مها حسن

مها حسن 

روائية سورية ، ولدت عام 1966

حصلت على إجازة في الحقوق من جامعة حلب 1997 

 

سيرة فنية : 

الأعمال المطبوعة : 

1-    اللامتناهي / سيرة الآخر – رواية صدرت عن دار الحوار 1995

2-    لوحة الغلاف / جدران الخيبة أعلى – رواية صدرت عام 2002

تحاول الروائية مها حسن كسر خط الرواية العربية ، وتأسيس رواية جديدة لا تقوم على مقولة الحكاية ، وهي مؤمنة أن الرواية هي فن الزمن القادم ، بعد سقوط الشعر ، باعتباره بناء ميتافيزيقي ، لم يعد أمام الفن ، إلا أن يكون داخل الواقع ، لا كمعالجة ، ولكن كحضور ، وأمام التفوق الهائل للتكنولوجيا ، على الفن أن يكون " هائلاً " أيضاً .

وباستعارة عنوان الدكتور جابر عصفور ، فالزمن القادم هو " زمن الرواية " ، وعلى الروائي التصدي لرسالة كبيرة وهامة ، ليكون قادراً على جلب الآخر إليه ، الآخر الذي سرقه عالم التكنولوجيا .

مها حسن مؤمنة بمقولة " ساباتو " : الفن هو الواقع منظور إليه من قبل شخص لا يمكن الاستغناء عنه ) بينما ( العلوم هي الواقع منظور إليه من قبل شخص يمكن الاستغناء عنه ) .

من هنا تحاول هذه الروائية ، تحطيم الأشكال الروائية السائدة في الرواية العربية ، والتي كرسها أولاً بطاركة الرواية العربية ، وهم غير مسؤولين كثيراً عن ذلك ، لأنهم كانوا كتاب مرحلة ما ، وثانياً ، وهنا تكمن المسؤولية ، عجز وكسل المثقف والفنان العربي المعاصر ، فهو بدلاً من أن يبدأ بصياغة جديدة لنصه ، راح يكمل المشوار الذي بدأه الأولون " البطاركة " .

يتسم نص " اللامتناهي " بكونه لا يعتمد الحكاية ، أو البطل أو الشخصية ، فالنص برمته هو البطل ، والتقنية التي تقود العمل ، هي البطل المطلق ، الأساسي والثانوي .

المقولة الأساسية للعمل هي ، وبما أن   ( الحياة قائمة على التناقض والتضاد لا على التماثل والتوازي) " أدهم بن ورقة " ، على الولادات المتعددة للبطل الواحد " أدهم بن ورقة " الذي يولد في كل مرة ، بشخصية مختلفة ، وبتاريخ مختلف ، وفي كل ولادة ، هو أدهم بن ورقة ، ولكنه لا يتطابق في أية ولادة ، مع أي واحد ممن سبقه ، أو تلاه من أداهمة "  مجموع أدهم بن ورقة "

في الرواية الثانية : لوحة الغلاف : جدران الخيبة أعلى ، تحاول الرواية معالجة مفهوم الخيبة عالمياً ، وجيلياً ، وبما أن الكاتبة من مواليد الشهر الأخير من عام 1966 ، وقد أشرفت على عام النكبة العربية ، فهي تعتبر نفسها منتمية لجيل الخيبة ، تحاول الرواية التصدي لمفهوم الخيبة من خلال بطلها الرئيسي " كريم الحاوي " الذي يرصد خيبته وخيبة أبناء جيله ، من خلال عدة نماذج : أمين الحاوي الذي يوقع لوحاته باسم أمين دالي ، وعائدة وعلياء ، وكذلك أبناء الجيل السابق ، خالدة الغاوي والدته ، وخاله خليل الغاوي ، الذي اضطره إلى تغيير عنوان روايته ، حين اكتشف أن خاله سبق وأن استعمل عنوان " جدران الخيبة أعلى " ، ومن حادثة التهكم الصغيرة التي قام بها شقيق كريم ، حين صمم لوحة غلاف لرواية تحمل عنوان " جدران الخيبة أعلى : تأليف كريم الحاوي " انطلقت فكرة العمل ، لتأخذ شكلاً روائياً لدى كريم .

