فضيلة الشيخ الداعية المربي د. محمد أديب الجاجي

clip_image002_fd73c.jpg

1932- 2016

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي ، وادخلي جنتي .

بكامل الرضاء والتسليم بقضاء الله وقدره ننعى إلى إخواننا المسلمين الأستاذ الدكتور الداعية محمد ديب الجاجي المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سورية ، أحد أبرز الدعاة إلى الله في ريف إدلب ، وأحد قادة العمل الإسلامي في سورية .

وعلم من أعلام الحركة الإسلامية فيها .

انتخب مراقباً عاماً للجماعة خلفاً للدكتور منير الغضبان لمدة ستة أشهر عام 1985 .

المولد والنشأة :

ولد فضيلة الداعية والعالم المربي أبو الطاهر محمد ديب حمود الجاجي في مدينة معرة النعمان التابعة لمدينة إدلب في سورية عام 1932 ، ونشأ في كنف أسرة مسلمة ملتزمة .

دراسته :

درس في الكتاب، وتعلم فيه مبادئ القراءة والكتابة والحساب.

ثم درس الابتدائية والإعدادية في بلدته .

ثم دخل في دار المعلمين في حلب، وتخرج فيها عام 1952 وكان من أساتذته في دار المعلمين الدكتور عبد الرحمن عطبة ، والدكتور محمد أديب الصالح ....

وكان من أقرانه الشيخ مصطفى البيراوي،  ود. فخر الدين قباوة .

ومن ثم اتسعت دائرة الأحباب والأصدقاء فشملت الأستاذ عبد الله الطنطاوي والدكتور عبد العزيز حاج مصطفى ، ود. مصطفى رضوان، وحسن عبد الحميد ، ويحيى بشير حاج يحيى ....وآخرين .

درس في الحقوق ثم حصل على الماجستير في أدب الأطفال في جامعة صنعاء .

ثم قدم الدكتوراه في علم البلاغة، وناقش رسالة الدكتوراه وعمره سبعون سنة .

أعماله والوظائف التي تقلدها :

عمل في مجال التدريس في التربية .

ثم دخل متطوعاً في كلية الشرطة بتشجيع من الدكتور مصطفى السباعي -رحمه الله -ثم صار قائداً لموقع دير الزور، ثم سرح من الخدمة بسبب ميوله الإسلامية .

هاجر بعد الثمانين من سورية ماشياً على الأقدام ، واستقر في الأردن ، ثم سافر إلى اليمن وعمل أستاذاً في جامعة عمران، وجامعة الأندلس في جامعات اليمن .

وعمل في المعهد العالي للتوجيه والإرشاد في اليمن .

وكتبه مازالت تدرس في جامعة الأندلس في اليمن

تعرض لحادث مروري مؤسف حيث صدمته دراجة نارية مما استدعى نقله للعلاج في الأردن .

أصبح الدكتور منير الغضبان مراقباً عاماً  لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا،  عام 1985 لمدة 6 أشهر، باختيار التنظيم العالمي للإخوان المسلمين على إثر خلاف داخلي لم يدم طويلاً، فلمّا عجز عن تحقيق برنامجه استقال من منصبه، ليخلفه محمد أديب الجاجي .

مؤلفاته :

أدب الأطفال من المنظور الإسلامي : دراسة وتقويم .

اﻻتجاه الأخلاقي في تعليم الأدب ونصوصه .

وكتب الأستاذ الدكتور محمد أديب الجاجي ماتزال تدرس في اليمن :

أدب العصور المتأخرة ،الأدب في عصر الدول والإمارات ، كتبه د . محمد أديب الجاجي . وتدرس المقرر د. ليلى .

الفصل الأول: اليمن والحجاز (كاملاً).

الفصل الثاني: العراق (كاملاً)

الفصل الثالث: الأدب في بلاد الشام ومصر والمغرب، المقرر منه ما يلي:

_ الأدب شعرا ونثرا في بلاد الشام ومصر والمغرب  _ الشعر والحروب التترية

_ المديح والشعر الحماسي     _ النسيب والغزل

الفصل الرابع : المقرر منه ما يلي:

الفنون النثرية المستحدثة: _ المديح النبوي  _ الشعر الصوفي    منشورات دار الكتاب الجامعي، ط1، 2006

أدب ونصوص 4 ، الأدب في عصر الدول والإمارات ، كتبه د . محمد الجاجي وتدرسه أ.هند العيسى    

الفصل الأول: اليمن والحجاز (كاملاً).

