عبد الودود يوسف
عبد الودود يوسف
بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف
أولاً: البطاقة الشخصية
من مواليد مدينة حمص -سورية- عام 1938م.. حيث نشأ وترعرع فيها، وتعلم العلوم المدرسية الأساسية في مدارسها، ونهل علومه الشرعية من مساجدها ومدارسها الشرعية التي كان يقوم عليها أساتذة كبار وعلماء أجلاّء من خيرة علماء سورية.. ومنذ نعومة أظفاره كان عاشقاً للإسلام، محباً للعمل الإسلامي الجماعي في سبيل نصرة دينه العظيم، فكان من شباب الأستاذ الكبيـر والمربــي الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله.
انتقل (عبد الودود) إلى دمشق العاصمة بعد حصوله على شهادة الدراسة الثانوية /البكالوريا مباشرة، وانتسب إلى جامعة دمشق، حيث سجل في كلية الآداب/قسم التاريخ، وفي كلية الشريعة. وواظب على الدراسة حتى حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ. ثم على شهادة الماجستير من جامعة القاهرة حيث قدّم رسالته هناك.. وقد أنجز رسالة الدكتوراه.. لكن مشاغله الكثيرة في الكتابة والتأليف وتربية الشباب المسلم أخّرته عن مناقشتها في مصر إلى أن تم اعتقاله في آذار 1980م.
متزوج منذ عام 1965م، وله بنتان وثلاثة أولاد.. ابنه الأكبر همام تخرج من كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق عام 1993م.
ثانياً: عمله ومهنته :
عمل مفتشاً في مديرية المتاحف والآثار في دمشق، ثم مفتشاً في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش.. إلى أن استقال في عام 1971م وتفرغ كلياً لعمله الإسلامي، وللكتابة والتأليف والنشر.. وهو عضو في اتحاد الكتّاب العرب.
ثالثاً: لمحة عن بعض جوانب شخصيته :
عُرف عنه ثقافته الواسعة جداً، وسعة أفقه، واتزانه الآسر، والتزامه الصارم بدينه.. حازم إلى أبعد الحدود عندما يقتضي الأمر، مرِح لطيف حنون عطوف في المواطن التي تتطلب ذلك، يمتلك قوةً في الشخصية تجعله مهاباً ومؤثراً في كل من حوله، قوي الحجة وعلمي التفكير.. شجاع لا يهاب إلا الله سبحانه وتعالى، ويبذل كل ما بوسعه في سبيل إرضائه دون خوف أو وجل من أي مخلوق، ويسير إلى أهدافه بخطىً ثابتة، وفِكر متّقد، ونضوج ووضوح كبيرين، ونظرة ثاقبة تستفيد من الماضي وتستشف آفاق المستقبل، يعرف عدوّه جيداً، ويمتلك حساسية فائقة تجاهه، وقدرة كبيرة على تحليل واستنتاج خطواته وما وراءها، ومن ثم وضع الحلول الناجعة لمجابهتها.. كما يمتلك درجةً عاليةً من الذكاء، وهمّةً عظيمةً في عمله الدؤوب المستمر، وليس هناك شيء اسمه مستحيل حسب مفهومه، فكل شيءٍ ممكنٌ بالجهد والعمل والتفكير السوي.. اجتماعي إلى أبعد الحدود، ولا يملك من يتعرف عليه إلا أن يحترمه ويجلّه ويحبه، وهو دائماً يمد يد العون والمساعدة بشتى أنواعها إلى من يحتاجها، بسيط في معيشته، كريم في طبعه.. بارّ بوالديه.. يحمل في رأسه كل هموم العالم الإسلامي، يستبشر بالإيجابيات، ويحزن للسلبيات.. قال عن نفسه ذات يوم: إنه بكى في حياته ثلاث مرات: مرة بعد حرب حزيران 67 عندما سيطر اليهود على أجزاء كبيرةٍ وهامةٍ من أراضي المسلمين وأهمها القدس الشريف، وأخرى: بعد دخول الجيش السوفياتي الشيوعي إلى أفغانستان وارتكابه أبشع الفظائع بحق المسلمين الأفغان عام 79.. وثالثة: عندما لم يستطع المسلمون في سورية أن يتّحدوا ضد الحكم البعثي الظالم، فعمّت الفوضى، واختلط الحابل بالنابل، وأصبح كلٌ يغني على ليلاه.. فكانت مقدمات الخراب والفشل تلوح له قبل اعتقاله عام 1980م، وكان قد حذّر من هذه النتائج المؤسفة كثيراً..
