نبيهة حداد
(1348 - 1399 ه)
(1929 - 1978 م)
معجم البابطين
سيرة الشاعر:
نبيهة بنت محمد رشاد حداد.
ولدت في مدينة اللاذقية (ساحل سورية)، وتوفيت فيها.
عاشت في سورية.
تلقت تعليمها بمراحله الثلاث في مسقط رأسها بمدينة اللاذقية حتى حصلت على شهادة الثانوية العامة، ثم انتسبت لكلية الآداب بجامعة دمشق لدراسة الفلسفة، وتخرجت فيها (1967).
عملت معلمة في مدرسة بمدينة اللاذقية منذ انتسابها للجامعة، وتدرجت في عملها الوظيفي حتى غدت مديرة لمدرسة خولة بنت الأزور في اللاذقية.
الإنتاج الشعري:
- لها ديوان بعنوان «أزهار ليلك» - مطابع الإدارة السياسية للجيش العربي السوري - سورية أبريل 1970، ولها قصائد نشرتها صحف ومجلات عصرها، منها: «سحر» - مجلة الثقافة (ع 7) - دمشق يوليو 1958، و«طوق» - مجلة الأديب (ع 8) - دمشق أغسطس 1970، و«نداء» - مجلة الثقافة (ع 9) - دمشق سبتمبر 1970، و«الآتي» - مجلة الموقف الأدبي (ع 6) - اتحاد الكُتّاب العرب - دمشق أكتوبر 1972، و«قال لي» - مجلة الثقافة ( ع1) - دمشق يناير 1976.
الأعمال الأخرى:
- لها مقالات ودراسات عدة، منها: الحياة الأدبية في الساحل العربي السوري - مجلة العمران - وزارة البلديات - دمشق - أكتوبر/ نوفمبر 1968.
شاعرة ذاتية، يتنوع شعرها شكليًا بين التزام الوزن والقافية، والكتابة على الشكل التفعيلي، والتزام الأسطر الشعرية، وتنتمي موضوعيًا إلى الاتجاه الوجداني في التعبير عن النفس والمشاعر الإنسانية الخاصة، والمعاناة، والحرمان، والأشواق، والفرح والحزن، واليأس والأمل، والسعي إلى الحرية والانفلات من القيود التي فرضها عليها المجتمع بوصفها امرأة. تكثر في شعرها مفردات الليل والبحر والأمواج، حتى لا تكاد قصيدة تخلو من مفردة الليل، وما يترتب عليها من إظلام وشعور بالغربة. في شعرها عمق فلسفي، وبعد ثقافي مرده الإحالات الرمزية للأحداث الكبرى في التاريخ، والتناص مع بعض الأقوال والأفعال. قال عنها نقادها وصفًا لشعرها: «آمنت
بقضية النضال في سبيل غد أمثل، وراحت تعمل لبلوغ فجر يوم جديد، تنتظره الشاعرة مع الملايين المنتظرة».
مصادر الدراسة:
1 - عبدالقادر عياش: معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين - دار الفكر - دمشق 1985.
2 - عيسى فتوح: أديبات عربيات، سيرة ودراسات - منشورات الندوة النسائية - دمشق 1994.
3 - لقاء أجراه الباحث أحمد هواش مع شقيق المترجَم لها - دمشق 2003.
4 - الدوريات:
- عيسى فتوح: شاعرة الحرية والوجدان نبيهة حداد - مجلة الموقف الأدبي (ع 128) - اتحاد الكُتّاب العرب - دمشق ديسمبر 1981.
: ذكريات مع الشاعرة نبيهة حداد - صحيفة تشرين - (ع7940) - دمشق 26 من فبراير 2001.
- هاشم عثمان: المرأة في الساحل السوري فكريًا ونضاليًا منذ مطلع القرن حتى اليوم - مجلة العمران - وزارة الشؤون البلدية والقروية - دمشق - أكتوبر/ نوفمبر
1968.
مراجع للاستزادة:
1 - أحمد قبش: تاريخ الشعر العربي الحديث - دار الجيل - بيروت (د. ت).
2 - هند هارون: نبيهة حداد شاعرة الحب والألم - مجلة الموقف الأدبي - (ع138، 139) - أكتوبر/ نوفمبر 1982.
