عزيزة هارون
شاعرة سورية رقيقة وحساسة، وتُعدّ في طليعة الشاعرات السوريات، كافحت طويلاً في سبيل شعرها الذي سكبت فيه عواطفها وأحلامها وآمالها، وأودعته حبها وغربتها المريرة.
ولدت شاعرتنا في حي القلعة بمدينة اللاذقية، وتلقت تعليمها الأولي في منزل والدها، وتتملذت على يد صديق والدها سعيد مطرجي، فدرست علوم العربية والقرآن الكريم ولم تكمل تعليمها نتيجة للتقاليد والعادات التي كانت تمنع المرأة من المشاركة في الحياة الاجتماعية، فاعتمدت على نفسها وواصلت تعليمها بالاطلاع على التراث العربي والحركة الشعرية المعاصرة.
ذهبت شاعرتنا الكبيرة إلى دمشق وعملت أمينة مكتبة في "هيئة الإذاعة والتلفزيون" وأتاحت لها هذه الوظيفة أن تقرأ كثيراً وتتفرغ لنظم الشعر وإلقائه ببرنامج "شاعر ينشد" فطارت شهرتها وأقبلت عليها النوادي الأدبية تستضيفها في أمسياتها الشعرية، وفتحت لها الأبواب لتلقي قصائدها الوطنية والإنسانية والعاطفية، وبدأت النشر أوائل الأربعينات بمجلة "الصباح" الأدبية الدمشقية، ومجلة "التمدن الإسلامي" و"أصداء" و"الأديب والآداب" واتسم شعرها بالرومانسية والوجدان والرقة والبساطة والعفوية والأنوثة والتأثر بالطبيعة.
لشاعرتنا الكبيرة العديد من الأعمال الشعرية: ديوان: "عزيزة هارون"، قصائد عديدة منها: "بين عهدين" و"جميلة القصيدة الجديدة"، "الغابة"، "أغنيات للحب والأرض"، "غربة"، و"سنابل القمح".
ويتنوع شعرها بين الالتزام بالوزن والقافية، والكتابة على الشكل التفعيلي، وينتمي إلى تيار الشعر التفعيلي في التعبير عن الذات، والاهتمام بقضايا الوطن، ولها أناشيد على لسان أم فلسطينية، وأم جزائرية، وفي شعرها مسحة من الحزن، وتعبير عن ذاتها وتجربتها المؤلمة مع أوضاع المرأة في المجتمع العربي في عصرها.
توفيت شاعرتنا الكبيرة في شباط سنة 1986م في أحد مستشفيات دمشق إثر نوبة مرض مفاجئة.
وسوم: العدد 685