الشيخ عبدالعزيز بن أحمد الديريني
هذه كلماتٌ في التعريف بالعالم الصالح الشيخ الكبير عبدالعزيز بن أحمد الديريني[1]:
اسمه وولادته:
هو عبد العزيز بن أحمد بن سعيد، عز الدين الدميري المعروف بالدِّيريني[2]، نسبة إلى دِيرين - وهي بلدة بمصر من أعمال الغربية -[3].
ولد سنة 612 أو 613[4] أو في حدود سنة620[5].
♦♦♦♦
شيوخه:
قال ابنُ قاضي شهبة:
«وأخذَ عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام[6] وغيره ممَّن عاصره، ثم صحب أبا الفتح بن أبي الغنائم الرسعني[7] وتخرَّج به»[8].
وقد ذكر هو شيوخَه في أرجوزتين، أوردهما ابنُ الملقن في "طبقاته"[9].
♦♦♦♦
قالوا فيه:
• قال ابنُ سيد الناس: «كان شيخاً صالحاً من أهل العلم، والفضل، والصلاح»[10].
• وقال أبو حيان الأندلسي: «كان رجلاً متقشفاً مخشوشناً، من أهل العلم، يتبرَّك الناسُ به[11].
رأيتُه مراراً وزرتُه بالقاهرة، وكان كثيرَ الأسفار في قرى مصر يفيد الناس وينفعهم، وله نظر[12] كثيرٌ في غير ما فنٍّ، ومشاركةٌ في فنون شتى»[13].
• وقال الصفدي: «الشيخ القدوة الصالح»[14].
• وقال المطري المدني: «العلامة الأوحد، الإمام القدوة الزاهد، الفقيه، أحد المشايخ المشهورين، والأئمة المذكورين، في التفسير وعلومه، والعربية والتصريف والمعاني والبيان واللغة والعروض، إمامٌ في مذهب الإمامين الشافعي والمالكي، خبيرٌ بهما...»[15].
• وقال تاج الدين السبكي: «الشيخ الزاهد القدوة العارف، صاحب الأحوال والكرامات والمُصنَّفات والنظم الكثير... وكان سليمَ الباطن، حسنَ الأخلاق.
حُكِيَ أنه دخل إلى المحلة الغربية في بعض أسفاره، وعليه عمامة متغيرة اللون، فظنَّها بعضُ مَنْ رآه زرقاء[16]، فقال: قل: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله. فقالها، فنزع العمة من رأسه، وقال له: اذهبْ إلى القاضي لِتُسْلِمَ على يديه. فمضى معه وتبعهم صبيانٌ وخلقٌ كثيرٌ، على عادة مَنْ يُسْلم، فلما نظره القاضي عرفه، فقال له: ما هذا يا سيدي الشيخ؟!
قال: قِيلَ لي: قل الشهادتين. فقلتُهما، فقيل لي: امضِ معنا إلى القاضي لتنطق بهما بين يديه، فجئتُ»[17].
• وقال الإسنوي: «كان عالماً صالحاً، سريعَ النظم»[18].
• وقال ابن الملقن: «الشيخ الزاهد القدوة، ذو الأحوال المذكورة، والكرامات المشهورة، والمُصنَّفات الكثيرة، والنظم الشائع»[19].
• وقال المُناوي: «عالمٌ عاملٌ، وأديبٌ كاملٌ، وعابدٌ يُمْنُهُ شامل، وزاهدٌ يُشارُ إليه بالأنامل»[20].
♦♦♦♦
مؤلفاته:
له مُؤلَّفات كثيرة، وكان مِنْ شأنهِ أنَّ كل كتابٍ صنَّفه في بلدٍ تركه فيها ولا يحمله[21]، ولعل هذا هو السبب في عدم ذكر عددٍ منها في مصادر ترجمته. ومنها:
• إرشاد الحيارى في ردع مَنْ مارى في أدلة التوحيد، ورَدِّ النصارى.
ذكره البغدادي. مطبوع.
• أركان الإسلام في التوحيد والأحكام.
ذكره الحاج خليفة وقال: «ذكر فيه الاعتقادَ ثم العملَ على المذاهب الأربعة»، وذكره البغدادي ثم ذكر: كتاب الأركان، وهو نفسه. مخطوط
• أنوار المعارف وأسرار العوارف.
ذكره ابن قاضي شهبة.
• الأنوار الواضحة في معاني الفاتحة.
ذكره الحاج خليفة. مخطوط.
