظار سنة 1889 م ، وانتدب للترجمة في المدرسة الخديوية ، ثم تسلم سكرتيراً ثانياً لمجلس النظار عام 1897 م ، فسكرتيراً عاماً سنة 1911 م ومنح لقب باشا ، وظل كذلك حتى أحيل على المعاش سنة 1921 م ، وعمل في الجامعة المصرية الأهلية سكرتيراً وأستاذاً (2).
أحمد زكي أديب شرع قلمه ليدافع عن الأمة العربية خمسين عاماً . وعاش حياة خصبة الفكر والعلم والأدب والتاريخ واللغة . حضر مؤتمر المستشرقين عام 1892 م ، وعام 1910 م . فاتصل بعلمائهم ، ومثل مصر في مؤتمراتهم . وكانت له مشروعاته الفكرية التي جدد بها شباب اللغة العربية ، فقام بإصلاح وتحسين الحروف العربية بمطبعة بولاق ، وأدخل على العربية طريقة الترقيم الإفرنجية والاختزال ، وهذب لغة الدواوين وخلصها من العبارات الركيكة ، وقام بفكرة إحياء الكتب العربية ، فطبعت الحكومة المصرية عدة مخطوطات ، تولى هو تصحيحها ومراجعتها . وجمع مكتبة في نحو عشرة آلاف كتاب ، ووقفها ، فنقلت بعد وفاته إلى دار الكتب المصرية (3) .
كان لأحمد زكي علاقات متينة امتدت في شعاب الوطن العربي ، فقد أحكم صلته برجالات العرب في جميع أقطارهم ، وتسمى بشيخ العروبة ، وسمى إدارة بيت العروبة .
وقد سافر وسيطاً بين ملوك العرب ، وزار الشام وحلب سنة 1924 م ، واليمن والحجاز سنة 1926 م ، وبيت المقدس سنة 1930 م، والأندلس سنة 1892 م.
وحين قصد إلى فلسطين حمل معه مسودة كتاب (مسالك الأبصار) لابن فضل الله ، فكان يقرأها على بعض علماء القدس ويقارن بين ما ورد فيها من وصف آثار القدس وما هو موجود في وقته .
وكان له دفاع عن قضية البراق الشريف فوضع لها دراسة شاملة في لغة فرنسية عالية ، مستنداً على أمهات الكتب التاريخية والأدبية . وله أبحاث في تاريخ بيت المقدس (4) .
كان أحمد زكي قوة من قوى الأمة العربية ، عاش ماجداً ، وترك تراثاً ضخماً ، مازال مبعثراً في مجلدات الصحف .
قال الأمير شكيب أرسلان في وصفه : " كان يقظة في إغفاءة الشرق ، وهبة في غفلة العالم الإسلامي ، وحياة في وسط ذلك المحيط الهامد " (5) .
له مجموعة كتب منها : " السفر إلى المؤتمر" ، " الدنيا في باريس " ، " موسوعات العلوم العربية " ، قاموس الجغرافية القديمة " ، " ذيل الأغاني " ، " أسرار الترجمة " (6) .
الهوامش :
(1) الزركلي : الأعلام ج 1 ، ص 127 .
(2) أنور الجندي : أع لام وأصحاب أقلام ج 1 ، ص 32 .
(3) أنور الجندي : أعلام وأصحاب أقلام ص 31 ، 32 . والزركلي : الأعلام ج 1 ، ص 127 .
(4) أنور الجندي : أعلام وأ صحاب أقلام ص 33 .
(5) الزركلي : الأعلام ج 1 ، ص 127 .
(6) الزركلي : الأعلام ج 1 ، ص 127 . وأنور الجندي : أعلام وأصحاب أقلام ، ص 38 .
المراجع :
(1) أنور الجندي : أعلام وأصحاب أقلام ، ج 1 [دار نهضة مصر ـ القاهرة] .
(2) خير الدين الزركلي : الأعلام ، ج 1 ، [دار العلم للملايين ـ بيروت] ، 1990 م.