الفصل الثاني: العراق (كاملاً) 

_الفصل الثالث: الأدب في بلاد الشام ومصر والمغرب، المقرر منه ما يلي:  الأدب شعرا ونثرا في بلاد الشام ومصر والمغرب  _ الشعر والحروب التترية. _ المديح والشعر الحماسي     _ النسيب والغزل

- الفصل الرابع : المقرر منه ما يلي:

الفنون النثرية المستحدثة: _ المديح النبوي _ الشعر الصوفي     منشورات دار الكتاب الجامعي، ط1، 2006

أحواله اﻻجتماعية :

وفضيلة الدكتور متزوج ولديه من الأوﻻد والبنات (11) ولداً برز من أبنائه :

د. خنساء الجاجي : مواليد حلب عام  1969 درست في مدرسة أم حبيبة الثانوية، ثم تابعت تحصيلها العلمي، فحصلت على شهادة الدكتوراه في الأدب الحديث عام 2008 تحت عنوان شخصيات روايات نجيب الكيلاني .

والأخت خنساء متزوجة من طبيب، وتقيم في بيشاور ومن كتبها :

قصص الحيوان في القرآن - أحمد بهجت نموذجاً .

دور القصة في إرساء العقيدة والأخلاق عند الطفل .

ومن أبنائه وفاء ، وفادية ، وحمود ، ورغد ، وفرات .

أخلاقه وصفاته :

تمتع شيخنا بحسن الخلق و اﻻتزان العقلي والعاطفي وكان مربياً فاضلاً ومجاهداً صادقاً، يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم ، اتصف بالتواضع فهو قليل الكلام ، فإذا تكلم ، نطق بالحكمة ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه متواضع حليم وقور جميل الطلعة لطيف المعشر شهد له كل من صحبه ...تعرض للإهمال والنسيان .

معالم تفكيره : أبرز صفات شيخنا الراحل هي أنه مرب ٍ فاضل ، كتب وحاضر وعلم ، وكان له اولاد وبنات وتلاميذ لايحصون كثرة ، وبرع الراحل في أدب الأطفال ووضع له قواعد وأسساً ، فهو يرى أن القصص الدينية هي الأكثر صدوراً ورواجاً بين كتب الأطفال في الدول العربية وهذا يوضح أهميتها ولكنها لم تنل بعد العناية الحقيقية الصحيحة الواجبة في معظمها . الخيال : ويرى أن قيمة الخيال في المنظور الإسلامي أنه يستمد مادته من عوالم حقيقية وواقعية سواء كان ذلك على مستوى المادة والقوانين المادية أم على مستوى العقل المسلم وركائزه الإيمانية الغيبية فما كان له علاقة بالواقع المادي ماضياً وحاضراً والقوانين الكونية فإنما يتكئ الخيال فيه باعتباره نصاً إسلامياً على كثير مما يتكئ عليه الخيال الواقعي في المجالات الأدبية الأخرى مما له علاقة بأدب الأطفال وغيره فالتاريخ وأحوال الأمم السابقة وقصص الطغاة ومواقف الأنبياء وأتباعهم وفي تتبع النبوءات والإشارات والرموز التي وردت في النصوص الإسلامية والربط بينها وبين الوقائع التي تصدقها وتؤيدها فإن ساحة الخيال في هذا المجال واسعة جدًا ..

وكان يهدف إلى تحديد الرواية الإسلامية للعمل الأدبي المقدم للطفل .

علاقة أدب الأطفال الإسلامي بالتربية :

ووضع المعايير التي يجب أن يتضمنها الأدب الموجه للأطفال :

يشير إلى ما حدده محمد أديب الجاجي (وهو من المهتمين بالأطفال وأدب الأطفال والرؤية الإسلامية لأدب الأطفال) من معايير تصلح لبناء وتقويم العمل الأدبي المقدم للأطفال، والتي حصرها في المعايير التالية:

المعيار الشرعي: لمطابقة النص الأدبي المقدم للأطفال للحقائق الشرعية والقيم العقدية والإيمانية.

المعيار العلمي: لمطابقة النص للحقائق العلمية الثابتة التي استقرت عليها نظريات العلوم في أحدث تحقيقاتها.

المعيار القيمي: لتقويم ما اشتمل عليه النص من القيم والاتجاهات كهدف يبنى عليه العمل الأدبي.

