عثمان قدري مكانسي

أحمد الجدع

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

أنا والدكتور عثمان قدري مكانسي نصل حبلنا بحبل شاعر رسول اللهr، حسان بن ثابت الأنصاري ، فأنا وهو يكنى كل منا بأبي حسان، وأبو حسان عثمان قدري مكانسي شاعر، وأنا أحب الشعر وأحاول أن أقوله، هو أصدر ديوانين من الشعر الرائق العذب: نبضات قلب (1408هـ 1988م) ووميض قلب (1417هـ 1996م) وأنا أصدرت ديوانين :الخروج من جحر الضب (1422هـ 2002م) والعودة من حيث المبتدأ (1403هـ 2009م).

تعود معرفتي بالأخ الحبيب إلى اللقاءات في رابطة الأدب الإسلامي، هذه الرابطة المباركة  التي وصلت  الحبال ما بين الأدباء الإسلاميين في مشارق الأرض ومغاربها، وأتاحت لهم أن يعرضوا أدبهم من خلال منابرها في ندواتها الشعرية وفي  اجتماعاتها الدورية وفي مجلتها الفصلية .

ثم إن  أخي عثمان رغب إليّ أن أنشر له كتابه الذي حصل به على شهادة الدكتوارة في دار الضياء للنشر والتوزيع التي أملكها، فنشرنا له هذا الكتاب الهام "الشعر العربي في الفتوحات العثمانية" وهو من باب ردّ الروح للأدب العربي، والعودة به إلى جذوره الإسلامية، وربط العربي بالحراك الإسلامي الذي كان آخر من مثله دولة بني عثمان... وبانهيار هذه الدولة دخلنا في العصر الجبري (وأنا أسائل نفسي: ما هي الصلة التي تلمح بين اسم الدكتور وبين الدولة العثمانية).

والحقيقة أن الدراسات في الأدب العربي ذي الصلة بالدولة العثمانية مغيبه تغييباً مقصوداً ، وعدونا الرابض على قلوبنا يحرص، الحرص كله، على تقطيع الأواصر بين الدول العربية وبين الدول الإسلامية وعلى رأسها دولة بني عثمان.

 وأذكر في هذا السبيل أننا نشرنا للدكتورة زينت بيرة جكلي كتاباً رائعاً في الأدب العربي ذي الصلة بدولة بني عثمان،  وكان  الكتاب في جزأين ، وعنوانه "شعر الثورات الداخلية في العهد العثماني".

ثم تبين لي بعدُ أن مؤلفة هذا الكتاب أخت زوجة الدكتور عثمان ، بارك الله في الجنى الطيب الباحث في أدبنا المغيب !

للدكتور عثمان قدري مكانسي كتب كثيرة، كلها مساهمات مقدرة وفاعلة في إنجاح المسيرة المنطلقة لإحياء الخلافة والوصول إلى الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة،  التي بشر بها رسولنا الصادق المصدوق.

يزورني ، أخي الحبيب في مكتبي بدار الضياء ، ونتجاذب أطراف الأدب، والأدب الإسلامي بخاصة، فكل منا جندي من جنود هذا الأدب،  لأن كلينا جنديان من جنود هذا الدين العظيم.

هذا عن الدكتور عثمان أديباً ، فماذا عنه  إنسانا؟

ولد في مدينة حلب الشهباء عام 1947، وفيها أتم دراسته الجامعية عام 1987م ثم حصل على شهادة الدكتوراة من معهد الاستشراق في أذربيجان على 1998م.

عمل في مدارس حلب حتى عام 1978م ، ثم في مدينة بجاية بالجزائر حتى عام 1980 وفي الأردن حتى عام 1982 ثم في الإمارات العربية حتى عام 1998، ثم عاد ليقيم في عمان في المملكة الأردنية الهاشمية.

أخي الشاعر والأديب والباحث عثمان قدري مكانسي نموذج من النماذج المثالية للرجل المسلم الفاعل ، والمتطلع لشروق إسلامي قريب.