وحققه وطبعه من قريب الشيخ الدكتور حمزة البكري.
• التنبيهات الحسان في معنى الإحسان.
مخطوط في مكتبة مكة المكرمة.
• التيسير في علم التفسير.
أرجوزة تزيد على (3200) بيت.
ذكره ابن قاضي شهبة، ومن قبله السبكي: تفسير منظوم في مجلدين. مطبوع
• الدرر المُلتقطة في المسائل المختلطة.
ذكره الشعراني وقال: «أفتى فيها على المذاهب الأربعة، فلولا اطلاعُه على مستندات الأئمة ما كان يسوغ له أنْ يفتي على مذاهبهم كلهم»[22].
وقال الزركلي: «أجاب فيه على مسائل سُئِلَ عنها في العبادات والمعاملات على مذهب الشافعي»! مخطوط.
• الروضة الأنيقة في بيان الشريعة والحقيقة.
ذكره الحاج خليفة وقال: «مختصر على أبواب وفصول، ذكر فيها [مستنكراً] خلوة الشيوخ مع النسوان، وبيعتهن منهم، ونحو ذلك».
• طهارة القلوب في ذكر علَّام الغيوب.
ذكره السبكي بهذا العنوان، وسماه الحاج خليفة: طهارة القلوب والخضوع لعلام الغيوب. مطبوع
• قلادة الدر المنثور في ذكر البعث والنشور.
ذكرها البغدادي.
• الكفاية تفسير القرآن العظيم.
مختصر من كتاب الهداية لبلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب.
ذكره بروكلمان. وهو مخطوط في خزانة القرويين بفاس.
• مقدمة في أصول الدين. نظم
ذكره ابن الملقن في "العقد المذهب".
• المصباح المنير في علم التفسير.
ذكره الإسنوي وقال: في مجلدين[23].
• المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى.
طبع بهذا العنوان.
ذكره ابن قاضي شهبة باسم: تفسير أسماء الله الحسنى، والحاج خليفة باسم: شرح...
• المورث لمشكل المثلث لقطرب.
ذكره البغدادي. مخطوط.
• الميزان الوفي في معرفة اللحن [الجلي و] الخفي.
ذكره البغدادي، وهو نظم مخطوط في مكتبة مكة.
• نظم «التنبيه» لأبي إسحاق الشيرازي.
ذكره السبكي، وسماه البغدادي: دقائق التنبيه في نظم التنبيه. وهو خطأ فـ «دقائق التنبيه» كتاب آخر ذكره الحاج خليفة بعد ذكره «نظم التنبيه» فنقل البغدادي عنه ولم يدقق!!
• نظم السيرة النبوية.
ذكره الإسنوي، وأفاد الحاج خليفة أنه نظم سيرة ابن هشام.
• نظم غريب القرآن.
ذكره السبكي.
• نظم «الوجيز» للغزالي في قريبٍ من خمسة آلاف بيت على حرف الراء.
ذكره الصفدي، وقال: وهو نظم مُتمكّن. وأورد أربعة أبيات منه. وذكره السبكي، وابن قاضي شهبة وقال: يزيد على (5000) بيت.
• نظم «الوسيط» للغزالي. شرع فيه
ذكره ابن قاضي شهبة.
• الوسائل الإلهية والرسائل المحمدية.
كان هذا الكتاب مِنْ مصادر أبي الفتح محمد بن محمد الإسكندري في كتابه «الكشف والبيان عن صفات الحيوان» وقال: هي ثمان وخمسون قصيدة على حروف المعجم، قصيدة إلهية وقصيدة محمدية[24].
وذكره ابن قاضي شهبة مختصراً باسم: الوسائل والرسائل وقال: في التوحيد. مخطوط
وذَكَرَ بروكلمان ومحمد رضا كحالة له آثاراً أخرى، وذُكِرَ في "خزانة التراث" ما لم يُذكر، وليس الاستقصاء من غرضي هنا فأكتفي بهذا القدر.
مؤلفات منسوبة إليه:
• شرح التعجيز مختصر الوجيز لابن منعة في الفروع.
ذكره البغدادي، وهو خطأ منه في نقله عن الحاج خليفة، ذلك أنَّ الحاج خليفة ذكر هذا الكتاب «التعجيز» في ذكره مَنْ خدم الوجيز. ثم قال: «ونظمه» أي نَظَمَ الوجيز فَظَنَّ البغدادي أن الضمير يعود على «التعجيز».