المعيار المرحلي: لمراعاة إعداد النص وفقاً لمرحلة النمو اللغوي والإدراكي للجمهور المستهدف.

المعيار الفني: لمراعاة تقديم القيمة أو المعلومة وفقاً للمواصفات الفنية والإبداعية للنوع الأدبي الموجه للأطفال، بما في ذلك مواصفات الإخراج الفني من جميع نواحيه.

المعيار المهني: لمراعاة تمتع المبدع بالثقافة الشاملة والموهبة المتألقة والخلفية المهنية اللائقة بكتابة النوع الأدبي وفق المعايير والمواصفات المقبولة.

معيار السلامة: أي سلامة النص الأدبي من كل ما يتناقض أو يتنافى أو لا ينسجم مع المعايير اللازمة.

المعيار النقدي: الذي يضعه الأديب الناقد بين يديه وهو يحكم على "النص" أو يقومه في ضوء ما سبق من المعايير والمواصفات.

وهي تشكل مجموعة من المعايير وقواعد النقد يمكن الإفادة منها في مجالي الإبداع للطفل وتقويم ما يُنتج له من ألوان الأدب والثقافة.

القصص  المصورة :

وبالرغم من شيوع هذا النوع من أدب الأطفال في العالم الغربي، إلا أن الأدب التربوي العربي لا يتعامل معه كنوع مستقل من أنواع أدب الأطفال. فقد تحدث الجاجي (1999) عن القصص المصورة التي نشرت من قبل شركات النشر العربية والعالمية مثل (مكتبة لبنان-ليديبرد) على أنها حكايات وقصص من الأدب المترجم المكتوب للأطفال ما بين الثالثة والثامنة.

مؤلفاته : 1-أدب الأطفال في المنظور الإسلامي دراسة وتقويم - دار عمار – الأردن –عام 1998م .    2-الاتجاه الأخلاقي في تعليم الأدب ونصوصه - صدر عام 1999م .

3-النسق القرآني . 4-الأدب الإسلامي .

وفاته :

توفي صباح الجمعة 12شباط 2016 .ودفن في مقبرة سحاب في عمان عاصمة الأردن وهو ثالث مراقب عام يدفن في الأردن بعد د. حسن هويدي ، وعدنان سعد الدين .

رحمه الله تعالى رحمة واسعة

أصداء الرحيل :

 إخوان مصر ينعون المراقب العام الأسبق في سوريا :

( نعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، مساء اليوم الجمعة، المراقب العام الأسبق لإخوان سوريا، محمد ديب الجاجي، الذي وافته المنية فجر اليوم، بالعاصمة الأردنية عمّان. وقالت الجماعة في بيان، اطلعت عليه الأناضول، "بقلوب مفعمة بالرضا، والإيمان ننعي للأمة الإسلامية، ولشعب سوريا الأبي، الدكتور محمد ديب الجاجي، المراقب العام الأسبق لإخوان سوريا، بعد معاناة مع المرض، في العاصمة الأردنية عمّان، فجر اليوم الجمعة".

ويعد الجاجي أحد أهمّ أركان الإخوان المسلمون في سوريا، والتي تأسست في ثلاثينيات القرن العشرين. ويلقب محمد ديب الجاجي، بأبي الطاهر، وتولى مسؤولية المراقب العام للجماعة عام 1985 لمدة ستة أشهر، وهو من مواليد مدينة معرة النعمان في ريف إدلب، عام 1936، وعاش في الأردن إلى حين توفي فيها. وكان أول مراقب عام للإخوان في سوريا، مصطفى السباعي بين عامي 1945 و1964.

وتعرض إخوان سوريا لحملات تصفية، واعتقال ومصادرات واسعة، على يد حزب البعث الحاكم في البلاد، كان أبرزها مجزرة حماة 1982، التي "تعد أوسع حملة عسكرية، شنها النظام السوري ضد الإخوان، وأودت بحياة عشرات الآلاف من أهالي المدينة وبدأت في 2 فبراير/ شباط عام 1982 واستمرت 27 يوماً، تحت قيادة العقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد".

وقد نعاه الأستاذ عمر مشوح، الناطق الإعلامي  فقال : ‏‎( تنعى جماعة الإخوان المسلمين في سورية المراقب العام الأسبق الأخ المجاهد الدكتور محمد ديب الجاجي (أبو الطاهر) والذي وافته المنية صباح اليوم في مدينة عمان بالأردن ، وسوف تتم الصلاة عليه بعد صلاة الجمعة بمسجد عائشة بمنطقة عبدون .