عناوين القصائد:
· يا ليل
· البحر
· حصاد
· واحة
يا ليل
غـاب الـنّـديم، وراح اللّيل حـتّـى إذا جـدّ بـي شوقي وعذَّبني سـريتُ، لا ظلَّ لي فوق المسار، هنا والوجد يعصف في نفسي، كما عصفتْ حـملتُ وجدي، وحرماني بملء يدي والـسّحْب ماجتْ على دربي، فلا قمرٌ غـنيتُ: يا ليل، يا عيني، على شجني نامت جفوني، وظلُّ الوجد، في هُدُبي وعشت أزجي اللّيالي الدّاجيات، أسًى عـلّـي أرى في متاه الغيب لي أملاً | يحملنيعـلـى جـنـاحيْ هوًى مرٍّ، ولـمَّـنـي فـيـض آهاتٍ، وفرّقني عـلى هجير اللّظى، والشّوك والمحنِ ريـحُ الـصّحارى، برملٍ ثائرٍ شجن والـلّـه يـعـلـم ما ألقى من الغبن إلا الـذي، فـي خيالي، شعَّ في وهَن لـمـن أغنّي؟ لمن أشكوك يا زمني؟ وحـار قـلـبيَ بين الصّحو، والوسن وهـان عمري، على دهري، ولم أهن ضـلّـت خـطاه على دربي فلم يبن | فأرّقني
البحر
لـمـلمي غزْلَكِ من عينيَّ يا شمسَ هـو ذا الـبـحر على سفحك كاللّيل الطّويل فـبـدا حـقـلاً من الفضة مصهورَ الذيول بـأبـي مـوجـاتـه الـطفلة تلهو بالشّعاعِ كـدْت أحـسـوهـا بجفنيّ، ففرَّتْ بارتياع سطحك الراعش وجهي شفّ عن بعض التياع مـوجـه مـاج على الشاطئ في مدّ وجزرِ آه لـو يـعـلم أن الصّخر لا يشبه صخري شـاقـه الـدّرّ فـغـاص اللجّ لم يعثر بدرّ وهـفـا فـي الأفـق الـرحب شراعٌ ذهبيُّ وأتـاه يـتـلـقّـى الـوحْيَ، مبعوثٌ، نبيّ أيـهـا الخافق في البحر، وفي الصدر خبيّ | الأصيلِوانـثـريـه كـيفما شئتِ على الموج الكليل إنّـمـا فـاض بـإشـراقـة مـعبودٍ جليل فـوقـه هـام خـيـالي باحثًا عن مستحيل تـنـسـج الـنّور، على أعينِ نجْماتٍ سراع أنـتَ نـفـسـي أيّها البحر إلى أعمق قاع ضـعْـتُ في تيهك يا بحر وأحببت ضياعي خـائـفًـا من خيبة الشّوق ومن قسوة صخر ردّ أشـواقـي عـلى الأعقاب يهوين بذعر لـن تـرى لـؤلؤتي البيضاء يا جاهل سرّي صـاغـه الله مـن الـراحـة وهو العصبيّ ربِّ، لا كـفـرَ ولا نـكرانَ بل وَجْدٌ صبيّ آهِ كـم يـظـلـم أعـمـاقك غوّاصٌ غبيّ |
حصاد
تـشـكُّ، فلِمْ لا أكتِّمُ تـشـكُّ، فلا آهتي أسمعتْكَ أما لي بقلبكَ بعض الوجيبِ لـينفجر الليل، جمّ الظّلالِ لـيـحترقِ الكون ولينطلقْ لِتفْنَ على الأرض كلّ الحياةِ فـلا شـاعـرٌ كافر يتبقّى وتُـطوى الدّرُوب فلا عابرٌ تـموتُ على الشّكِّ طوباؤه ويـنسدل الموتُ رِخوًا بليدًا ويزفر صمتٌ كئيبٌ، فلا ل | وجديوأحـصـد للشكِّ ما جـوايَ ولا لـوعتي تشفع ومـا ليَ ذكرٌ؟ ولا موضع؟ فـمـا بيَ توقٌ ولا مطمع عـلـى مدّهِ اللّهبُ المفزع وكـلَّ الـخـيالُ فلا يرجع عـلـيها ولا زاهدٌ يضرع تـشـيـر إلى ظلِّه إصبع ويـحـسـبها الظّنّ لا تنفع فـلا هـو قاسٍ ولا موجع هـبٌ فـي المآقي ولا أدمعُ | أزرعُ؟
واحة
يـا نـديـمي، نشر اللّيل على الكون وشاحَهْ هـدأ الـنّـاس ولـفّ الطّير في العشِّ جناح يـكـتـم الـوجـد عن النّاس ويجترّ جراحه | وحـنـا الـنـوم عـلـى كـلِّ خليٍّ ويْـحَ قـلـبـي مـا لآلاميَ لا تبغي بِراحه؟ إيه، يا صحراء عمري، ليس في مسراكِ واحه | فأراحَه
يجد الظامئ فيها الماءَ والمتعَبُ راحه