رابعاً: فكره ومؤلفاته :
من خلال عمله في مديرية المتاحف والآثار بدمشق، كتب الكثير من الدراسات التاريخية.. وحقق الكثير من المخطوطات والكراسات والكتيبات، وألقى الكثير من المحاضرات في مجال اختصاصه.. كان ذلك في دمشق، وفي المراكز الثقافية العربية في العديد من المحافظات السورية، وكان له اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي. أما عن فكره.. فهو إسلامي خالص، فكر ناضج هادف، يبحث في الدين والسياسة، والأدب الإسلامي والتنظيم والتربية..
وقد أراد أن يعرض فكره الإسلامي المتطور على الأمة.. صغارها وكبارها، فكتب للصغار مجموعاتٍ قصصيةٍ عديدة، من مثل: حكايات حارثة، وحكايات عن القرآن، وحكايات عن الصلاة.. كما كتب للكبار: بناء الإسلام/ دراسة أيديولوجية، وقادة الغرب يقولون: دمّروا الإسلام.. أبيدوا أهله، وتفسير المؤمنين، وكانوا همجاً (رواية)، وثورة النساء (رواية) وصواريخ عابرة للقارات (رواية)، وهناك العديد من المؤلفات لم تُنشر حتى اليوم منها: القسم الثاني من بناء الإسلام وهو: منهج الحياة (عدة أجزاء) وبعض قصص الأطفال، وبعض الروايات، وتفسير المؤمنين (عرض موسّع)، وحريق لبنان: لماذا؟!.. (تصور عام عن أحداث لبنان وتطورها قبل حدوثها من خلال معالجة إسلامية لهذه القضية)..
1 – حكايات حارثة: مجموعة صدر منها أكثر من عشرة أجزاء قبل أن تُمنع ويُمنع تداولها رسمياً في سورية من قبل الحكومة.. وهي عبارة عن سلسلة يحتوي كل عدد منها على قصةٍ رئيسيةٍ طويلة، ومجموعة قصصٍ مصورةٍ صغيرةٍ إسلاميةٍ هادفة، تعالج قضايا إسلاميةً اجتماعيةً وأخلاقيةً وثقافيةً ضمن مخططٍ تربويٍ هادفٍ للأطفال..
2 – حكايات عن القرآن: صدر منها أكثر من عشرين جزءاً وهي سلسلة من القصص الشائقة المصوّرة، تعمل على توضيح معاني القرآن الكريم بلغةٍ مبسّطة، وصورٍ معبّرة، وهي لون جديد من الأدب الإسلامي.. من عناوينها: اهدنا الصراط المستقيم، أعوذ برب الناس، من شر حاسد إذا حسد، لم يلد ولم يولد، تبت يدا أبي لهب، لكم دينكم ولي دين، نصر الله والفتح، كيف فعل ربك بأصحاب الفيل.. وغيرها..
3 – حكايات عن الصلاة: صدر منها عشرون جزءاً، وهي سلسلة توضح للناشئة كيفية الصلاة: أهدافها مراميها.. من خلال قصصٍ جذابة، وأسلوبٍ سهلٍ مبسّط، وصور ملونة تجتذب الناشئة.. من عناوينها: الأذان نداء الله للمكرمين، الاتجاه نحو القبلة، الوضوء ما أروعه، صلاة الظهر تبارك العمر، النجاة .. النجاة!.. وغيرها..
4 – قادة الغرب يقولون: دمِّروا الإسلام.. أبيدوا أهله:
وهو كتيّب يبحث في خطط أعداء الإسلام لتدمير المسلمين، ولإبقاء العالم الإسلامي متخلفاً ضعيفاً.. من خلال عرضٍ مؤثرٍ لأحداثٍ واقعيةٍ وقعت في العصر الحديث، ومن خلال عرضٍ لمواقف زعماء الغرب من الإسلام.. وهذا الكتيّب محاولة لإثارة مشاعر كل المسلمين واستنهاضهم، ليستيقظوا من غفوتهم وكبوتهم، وليفكروا بالأخطار الداهمة التي يضعهم أعداؤهم في أجوائها.. وأين الحل؟! هو السؤال الوحيد الذي يردّده كل من يقرأ الكتاب ويمتلئ تحفزاً وحرارةً وتأثراً وحميّةً لدينه، الذي تتآمر عليه كل القوى في العالم.
5 – كانوا همجاً: رواية طويلة من 256 صفحة.. وهي محاولة تعالج واقع البشرية من خلال نظرةٍ تستشف أستار المستقبل، إذ ستقوم الخلافة الراشدة التي ستعم الأرض بلسماً للناس، وشفاءً لجراحات عصور الهمجية في جسد البشرية المعذبة وروحها..