وإنا لله وإنا إليه راجعون

تعزية رابطة العلماء السوريين :

انتقل الى رحمة الله تعالى الأخ الكبير الداعية المربي الشيخ الدكتور:

محمد ديب الجاجي أبو الطاهر و( أبو عابد ) في صباح الجمعة 3 جمادى الأولى 1437 في مدينة عمان بالأردن عن عمر تجاوز الثمانين رحمه الله رحمة واسعة.

أمضى عمره في خدمة دينه ودعوته، جاهد ، وهاجر، ودعا وصبر،

وكانت حياته حافلة بالعطاء ، وعرف بحصافة الرأي وبعد النظر

وعفة النفس وطهارة القلب .

عاش مهاجرا في عمان، ثم في بلاد اليمن، وتابع دراسته ليأخذ درجة الدكتوراه في اللغة : ( النسق القرآني - دراسة اسلوبية ) .

وتتقدم رابطة العلماء السوريين بخالص العزاء والمواساة لأهله وإخوانه ومحبيه .

وإنا لله وإنا إليه راجعون .

اللهم وسع مدخله وأكرم نزله ،واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .

اللهم اجعل يا رب قراه منك الجنة فإنه نزل ضيفا عليك .

اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله.

وأثنى عليه كل من عرفه :

حيث مدحه الشيخ حسن عبد الحميد (الباب) فقال : ( هو قائد الدعوة والمراقب العام محمد أديب الجاجي المجاهد الصادق الصدوق المخلص الوفي من منا لا يذكر فضله، وينسى جهوده...شافاه الله وعافاه، وأمد في عمره  .

وأشاد بجهوده الأستاذ مصطفى البيراوي الذي عرفه عن قرب في دار المعلمين في حلب .

وكتب د.مصطفى رضوان يقول :

رحم الله الشيخ الدكتور أبا الطاهر رحمة واسعة فقد كان صاحب سياسة فهو السياسي المحنك والأديب المتمكن ...حصل على الماجستير برسالة في أدب اطفال وحصل على الدكتوراه في البلاغة من جامعة صنعاء ودرس هذه المادة في جامعة عمران بضع سنوات ثم درس في جامعة الأندلس ثم في المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وترك اليمن قبل سنوات قليلة وسكن عمان له كتابات طيبة في البديع جعل الله مأواه الفردوس الأعلى اللهم تحرمنا أجره ﻻ تفتنا بعده واغفر لنا وله يا كريم حياة الشيخ الدكتور غنية وتحتاج الى مجال أوسع.. رحمه الله...

وتحدث عنه فضيلة الدكتور محمد وليد حياتي :

( سبحان الله ... الأخ الكبير أبو عابد هو الأخ الوحيد من إخوتنا الكبار القادة لم يكتب لي وله أن نلتقي طوال ثلاثين سنة إلا لقاءات محدودة يعني بعد عام 81 في المهجر ... الى أن قدر الله أن نجتمع في اليمن وكان قد نال حينها شهادة الدكتوراه وبدأ التدريس في المعاهد والجامعات اليمنية في صنعاء وكان عملي في جامعة البيضاء في اليمن أيضا... ومع اعتلال صحته كان يدرس وكنا نزوره مع ثلة من الإخوة في المشفى أو في بيته ... كان دائم النداء للدعوة والغيرة على هذه الجماعة .... وأذكر أنه لما حضر لانتخابات رابطة الأكاديميين السوريين وانتخبني إخواني وهو منهم منسقا عاما للرابطة أنه كان غير راض عن منظمات المجتمع المدني بتركيبتها الجديدة وتسريحتها المغرية ...وقال لم لا تكون هذه الهيئات ضمن قوالبنا التنظيمية لتقويها وتدعمها ... كان رحمه الله فصيح اللسان جريئا في قول الحق يحمل هم الجماعة رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته في عليين وكتب له أجر ما بين مولده ومكان موته في غربته مهاجرا مجاهدا في سبيل الله إنه سميع مجيب .) .

وتحدثت عنه الأخت ميسون محمد الحسناوي فقالت : ( رحمه الله وغفر له كانت هجرته في الثمانينيات مع الوالد سيرا على الأقدام من سورية إلى تركيا كما ترافقنا وعائلته الى مهجرنا للأردن لنعيش الغربة ونتقاسم همومها سوية ....) .

