د. عادل محمد حامد القوصى

د. عادل محمد حامد القوصى

شهيد الطائرة المنكوبة

أسامة محمد أمين الشيخ/مصر

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

[email protected]

 د/ عادل محمد حامد القوصى – رئيس قسم الأشعة بالمستشفيات الحكومية الأمريكية بولاية أوهاوا – ولد فى قوص فى 7/1//1932م حفظ القرآن الكريم بكتاب الشيخ / حامد خميس ، ثم ألتحق بمدرسة الحاكم ثم مدرسة طوبيا ، وتعلم على يد محمد أفندى على – مدرس اللغة العربية – وأحمد أفندى صبحى – مدرس اللغة الإنجليزية – ومحمد لطفى أفندى – مدرس الرياضيات – و د/ محمد حامد – رئيس قسم الجراحة بالقصر العينى – وقد تخرج ولده 1928ميلادية من جامعة القاهرة كلية الطب ووالدته / عائشة بنت العالم الكبير الشيخ / أحمد القوصى – ناظر مدرسة الألهامية بالقاهرة – نشأ فقيدنا فى بيئة دينية ثقافية وحينما حصل على الابتدائية وحصل على الثانوية ، حرص أعمامه د/ عبد العزيز القوصى المستشار الفنى لوزارة التربية والتعليم وعضو هيئة اليونسكو ، وعبد الرشيد القوصى بدار الكتب المصرية ، والمهندس / محمود حامد – رئيس المنطقة الوسطى للسكك الحديدية بأسيوط – والأستاذ / جلال القوصى – مدير أحد الفنادق-على أن يكون بينهم فالتحق بالمدرسة الخديوية الثانوية ثم كلية الطب وتخرج وكان أول تعيين له فى مبرة محمد على بطنطا ثم طبيب بقرية الحلاوية بسوهاج ثم سافر إلى قطر ومنها إلى لندن فامريكا والتى عاش بها فترة طويلة هو وعائلته وزوجنه وفاء حتحوت وأبنيه د / محمد أخصائي نساء وولادة بمدينة كليفلاند ، د / حسين نائب جراحة عظام فى كارولينا الشمالية ، وقد زار د / عادل القوصى مدينة قوص فى أعوام مختلفة منها 90 ، 93 ، 95 ، 97 وكان يتفقد الأماكن التى نشأ بها ومنها مقلة البير والشيخ حسن الذى كان يقوم فيه بدور المعلم إذ كان يلقن أبناء أعمامه الدروس ويعلمهم القراءة والكتابة وكانت علامات النبوغ والذكاء الفطرى بادية على وجهه منذ الصغر علاوة على أنه نشأ على العادات والتقاليد والقيم المصرية ، وكان شديد الصلة بالمساجد وكانت زياراته للأقصر تواكب الاحتفال بمولد (سيدى أبو الحجاج الأقصرى) فكان ذهب لزيارة المسجد والصلاة فيه ومتابعة حلقات الذكر والطرق الصوفية فيقول الحاج / على محفوظ – موظف ببنك التنمية والائتمان الزراعى الأقصر أن د / عادل - فى أخر زيارة له فى الأقصر طلب منى تحديد موعد الاحتفال بسيدى أبو الحجاج العام القادم لكى يعود لزيارة العام القادم وطلب منى شراء شيشة فرعونية مزخرفة فسألته هل تدخن ؟ فأجاب بالرفض ، ولكنها لصديق عربى يعيش بأمريكا وقد صرح لى الراحل شوقى عبد العزيز ، وكان مديراً لمدرسة النصر الإعدادية بنات ، حينما كان يأتى د / عادل إلى قوص كان يجمعنا فى منزل المرحوم " محمد أمين الشيخ هلالى " ويقص علينا النوادر القديمة والروايات الطريفة وقصص الأشباح فى ظلام قوص ، حيث لم يكن هناك خطوط للكهرباء وكان سخياً يعطى الفقراء والمساكين ويمدهم بالمعونات المادية وقد قام بإرسال مبلغ عشرة آلاف جنية لبناء وللمساهمة فى دار المناسبات العائلية ، أما الأستاذ / إبراهيم الشيخ – موجه سابق بالتربية والتعليم – فيقول أن د / عادل كان محبوباً ودوداً لأهله لا يتأخر عنهم وكان وسيماً جميلاً وكان وفياً محباً لوالدته وقد قام بالحج وزيارة قبر المصطفى (صلى الله عليه وسلم) معها وفى إحدى زيارات د / عادل إلى الأقص بصحبة وفد أمريكى ذهبت والتقيت به وسألته هل له ميول رياضية وهل يحب كرة القدم أم لا ؟ فقال أنا أحب لعبة تنس الطاولة وأجيدها وأنا زملكاوى بالتبعية لأن أعمامى كانوا زملكاوية وعن ذكرياته فى شهر رمضان فى قوص فقال " أن الجو فى قوص كان حاراً جداً لدرجة أنا كنا نضع الثلج فوق ملابسنا ورؤسنا وما أجمل السهر فى شهر رمضان مع الأقارب والأهل والأخوة فقد بدأت الصيام وأنا عمرى سبع سنوات ، وكنا نفطر المغرب وكانت البيوت مفتوحة على بعضها والمنادر ممتلئة بالناس والطعام والحلويات وكا ما تشتهى النفس وفى القاهرة كنا نسهر فى الحسين والفيشاوى والحلمية ، أما فى أمريكا وفى أوهاوا فإننا نحرص على الصيام بالرغم من ساعات العمل الطويلة ونؤدى صلاة التراويح ونصلى العيد فى المسجد بالمركز الإسلامى بكولمبس واسعى جاهداً أن أمد أبنائي بالكتب الإسلامية المترجمة وتعويدهم على اللغة العربية الفصحى ".

وكان أكتوبر 1999م وكانت الطامة الكبرى فأثناء عودة د / عادل القوصى إلى القاهرة تحطمت الطائرة فوق الأطلنطى ولقى د / عادل القوصى ، ربه هو وزوجته التى تنتسب إلى عائلة حتحوت بالقاهرة ، ومن العجيب أن والدها د / محمد حامد لقى مصرعه فى حادث سيارة فى منيل الروضة بالقاهرة أثناء عودته من المستشفى التى كان يعمل بها وقد حزن أبناء قوص على وفاة د / عادل القوصى والذى بدأ الجميع صغاراً وكباراً التعلق به فأقيم سرادق كبير فى ديوان آل القاضى لتلقى العزاء فيه .