لا تخلو الرواية من هوّة " الحكاية " ولكنها تحاول الانفلات من الحكاية المتسلسلة ، المتكاملة ، لتتجزأ حسب مواقع الرواة ، الذين يتبادلون الروي ، مع الاحتفاظ بالمركزية الروائية ، للصائغ الأساسي للعمل : كريم الحاوي ، ولا أعتقد أن قارئ الأسماء ، سيتجاوز دلالات تلك الأسماء : الحاوي ، الحاج ، خالدة ....

العمل مهدى إلى " ذلك الفرد " وهي عبارة " كيركجور" ، لأن الروائية مها ، مؤمنة بالفرد ، ومؤمنة أن الإبداع ، والتغيير ، لا يمكن إلا أن ينطلق من الفرد .

الروائية مهتمة بعالم الفرد من الداخل ، حين يكون وحيداً ، في عتمته المطلقة ، أو إشراقاته " النادرة " ، تحاول الروائية إخراج الرواية من " الحكاية " العامة والكبيرة ، للدخول في " رواية الفرد من الداخل " وربما ، ولم لا " الفرد الصغير "  وربما " المتناهي في الصغر " .

مشروع مها حسن الروائي ، مشروع مطول وجدي ، يعتمد على تكسير الرواية ، راغبة ، من ضمن الرغبات الكثيرة ، بتحقيق مقولة سارتر التي طرحها ، للأسف ، قبل أكثر من ثلاثين سنة " ضد الرواية " حين أطلق ذلك الاصطلاح على أعمال " ميشيل بيتور ، و" ناتالي ساروت " وآخرين ....

إذن ، لا بد  للرواية العربية من الخروج من معطف الإيديولوجيا ، والتاريخ ، للدخول في " زمن الفن " حتى لو اعتبر الكثيرون ذلك مفهوماً برجوازياً ، متعالياً على الواقع ، ولكن الروائي ، وهي تصر على ذلك ، خرج من دوره التافه : كخادم قضايا .

الروائي هو القائد المستقبلي للشعوب ، من خلال البنية الرئيسية للجماعة " الفرد " والفرد أولاً .

ولأن مها حسن ليست منظرة لأعمالها ، بقدر ما هي منهمة في خلق الجديد واللامألوف واللانمطي ، ساعية لخلق تربة جديدة تنتج مبدعين كبار على غرار : ديستويفسكي ، ساباتو ، كونديرا ، ماركيز .... فهي تكتفي بهذا القدر من التنظير ، شاكرة التكنولوجيا التي أنقذتها ، عبر مواقع الانترنت ، من محاولات " التعتيم " المتعمدة ، للأنظمة السلطوية ، التي تخلق " أرباع " كتّاب ، وتحاول وأد الكاتب الحقيقي ، لأنها بحاجة إلى أبواق أكثر من حاجتها إلى مبدعين .

 

ما يمكن طباعته :

 

لها عدة مخطوطات في الرواية تم رفض معظمها من قبل المؤسسات " الثقافية " / وزارة الإعلام السورية ،   ولها مجموعة قصصية واحدة ، رغم عدم إيمانها بالقصة القصيرة ، كفن قادر على نقل المركّبات المعاصرة " التكوينات المعقدة والمتداخلة للكائن البشري عموماً ، وكائن الشرق خصوصاً " .

لها مخطوطتان روائيتان باللغة الفرنسية ، تم إرسالهما إلى داري نشر في فرنسا ، وبانتظار قرارات دور النشر الفرنسية .

سبق وأن نشرت لها مجلة الناقد قصة قصيرة – عروس الأصابع 1993