وتحدث عنه أحد إخوانه :

انتقل الى رحمة الله تعالى اخونا الكبير الشيخ الدكتور محمد ديب الجاجي أبو الطاهر ( أبو عابد ) اليوم في عمان رحمه الله رحمة واسعة

غادرنا من دنيا فانية الى دار باقية عن عمر تجاوز الثمانين قضاها رحمه الله في خدمة دينه ودعوته جاهد وهاجر ودعا وصبر وشاء الله ان يرى ثورة شعبنا التي استبشر بها خيرا رغم ان الكثير من المخاوف كانت تتناوب عليه حيالها

حياته حافلة بالعطاء لهذه الجماعة كان أحد أهم أركانها وقياداتها وتسلم قيادة الجماعة كمراقب عام لفترة وجيزة اراد الآخرون سامحهم الله أن تكون كذلك على الرغم انه يمتلك من الفكر وحصافة الرأي وبعد النظر ما لا يمتلكه الكثيرون ولو ان عنده شيء من الأناة قد تبدو للبعض أنها نوع من التردد في اتخاذ القرار وما كنت أراها هكذا .

كان يمتلك من عفة النفس وطهارة القلب ما يعرفه المقربون منه ويحسونه عليها

عاش بيننا فترة ثم ابتعد عنا في بلاد اليمن بلد الحكمة، وكان لديه من حب العلم والدأب ما جعله يتم دراسته ليأخذ درجة الدكتوراه عن موضوع دقيق في اللغة وحول القرآن الكريم دستور المسلمين ومنهاجهم ( النسق القرآني - دراسة اسلوبية ) نال عليه هذه الدرجة بتفوق وكان المشرفون عليه يخجلون منه ومن علمه وسنه واجتهاده .

ثم شاءت الأقدار أن يأتينا إلى عمان للإقامة ، وكان لي نصيب من اللقاء المتكرر به وزيارته بشكل شبه منتظم للاستفادة من تجربته في الدعوة وعلمه وخبرته ونتناقش في أمور جماعتنا والدعوة بشكل عام نكون فيها مستمعين حينما يتكلم فهو كنز من المعلومات في هذا الشأن على الرغم أنه كان قليل الكلام كثير الاستماع لكن إذا استطعت أن تجبره على الكلام ان جاز التعبير، فستسمع منه كلام العالم الخبير المجرب الذي يعطيك زبدة لا تجده في كثرة كلام البعض الذي لا تستطيع أن تجمع شتات تفكيرك معه لتأخذ خلاصة مفيدة نعم ما تسمعه من أخينا أبا الطاهر رحمه الله لا تسمعه من غيره

نعم لقد أحببت أخانا أبا عابد حباً حقيقياً، لأنه يحب لمن اقترب منه، وتكلم معه وسمع منه ، وكنت أحس بذات الشعور نحوي من الأخ الحبيب .

مرض -رحمه الله- وكان بداية الأمر مرضاً بسيطاً طبعا تجاوز الثمانين من عمره وكلنا يعلم أن الجسم يضعف، وتخور شيء من قواه لكن كنا نراه ورأيناه وزرناه وبعد أن تماثل للشفاء، وفرحنا بذلك انتكس، وأمضى أيامه الأخيرة بين المستشفى والبيت ولم استطع أن أراه خلال هذه الفترة، وكانت غصة لي ستبقى لأنني لم أره ولم أواسه ولو أن الأمر ليس باليد وهذه أقدار الله التي نؤمن بقضائه وقدره راضين بهما .

يكتب الكثير عن أخينا أبي الطاهر، ويجب أن يكتب المقربون عنه أكثر ليعرف الناس والأخوة جوانب من شخص أخينا الحبيب لا يعرفونها ولعل البعض كانت بينه وبين تلك المعرفة حواجز أثرت في نفسية بعض الأحباب من إخوان تجاه الحبيب الراحل .

ختاماً خالص العزاء والمواساة لأهل أخينا وأولاده وآل الجاجي أينما كانوا ...

كما نعزي أنفسنا نحن فهو بمثابة الوالد والأخ الكبير لنا، ونعزي أيضاً جماعة الإخوان المسلمين عامة ، وفي سوريا خاصة على فقد أخ كبير من رجالاتها

والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وانا على فراقك يا أخانا أبا الطاهر لمحزونون ولا نقول الا ما يرضي ربنا انا لله وانا اليه راجعون ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

اللهم وسّع مدخله، وأكرم نزله ، ولقنه حجته واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .

