الزبير بن العوام .. فارس الإسلام

الشيخ حسن عبد الحميد

الزبير بن العوام :  صاحب السيف الصارم ، والرأي الحازم ، قاتل الأبطال ، وباذل الأموال 

أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وجار النبي عليه السلام في الجنة  ، ابن عمة رسول الله عليه السلام ، أمه صفية بنت عبد المطلب ، وزوجته أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم

الزبير : أحد الستة الذين رشحم عمر الفاروق رضي الله عنه للخلافة في وصيته عند مماته 

من السبعة الأوائل ممن أسلم بالنبي عليع السلام ، وعمره لم يتجاوز الخامسة عشر ، ولاقى العذاب الشديد

وكان من المقربين من المصطفى عليه السلام ، ومن المحبين له صلى الله عليه وسلم القائل ( إن لكل نبي حواريا ، وحواري الزبير ) ، والحواري هو خاصة الإنسان وناصره . 

كان أحد التجار الذين وهبوا كل مايملكون في سبيل الله حتى مات مدينا .

من أعظم الفرسان في التاريخ الإسلامي ، وشهد جميع الغزوات والمعارك مع النبي عليه السلام :

- في أحد خرج أحد كبار المشركين ، صاحب البنية القوية ، وقال من يبارز ، فلم يخرج أحدا ، فقفز الزبير وأسقطه من بعيره وقتله ، فكبّر المسلمين .

- في بدر نزلت بسيماه الملائكة ، فعن عروة بن الزبير قال : كانت على الزبير يوم بدر عمامة صفراء ، فنزل جبريل على سيماء الزبير، فكان الزبير أحد مغاوير الإسلام ، فقتل عبيدة بن سعيد بن العاص ، ونوفل بن خويلد ، والسائب بن عابد

- في غزوة الأحزاب قال صلى الله عليه وسلم ( من يأتيني بخبر القوم ) قال الزبير رضي الله عنه أنا يارسول الله

- في حنين شاهد الزبير مالك بن عوف قائد المشركين وزعيم هوزان يحوطه أصحابه يحمونه ، فتوغل بكل شجاعة بين الصفوف وزعزعها بنفسه وحيدا وفتح الطريق للمسلمين

- في اليرموك كان أفضل من شهدها ، واخترق يومئذ صفوف الروم من أولهم إلى آخرهم مرتين ، وكان جسده يمتلأ بالطعنات والجروح ، وكان شديد الولع بالشهادة .

- في واقعة الجمل عام ٣٦ هجرية 

عندما قُتل عثمان كان الزبير من المبايعين لعلي ، فذهب هو وطلحة للعمرة ثم للبصرة لينتقموا لمن قتل عثمان .

كان الزبير وطلحة وعائشة في صف ، وعلي رضي الله عنه في الصف الآخر ، انهمرت دموع علي عندما رأى أم المؤمنين عائشة في هودجها بأرض المعركة ، وصاح بطلحة : ياطلحة أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها ؟؟

وصاح : يازبير نشدتك الله ألا تذكر قول الرسول عليه السلام ( يازبير أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم ) فرد الزبير على علي رضي الله عنهما : نعم أذكر ، وكنت قد نسيته ، والله لا أقاتلك ، وعاد هو وطلحة ولم يشتركا في الحرب .

وعندما أبصرا عمار بن ياسر يحارب في صف علي تذكرا قول الرسول عليه السلام لعمار رضي الله عنه : ( تقتلك الفئة الباغية )

انسحب الزبير وطلحة من القتال ، ودفعا ثمن ذلك الانسحاب حياتهما ، وترصد لهما الأعداء ، لحق الزبير عمرو بن جرموز في وادي السباع القريب من البصرة فقتله وهو نائم وقيل وهو يصلي ، وأخذ سيفه ورأسه إلى علي ، يحسب أن عليا سيفرح بهذا الخبر ، فرفض علي رضي الله عنه مقابلته وقال للحاجب :

( بشر قاتل ابن صفية بالنار )

ولما جاؤوا بسيفه لعلي قبله وبكى وقال : 

سيف طالما والله جلا به صاحب الكرب عن رسول الله 

فذهب علي ودفن الزبير وطلحة ووقف يودعهما بكلمات جليلة فقال : 

إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال الله فيهم ( ونزعنا مافي صدورهم من غل أخوانا على سرر متقابلين ) الحجر ٤٧

وقال سمعت بأذناي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( طلحة والزبير جاراي في الجنة ) رواه الترمذي .

أوصى الزبير بن العوام ابنه عبد الله قبل مماته بقضاء ديونه قائلا له ( إذا أعجزك ديني فاستعن بمولاي ) 

قال ابنه : أي مولى تعني ؟؟ 

فقال الزبير ( الله نعم المولى ونعم النصير )

رضي الله عن الزبير ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، وجمعنا به في الجنان مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 682