الشهيد الدكتور عبد الستار الزعيم

شهيد الأسبوع الرابع من شوال 1399 هـ

شاب في الثلاثين، فيه الذكاء والبطولة والشهامة والفداء والتضحية، والعمل المتواصل، والآفاق البعيدة، والنظر الثاقب، والعقلية الإستراتيجية، والقدرة الفائقة على (التكتيك)، والجرأة الهائلة في العمليات الجهادية، والمهارة التي لا تبارى في التخطيط والتنظيم، والعبقرية الفذة في التنظير السياسي والعسكري، مع قلب أسد، وعيني نسر، وجمال يوسف، وعفة ماء الغمام، وزهد الزهاد، وتقوى الورعين، ونضارة أهل الجنان.

ذلك هو عبد الستار الزعيم شهيد هذا الأسبوع الذي سيعرفه الناس كثيراً، والذي ستكتب فيه آلاف الصفحات، وتعجز عن أن تعطيه حقه، وهو الذي كان أسطورة في بدايته وأسطورة في نهايته.

استشهد صاحب الحياة التي ليس فيها محل إلا لعلم، أو لتدريب، أو لجهاد، حين أتيحت له فرص جهاد. الرجل الذي لأرض فلسطين معه ذكريات، ولسوريا معه حديث لن ينتهي.. الرجل ستعرفه الأمة الإسلامية يوم تقيم أبطالها على أنه جوهرة عقد شهدائها في القرن الرابع عشر الهجري.

لقد استطاع هذا الشاب الناشئ في طاعة الله أن يهتك عقدة الخوف يوم خاف الناس، وأن يقدح شرارة الثأر يوم ماتت المروءات. وأن يحيي روح الاستشهاد بعد أن خَبَتْ عند الكثيرين، وأن يجعل أفظع أنظمة العالم خيانة وإرهاباً يترنح تحت ضرباته الربانية الصاعقة التي أوقفت الطغيان أمام جبل الثبات والتحدي.

إذا كان دم الشهادة وحده أنشودة الحياة

وإذا كان الشهداء هم حُداةُ ركب الجنة،

فإن "عبد الستار الزعيم" من سادة الشهداء، لا لأنه استشهد على أروع ما يكون الاستشهاد بل لأنه أطلق آفاق الاستشهاد للملايين في هذا العالم البائس. وسيرى الذين قتلوه، أو فرحوا بقتله، أن هذا الشهيد لم يذهب إلا بعد أن سطر في تاريخ هذا العالم سجلاً طويلاً، سجلاً لملايين الشهداء الميامين الذين سيحطمون كل القيود والأطواق الحديدية، وسيفجرون كل العراقيل، وسيخمدون نار الكفر والطاغوت، وسيجعلون هذا العالم محكوماً بكلمة الإسلام من جديد.

"وإن غداً لناظره قريب"

رحمة الله عليك "أبا حسين" في عِلِّيين، وهنيئاً لك جوار ربك الكريم. ويا إخوانه الذين ساروا معه لا تجزعوا لفقده. ويا أعداءه ترقبوا عطاءه، فلقد أنجب (أبو حسين) من بعده ما يغيظكم. وسترون.

وسوم: العدد 667