أما قوله «شرح التعجيز» فلا أدري كيف حصل!
• غاية التحرير في نسب ... الرفاعي الكبير. مطبوع
وهذا لم يعرف في مؤلفاته، وفي نسبته إليه نظر!
• مدخل الفقه واللسان إلى ميدان المحبة والعرفان.
ذُكِرَ في صفحةٍ في آخر نسخة خطية من «تفسير العلوم والمعاني المستودعة في السبع المثاني» للأقليشي، ونُقِلَ منه ستة أبيات.
وللشيخ أحمد بن إبراهيم الواسطي الشهير بابن شيخ الحزاميين (657-711هـ) كتابٌ بهذا العنوان، وقد طُبِعَ[25]، وليس فيه الأبيات الستة المشار إليها، فالله أعلم بحقيقة نسبة كتابٍ بهذا العنوان للديريني.
♦♦♦♦
شعره:
كان له نظم كثير، في أغراضٍ شتى، علمية تعليمية، ودعوية إرشادية، وغير ذلك، وانظر نماذج من شعره في "مسامرة الندمان ومؤانسة الإخوان"[26]، و"الوافي بالوفيات"[27]، و"طبقات الشافعية الكبرى"[28]، و"العقد المذهب"[29]، و"طبقات الأولياء"[30].
ونسب إليه المناوي الأبيات التي أولها:
تزوجتُ اثنتينِ لفرطِ جهلي[31]
وهو خطأ. فالأبيات قديمة.
وللتمثيل على ذلك أذكرُ ما رواه أبو حيان الأندلسي:
وعن صحبة الإخوان والكيمياء خُذْ
يميناً فما مِنْ كيمياءَ ولا خِلِّ
لقد دُرتُ أطرافَ البلاد بأسرها
وعانيتُ مِنْ شغلٍ وعاينتُ مِنْ شكلِ
ولم أرَ أحلى مِنْ تَفرُّد ساعةٍ[32]
مع الله خالي البال والسر والشغلِ
أناجيه في سرِّي وأتلو كتابَهُ
فأشهدُ ما يُسْلي عن المال والأهلِ[33]
♦♦♦♦
وفاته:
اختُلِفَ في تحديد وفاته على أقوال:
• سنة 688هـ. قال هذا ابنُ سيِّد الناس، وتابعه الذهبي في "تاريخ الإسلام".
• سنة 689هـ. قاله ابن حبيب.
• في حدود سنة 690هـ. قاله السبكي في "الوسطى"، وابن الملقن في "العقد المذهب".
• سنة 694هـ. قاله السبكي في "الكبرى"، والمُناوي ثم قال: «وقيل: سنة 689، وقيل: 690، وقيل غير ذلك»، وذكره الحاج خليفة في موضعين.
• سنة 697هـ. ذكره الإسنوي وصوّبه، وابن الملقن في "طبقات الأولياء"، والسيوطي، والشعراني، والبغدادي في "الهدية"، والحاج خليفة في ستة مواضع.
• سنة 699هـ. قاله ابن العماد.
[1] مصادر ترجمته التي وقفتُ عليها، ورجعتُ إليها:
• الأجوبة لابن سيد الناس (2/ 275).
• تاريخ الإسلام للذهبي (10/ 609) وقد اعتمد على الأول.
• الوافي بالوفيات للصفدي (18/ 468-469).
• ذيل طبقات الفقهاء الشافعية للمطري المدني ص 99 (طبع منسوباً إلى العبادي!).
• طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (8/ 199-208).
• الطبقات الوسطى له أيضاً (الورقة 219).
• طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 269).
• تذكرة النبيه لابن حبيب (وفيات سنة 689هـ)، (1/ 130).
- العقد المذهب في طبقات حملة المذهب لابن الملقن ص 381.
• طبقات الأولياء له أيضاً ص447 ثم 521-533.
• طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/ 181-182).
• حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة للسيوطي (1/ 421).
• طبقات المفسرين للداوودي (1/ 310-312).
• الطبقات الكبرى للشعراني (1/ 202-203).
• الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية للمناوي (2/ 444-446).
وله ذكر في (2/ 389، 438، 439، 463، )، (4/ 424،167).
• شذرات الذهب في أخبار مَنْ ذهب لابن العماد (7/ 784-785).
• طبقات المفسرين للأدرنوي ص 256.
• كشف الظنون للحاج خليفة (1/ 942، 749، 492، 195) و (2/ 2003 ، 1389،1118، 1034، 1012). وتحرفت فيه نسبته "الديريني" إلى "الديري" في ستة مواضع!!
