الدكتور عبد القدوس أبو صالح، شيخ الأدباء ....

الشيخ حسن عبد الحميد

أنا لا أعرّف به فهو علم يعرّف غيره .

يكفي أن تعلم أنه ابن الشيخ العظيم صاحب العمامة التي تعدل ألف عمامة من عمائم اليوم  إنه الشيخ ناجي أبو صالح رحمه المولى ..

وأولاده نجوم هدى .. 

منهم الدكتور محب الدين رحمه الله 

تلميذ السباعي البار ..

وعلم من أعلام التربية والأخلاق .

وعبدالرحمن علم في ميدان اختصاصه العلوم ..

والنجم الهادي في ميدان الأدب 

عبدالقدوس 

تولد حلب 1932.. 

دكتوراة في آداب اللغة العربية 

جامعة القاهرة 971 .

رئيس تحرير مجلة الادب الإسلامي.

اليد اليمنى للداعية المجاهد أبو الحسن الندوي .. 

والصديق الصدوق لعمر بهاء الدين الأميري ومعروف الدواليبي ...

صنع للإسلام أمجاداً في ميادين الأدب

جمع تحت سقف الإيمان كل دعاة الإسلام  أصحاب الأقلام الحرة التي تجعل من الإسلام هديا ونبرسا ..

و من هدي القرآن منطلقا .

عبد القدوس أخ كبير في دعوة كبيرة تلميذ من تلاميذ السباعي وقائد من قادتها .

إذا قال بزّ القائلين وإذا كتب كسف نجمه كل النجوم .

حياه الله في عرينه في الرياض رئيسا لرابطة الأدب الإسلامي العالمية سلاحه القلم وهديه الأدب .

القرآن دليله والله غايته .

هو يخدم الإسلام بإسلوب العصر فصار للإسلام صوتا عاليا ..

ولم يجعل منه خصما للأدب العربي بل كاشف أصالة العروبة ومبلغ قوتها .

حيّا الله عبد القدوس وإن لم تجمعنا معه مائدة أو سهرة .. 

وهو من جماعة يعتز بالانتساب لها وتفخر هي بعضويته فهو الأديب الذي يقف على ثغرة من ثغور الإسلام .

وهو مجاهد لاقى مالاقاه في سبيل دعوته .. 

مجاهد لا بالرشاش وإنما بالقلم الذي أقسم الله به ( ن والقلم ومايسطرون )

أربعون سنة معلما ومربيا في كلية اللغة العربية بالرياض فهو أستاذ الآلاف من أمثالي ويكفي الشاعر عبد الرحمن العشماوي فخرا أنّ عبد القدوس استاذه .

حياه الله جاهد وكافح وهاجر واغترب وصبر .

كتبه كثيرة أهمها الذكريات التي كتبها عن الدكتور معروف الدواليبي رحمه الله .

وحيا الله زميلنا محب الدين وأسكنه المولى فسيح جناته كان نعم الأخ ونعم الخل الوفي الحبيب .

اقمت وليمة في مدينتا ضمت أعلام البلدة والأحباب وفيهم الدكتور إبراهيم السلقيني رحمه الله  ومنهم المحب محب الدين أبو صالح الداعية المعروف رحمه الله همس بأذني بأدب هل عندك مانع لدعوة أخي عبد الرحمن قلت مرحبا به ..

أليس هو ابن استاذي الكبير الشيخ ناجي رحمه الله ..

الذي حضرت له سهرة علمية جمع فيها كل علماء حلب على اختلاف مشاربهم وكنت أصغر واحد فيهم يكفي أني صديق ولده محب الدين وعبد القدوس .

تحية للأخ عبد الرحمن له منا الاجلال والحب والتقدير .

وسلامي إلى رفيق دربك في الجهاد

الدكتور علي الهاشمي شافاه الله وعافاه

الذي اعتبره ابن مدينة الباب ومن ابنائها فقد أكل لبنها وشرب من مائها وعلمّ ابناءها .

ولا زلت أذكر وقفته على درج السراي يقود مظاهرة الشباب قائلا :

   وطن عليه من الزمان وقار 

                     النور ملء شعابه والنار 

وطنه هذا الذي كان يفخر به هو الآن يحترق ويدمر بأيدي الروس والمجوس 

فأين أقلام المجاهدين عبد القدوس وعلي وفقهما مولاهما.

أين صوت الأدب الإسلامي في هذه المعركة الفاصلة .

ياكل أقلام الأدب الإسلامي اليوم يومكم فهبوا.

ألم يصلكم نداء نصر بن سيار

وهو يشاهد انهيار الدولة الأموية

   أقول من التعجب ليت شعري

                    أأيقاظ أمية أم نيام 

   فإن كانوا لحينهم نياما 

             فقل قوموا فقد حان القيام

أخيرا ..

نعمت رابطة رئيسها أبو الحسن الندوي 

سليل أفصح من نطق بالضاد محمد صلوات الله وسلامه عليه 

صاحب كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين .. مقدمه سيد قطب رحمه الله .

حضرت مؤتمرا إسلاميا منذ ستين سنة في جامع تنكز عريف الحفل مجاهد تنحني له الرقاب إجلالا الشيخ السباعي رحمه الله وقدٌم الإمام أبي الأعلى المودودي الذي تحدث بالانجليزية فنهض رئيس رابطة الادب الإسلامي ليترجم له من الإنجليزية إلى العربية وكانت ساعة من ساعات العمر الفاضلة علمّ علاّمة يترجم لفيلسوف الإسلام رحمه المولى .

وأخيرا ياأخي عبد القدوس ..

هذه خاطرة لك خاصه للعلم والذكرى :

عميد الأدب العربي طه حسين الذي صنع في السوربون في فرنسا ليكون وكيل العلمانية في مصر وسلطت عليه الأضواء المزيفة 

فصار عميدا للأدب العربي .

ثم وزيرا للمعارف افتتح عهده بفرض الاختلاط في الجامعات .

جاء الباشا إلى جدة وطلب أن يزور مكة

لما وصل إلى منطقة الحرم

اقترب من أرض الحديبية .

نزل من سيارته وهو باشا ووزير 

تناول وهو الضرير حفنة من تراب الحديبية وبكى بدموع صامتة 

وقال لمن حوله إني أشم في هذا التراب رائحة محمد صلى الله على محمد .

وهكذا عاد الطير إلى وكره وكسب الأدب الإسلامي صوتا عاليا .

وإذا كان في مصر مدارس أدبية للرافعي والعقاد وأحمد أمين فأنا من مدرسة أحمد حسن الزيات وعلي الطنطاوي .

حياك الله مولانا ..

وعشت حميدا سعيدا ..

ودمت مجيدا..

وسلام الله عليك ورحمته وبركاته .

والله أكبر .... ولله الحمد

وسوم: العدد649