هذه المعالجة أسلوب من أساليب (عبد الودود) لعرض أفكاره بخيالٍ خصبٍ يمتلكه، ورؤيةٍ ناضجةٍ وواضحةٍ لنواحي الحياة: الهمجية منها المتمثلة في عصرنا الحالي الذي نعيشه، وتلك التي يجب أن تكون في ظل الخلافة الراشدة التي سيكون فيها منهج الله هو الحاكم الوحيد لكل جوانب الحياة الإنسانية..
6 – ثورة النساء: رواية طويلة، تعالج قضية المرأة من وجهة نظرٍ إسلامية، كيف تعيش في ظل الحضارة الإنسانية الحالية: مظلومة، مهانة، وسلعةً حقيرة.. وكيف ستكون عليه عندما تتمسك بالإسلام -في ظل حضارةٍ إسلاميةٍ راقية- حرةً كريمة، ومصانةً عفيفة، وأساساً لا غنى عنه لبناء المجتمع الإسلامي القوي..
7 – بناء الإسلام: الأصول والأركان - دراسة أيديولوجية:
وقد صدر منه هذا القسم الأول.. أما القسم الثاني الذي يعالج منهج الحياة في أجزاء عدّة.. فلم يصدر منه أي جزء..
في هذا الكتاب تبدّت ذروة النضوج في فكر (عبد الودود) حيث ظهر الوضوح في الرؤية، والواقعي العملية الدقيقة، والفكر العملاق عنده.. لقد أراد من عرض هذا الفكر أن يبث الثقة المطلقة في نفس كل إنسان مسلم، بفكرة الإسلام وببساطتها، بحيث يسهل عليه دخول معترك الصراع العقديّ الإنساني وهو يحمل شعاراتٍ واضحةً محددة، من السهل مقارنتها مع العقائد والأيديولوجيات الأخرى بسرعة ويسر.. ومن ثم إيصال فكرته إلى عقل وقلب كل إنسان شريف.. فيقنعه بأنها هي الخير المحض، والعلم الخالص، والحاجة الملحّة.. فهو يعيد إلى المسلم التصور الصحيح للإسلام، بحيث يبدو بناءً متكاملاً متراصاً محكماً، يأخذ كل جانب منه دوره، مترابطاً مع بقية الأجزاء برباطٍ متين.. وهذا التصور يمكّن المسلم من بناء نفسه بشكل صحي، فلا يفرّط في جانبٍ أساسي، ولا يغلّب جانباً ثانوياً على أصول كبيرة، ومن ثم يقدّم -بخطوات الواثق- إسلامَه إلى مجتمعه المتخلف وإلى الإنسانية جمعاء، كحلٍ جذريٍ لما تعانيه من ضنكٍ وآلامٍ وعذاب.. وليعرف هذا المسلم المؤمن -الذي يدخل معترك الصراع الأيديولوجي- معنى كل جزءٍ من إسلامه، ودوره وأهميته صغيراً كان أم كبيراً، وليكتشف من خلال هذا الوضوح ما إذا كان يتبنى كل الدين أو بعضه، وأهمية هذا التبني في نصرة مسعاه الدائب، لأن النصر مشروط بتنفيذ كل أصول الدين وأسسه، ولأن نصر الله لا يأتي إلا بالفهم الصحيح والوضوح الكامل والتبنّي السليم، ولأن أيّ إهمالٍ أو تقصيرٍ سيؤدي إلى تخلخل البناء المترابط، ومن ثم تهدّمه..
8 – تفسير المؤمنين: وهو تفسير للقرآن الكريم بأسلوبٍ عصريٍ حديث، يفهمه الجيل المعاصر.. وفيه عرض (عبد الودود) أفكاره الدقيقة الواضحة من خلال تفسير القرآن الكريم، بأسلوبه الخاص الذي يركّز فيه على قضايا فكريةٍ أساسية، في الفكر الإسلامي الحديث والحركة الإسلامية المعاصرة، وهو بذلك عالج قضايا في غاية الأهمية، من مثل: الشرك في الإسلام، ومن هو الذي يليق به أن ينظم حياة الناس، والجهاد، والتنظيم، ووحدة المسلمين، والحكم الإسلامي، والحضارة الإسلامية، وأساليب العمل الإسلامي، وموقف المسلم من غيره، والأخلاق الإسلامية في البناء الاجتماعي، والشورى، والإسلام نظاماً عاماً ومنهج حياة، وأعداء الإسلام وأساليبهم، وحقائق علمية في القرآن، واليوم الآخر والجنة والنار، وصفات المؤمنين، وصفات الكافرين، وصفات المنافقين، والأمن الإسلامي، والظلم، والعدل.. إلخ..