اللهم إن كان محسناً، فزد في إحسانه وإن كان مسيئاً، فتجاوز عن سيئاته، ولقنه منك الرضا .

واجعل يا رب قراه منك الجنة فإنه نزل ضيف عليك

اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله .

ملاحظة : للإخوة المقيمين في الأردن -عمان .

ستكون الصلاة عليه بعد صلاة الجمعة في مسجد عائشة في عبدون والدفن في مقبرة سحاب الإسلامية .

ونعته أختنا الفاضلة د. خنساء الجاجي على صفحتها فقالت : (( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون... اللهم إنا نشهدك أن والدنا محمد أديب الجاجي عبدك الفقير إلى رحمتك ، المقبل عليك ، العاجز بين يديك ، كان لنا نعم الوالد ونعم المربي، فلقد علّمنا يومياً الإخلاص لك بعمله قبل قوله، والخوف والخشية منك، والرغبة في ثوابك، وكان ماعلِمناه شجاعاً لا يخاف في الله لومة لائم ، ولا يجامل في دين الله، كريماً سخياً بوقته وجهده وماله وعواطفه، وقافاً عند حدود الله، عالماً عاملاً، لم تغره الدنيا وتفاهاتها، ولم ينشغل قلبه بغير العمل للآخرة، لم نكن نحن فقط أولاده الأحد عشر من تشرفوا بالتربية على يديه، بل ربى جيلاً من شباب الدعوة الإسلامية، فتعرفه مدارس حلب الثانوية، وتعرفه جلسات الإخوان في حلب وإدلب وعمان وصنعاء، يربي بعلم وفقه وحكمة وصبر وأناة، يشجع من أحسن، ويثني عليه، ويأخذ بيد من عثر ويقيله، ويلتمس له العذر، ويسامح، ويعفو، ويصفح، يمنع من يغتاب في حضرته، ويرشد ويدل على طريق الله بكل مناسبة وفي كل حين، صبر وأوذي وهاجر في سبيل الله، كان لنا نعم الوالد، ونعم المربي، ونعم الناصح، كثير البكاء عند تلاوته لكلام الله، اللهم فارحمه، واغفر ذنبه، وتجاوز عنه، وأحسن نزله، وثبته عند السؤال، وآنس وحشته في أول منزل له في الآخرة، ووسع له في قبره واجعله روضة من رياض الجنة، واجعل صبرنا على فقده في ميزان حسناته، واجمعنا به في عليين،  وتقبل دعاءنا أجمعين.

 واجعله ممن قلت فيهم : ( ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله، وكان الله غفوراً رحيماً) اللهم فإنه قد خرج من بيته مهاجراً إليك وأدركه الموت ولم يتراجع عن طريقك شعرة فاغفر له وارحمه..

دمعة وداع ! : على الأخ الكبير الدكتور محمد أديب الجاجي :

 كتب الشاعر يحيى بشير حاج يحيى يقول : (رحمك الله أبا عابد ! اتفقنا، واختلفنا ، وفي كل مرة كنا نجد مكاناً لنا في قلبك الكبير ، يسعنا في الحالتين !!

ومضى الأديبُ ! وكلُّنا ماضونا – ولرحمةٍ  من ربّنا راجونا !

د.عبد الجبار الزيدي :

أحسن الله عزاءكم بأبي الطاهر ، وقد أممت الناس اليوم في جامعة الزهراء بعد صلاة الجمعة فصلينا عليه صلاة الغائب . نسأل الله أن يكرم مثواه . آمين

وقال الأستاذ ملهم الدروبي :

وترجل فارس آخر، فضيلة الشيخ محمد أديب الجاجي أبو عابد، مراقب عام سابق في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، يغادرنا إلى ربه، قبل أن تكتحل عيناه بالنصر في وطنه، رحمك الله أبا عابد، وجمعنا معك في جنات النعيم مع الأنبياء والصديقين والشهداء

مصادر الترجمة : 1-معلومات من الأخت الدكتورة خنساء الجاجي . 2-معلومات من د. مصطفى رضوان . 3-كلمة للشيخ حسن عبد الحميد عن الحركة الإسلامية في إدلب . 4-موقع إخوان ويكي . 5-مواقع على الشبكة العالمية

وسوم: العدد 655