• هدية العارفين للبغدادي (1/ 580-581).
• إيضاح المكنون له أيضاً (1/ 60)، (2/ 604،494).
• جامع كرامات الأولياء للنبهاني (2/ 173).
• معجم المطبوعات العربية والمعربة لسركيس (1/ 900-901).
• السِّرُّ المصون على كشف الظنون للعظم ص163-164.
• تاريخ الأدب العربي لبروكلمان (القسم الرابع 7-8 ص437-440).
• الأعلام للزركلي (4/ 13) و(4/ 18) ظنَّه اثنين.
• معجم المؤلفين لكحالة (2/ 157).
• معجم المفسرين لنويهض (1/ 285-286).
• ترتيب الأعلام على الأعوام لظاظا (1/ 444) وقد انتبه المؤلِّف لخطأ الزركلي.
• الفهرس الشامل (التفسير) (1/ 344-346).
• مختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا لرمضان ششن ص425.
• وقال السخاوي في الجواهر والدرر (3/ 1270): «أُفردت ترجمة الشيخ عبد العزيز الديريني فيما قيل. بل وأشارَ هو إلى مروياته ومصنفاته في قصيدته التي أولها:
إلهي أَعِنْ عبدَ العزيز بنَ أحمد على الدين والدنيا وساعِدْهُ في غدِ»
[2] الوافي بالوفيات (18/ 468).
[3] طبقات الشافعية للإسنوي (1/ 569).
[4] طبقات الشافعية الكبرى (8/ 199)، وعلى التاريخ الأول اقتصر البغدادي في الهدية (1/ 580).
[5] ذيل طبقات الفقهاء الشافعية للمطري ص99.
[6] توفي سنة 660هـ.
[7] كذا هنا، وفي طبقات الداوودي(1/ 311) وشذرات الذهب(7/ 785). وهو قرشي واسطي، وترجمته في التكملة للمنذري في وفيات سنة 634 (3/ 457)، وقول الشعراني في ترجمته في الطبقات الكبرى(1/ 202) : مات في نحو 580هـ خطأ.
[8] طبقات الشافعية (1/ 181).
[9] انظر طبقات الأولياء ص 524-533.
[10]الأجوبة ضمن «أبو الفتح اليعمري: حياته وآثاره وتحقيق أجوبته»(2/ 275).
[11]البركة الزيادة، أي يزداد الناس إيماناً وصلاحاً واستقامةً برؤيته وسماع كلامه وتعليمه ودعائه لهم.
[12] كذا، ولعل الصواب: نظم.
[13] الوافي بالوفيات (18/ 468).
[14] السابق.
[15] ذيل طبقات الفقهاء الشافعية ص 99.
[16] ذكر ابن حبيب في تاريخه «تذكرة النبيه» (1/ 233) أن في سنة 700 «ألزم السلطانُ أهل الذمة بلبس الغيار، فلبست اليهود عمائم صفراً، والنصارى عمائم زرقاً...».
والظاهر أنَّ هذه العادة أسبق مِنْ هذا التاريخ، وأن الإلزام هو الذي كان في تلك السنة.
[17] طبقات الشافعية الكبرى (8/ 199-200).
[18] طبقات الشافعية (1/ 269).
[19] العقد المذهب ص 381 وطبقات الأولياء ص 447.
[20] الكواكب الدرية (2/ 444).
[21] الكواكب الدرية (2/ 445).
[22] الميزان ص60.
[23] وبذلك يكون له ثلاثة تفاسير، وكان الشعراني قد ذكر هذه التفاسير ضمن الكتب التي قرأها وذلك في مقدمة الميزان ص131 فقال: «وتفاسير عبد العزيز الديريني، كلاً منها مرات».
[24] انظر: المسارعة إلى قيد أوابد المطالعة ص120.
[25] انظره ضمن رسائل لقاء العشر الأواخر، المجموعة الرابعة (1423هـ - 2002م).
[26] انظر (330-335).
[27] انظر (18/ 468-469).
[28] انظر (8/ 201-208).
[29] انظر ص 381.
[30] انظر (521-533).
[31] انظر الكواكب الدرية (2/ 446).
[32] تحرّف هذا الشطر في شذرات الذهب (7/ 785) إلى: ولم أر خلاً قد تفرد ساعة!!
[33] الوافي بالوفيات (18/ 468).
وسوم: العدد 672