خامساً: الفكر التنظيمي عند (عبد الودود) :
وهو فكر متطور عملاق، الدقة والوضوح والنضوج سماته الأساسية، وكل ما كتبه في هذا المجال لم يُنشر أبداً.. وهذا الفكر يرتكز على قضايا أساسيةٍ عالجها بعمقٍ وسعة أفقٍ وعلميةٍ رائعة.. فهو يرى أنّ إقامة منهج الله عز وجل في الأرض فرض عينٍ على كل مسلمٍ ما دام هذا المنهج بعيداً عن الحكم، ولا سبيل لتحقيق ذلك إلا بالجهاد في سبيل الله.. فالجهاد بكل أبوابه وأنواعه فرض عين على كل مسلم، وبما أن الجهاد -عملاً متكاملاً- لا يمكن ممارسته في العصر الحديث بشكلٍ منفرد، وإنما من خلال بناء حركةٍ إسلاميةٍ قوية.. فبناء هذه الحركة فرض عينٍ على كل مسلم، وبما أنّ هذه الحركة لن تكون قويةً قادرةً على مجابهة المناهج الأخرى وقواها إلا باتباع الأساليب والخطط التي تُثبت جدواها عملياً، فإنّ أساليب البناء وخطط المجابهة يصبح اتباعها وتبنيها والعمل بها.. فرض عين أيضاً حين ثبوت جدواها، لأنه من غيرها لا يمكن تحقيق النصر، وبالتالي تحكيم منهج الله في الأرض.. ولابد للحركة الإسلامية المتطورة، أن ترتكز على ركائز أساسية عدّةٍ لابد منها، من مثل:
- نظرية واضحة تحكم سيرها.
- خطة مفصلة.
- منهج تربية نظري وعملي متطور حسب الظروف.
- هيكل الحركة بجميع نواحيه وأقسامه المناسبة لبناءٍ قويٍ مترابطٍ متكامل.
- مقياس واضح، يقاس به مدى نجاح أفرادها في تحقيق منهج الله في نفوسهم وفي حركتهم.
- جدول زمني واضح دقيق، لتنفيذ الخطة حتى الوصول إلى الهدف.
- أمن الحركة بأفرادها ومؤسساتها وخططها ومنهجها ونظريتها.. أمر لا يمكن الاستغناء عنه ولا السير بدونه، في ظل المواجهة الحديثة مع الباطل..
وله شروح وكتابات موسعة في كل ما سبق من الأبواب التنظيمية.. ومن يطلع على فكر عبد (الودود) في هذا المجال، لابد أن يقتنع بأنه حجّة في التنظيم والحركة، والتخطيط الإسلاميّ المتطور..
سادساً: اعتقاله :
اعتقل مرتين في حياته: الأولى عام 1964م، في أحداث الجامع الأموي بدمشق، عندما كان أمين الحافظ رئيساً للجمهورية العربية السورية، حيث شُنّت حملة اعتقالاتٍ واسعةٍ طالت الكثيرين من الشباب المسلم.. وفيها عانى (عبد الودود) من تعذيبٍ جسديٍ ونفسيٍ شديدَيْن، وخرج من سجن المزّة بدمشق بعد عدة أشهر وقد كُسرت إحدى أضلاع صدره.. وكتب عن هذه الأحداث وعن فترة السجن هذه كتاباتٍ مثيرةً في أحد جوانب مذكراته التي لم تُنشر.. أما الاعتقال الثاني: فكان في 31 آذار من عام 1980م صبيحة يوم الاثنين.. وهو يوم الإضراب العام في سورية تضامناً مع نقابة المحامين، حيث اتّهم بالتنظيم، وبالعمل على إسقاط نظام الحكم، وبالفكر المعادي للسلطة وللحزب (حزب البعث) وباستغلال كونه عضواً في اتحاد الكتّاب العرب في دمشق للتحريض على الحكم..
وبعد أشهرٍ عدّةٍ من اعتقاله في سجن الشيخ حسن بدمشق، نُقل إلى سجن تدمر بعد إدخاله مستشفى المواساة مرتين نتيجة التعذيب.. وانقطعت أخباره منذ ذلك الحين وحتى اليوم.. فرَّج الله عنه إن كان حياً، ورحمه واحتسبه شهيداً عنده إن كان غير ذلك.. إنه سميع قريب مجيب..
(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران:169)(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت:2 و3).
-صدق الله العظيم-