الداعية خالد الرفاعي
إن الإخوة في الشام الفيحاء قدموا نماذج يغبطون عليها بين جميع المحافظات السورية ، برز منهم القائد منير الغضبان، والمفكر عمر عبيد حسنة ، والمحدث محمد لطفي الصباغ والعالم الرباني عبد الرحمن الباني ، ويجب ألا ننسى جهود العلامة محمد أديب الصالح في الفكر والإعلام ، وجهود الدكتور أحمد حسن فرحات في التفسير والصحافة ....والقائمة تطول ....
وكان الراحل أبو أيمن خالد الرفاعي يحتل مكانة مرموقة بين هذه الثلة المباركة ، ولكن رحيله المبكر حرم الحركة الإسلامية من علمه وفضله وجهاده ، فنسأل الله أن يفسح له في قبره ، وينفع المسلمين بعلمه .
المولد والنشأة :
ولد في المزّة من أحياء دمشق عام 1933 م ، ونشأ فيها .
دراسته :
حصل على الثانوية الشرعية عام1954م من مدرسة الكلية الشرعية بدمشق .
كما حصل على شهادة الدراسة الثانوية الرسمية بنفس العام .
انتسب إلى جامعة دمشق كلية الشريعة عام1954م وحصل على إجازة في الشريعة عام 1958م .
كما حصل على إجازة في الحقوق عام 1959م .
عين مدرساً للتربية الإسلامية في محافظة درعا عام 1958م ، ثم انتقل بعدها إلى ثانوية التل ، ثم مدرساً في ثانويات دمشق ، وكان آخرها ثانوية فايز منصور .
توفي رحمه الله صباح يوم الخميس /15/رمضان المبارك 1393 الموافق /11/تشرين الأول 1973م في ألمانيا .
ونعاه الداعية الإسلامي الكبير عصام العطار في مجلة الرائد .
أخلاقه وصفاته :
والداعية المجاهد , أبو أيمن خالد الرفاعي : كان متعة القلب , نزهة النفس ,غذاء الروح , عاش آلام أمته ومشكلاتها ، وكان لها الدواء , كانت مشاكل العمل الإسلامي والدعوة إلى الله وديمومة التفكير بوسائلها هي الشغل الشاغل الذي تهون دونه قضايا المرض , كان معلماً وقدوة في حالة الصحة والمرض , حار الأطباء في ألمانيا من ابتسامته وسعادته رغم وطأة المرض فسألوا عن إيمانه وعقيدته وعجبوا من هذه الظاهرة العجيبة .كان بعيداً عن الحقد والكراهية , يصل من قطعه , ويعفو عمن ظلمه , زاهداً في متاع الدنيا , والمترف عاجز عن حمل أعباء الدعوة , وكان كريماً شجاعاً لا يخشى في الله لومة لائم , وقافاً عند حدود الله , سريع العودة إلى الحق .
لقد كانت وسيلته في الدعوة إلى الله التربية بالقدوة والأسوة بعد أن كثر الكلام وقلّ العمل ... دلّ كثيراً من الطلاب والشباب و النساء على طريق الحق .
وكان آخر كلامه :
أنا لم أطلب العلاج- علم الله- حباً في الحياة ولارغبة في البقاء للبقاء , ولكن طلبته أخذاً بالأسباب كما أمر الله , وأملاً في خدمة أكبر للإسلام والمسلمين , وفي ميتة هي الحياة , في ميادين الجهاد . ولست أخاف الموت فهو حتم على كل حي , وما عند الله خير من الدنيا وما فيها .. ولا أخشى على أسرتي فقد تركت لها الله ... وأنا واثق برعاية الله لأمي وزوجتي وأطفالي ,...
مؤلفاته :
وله رحمه الله عدة مقالات في مجلة حضارة الإسلام :
وجود الله
– النبوة وهي من أروع المقالات في العقيدة
أرجو من إخواننا جمعها مع التعريف بالمؤلف وصنع مقدمة وفهرس للمقالات نكون بذلك قد أدينا بعض حق الأخوة علينا اتجاه الراحل الكريم ....
مصادر الترجمة :
– حضارة الإسلام :العددان 8و9 , السنة 14 , تشرين الثاني –كانون الأول 1973م,ص52/57 .بقلم عمر عبيد حسنة .
– الرائد :العدد 2/ السنة 2/ شوال 1393 /تشرين الثاني1973م,ص32
وسوم: العدد 648