الشيخ الوزير الداعية عمر عودة الخطيب
(1345- 1424ه)
(1926- 2003م )
تمهيد لا بد منه :
حديثي اليوم يدور حول شخصية مشهورة ، فهي نادرة المثال ، لا يجود الزمان بمثلها إلا بعد مرور الأزمان، وكر الدهور ، إنها شخصية الشيخ الوزير الداعية عمر عودة الخطيب الذي نشأ، وترعرع في بيت عزّ وجاه ومكانية اجتماعية مرموقة، ويعتبر السيد عمر عودة الخطيب من الرعيل المؤسس لجماعة الإخوان المسلمين، ومن يقرأ رثاءه للإمام الشهيد حسن البنا يعرف من أي معدن من الرجال كان، إن هذا النموذج من الرجال قل نظيره منذ زمن بعيد، فكيف نجد مثله في مثل هذا الزمن الأغبر الذي تكلم فيه الرويبضة، وساد القوم أرذلهم، ...
نشأ الشيخ في ظل الاحتلال الفرنسي لسورية الذي سعى إلى تفتيت وحدة المسلمين في الشام وغيرها، فدعمت الطائفية ، وزرعت فكرة القومية العربية بين نصارى لبنان، فطالبوا بالانفصال عن الخلافة العثمانية، فاستغلت بريطانيا مشاعر العرب المتنامية ضد العثمانيين لتحقيق مآربها في القضاء على الخلافة، فحصل مقصودهم، وسقطت الخلافة في 3 آذار عام 1924م، فتقاسم المستعمرون الغنيمة في سايكس بيكو، وكانت الفترة بين ( 1919- 1946م ) هي فترة احتلال أنزل العلم العربي، ورفع العلم الفرنسي، وفرضوا حكم العسكر، وأعدم مجموعة من الوطنيين ، وألغوا القوانين التي صدرت في العهد الوطني .
وحكمت فرنسة بالتشريع العلماني البعيد عن الدين، وعملت على إثارة التفرقة وأصدرت قانون الطوائف، وربطت العملة السورية بالعملة الفرنسية .
واتخذت وسائل القمع ضد الأحرار من سجن ونفي وتعذيب، وفرضت الأحكام العرفية، وخنقت الحريات ، وقامت الثورات المتلاحقة ضد المستعمر الفاسد إلى أن جاءت الثورة السورية الكبرى عام 1925م، وطالبت بالاستقلال وإلغاء الانتداب وتأليف جمعية تأسيسية ووضع دستور للبلاد .
فتم في فبراير 1928م تعيين حكومة سورية مؤقتة قامت بإجراء انتخابات لتأليف الجمعية التأسيسية السورية، وحُلّت هذه الجمعية عام 1930م .
وفي عام 1932م ظهرت تنظيمات سياسية دعت إلى جمع الكلمة وتوحيد الصف ضد المستعمر مثل (الكتلة الوطنية)، فجرى انتخاب أول برلمان سوري، وأجبرت فرنسة على الاعتراف باستقلال سورية في معاهدة تبقي التعاون معها في شتى الميادين في عام 1936م .
وفي نهاية 1938م أعلنت فرنسة رفضها للمعاهدة، فثار الشعب، وأضرب البرلمان
وفي عام 1941م أعلن استقلال لبنان عن سوريا، وبقيت تابعة بشكل فعلي للمندوب السامي الفرنسي .
وفي عام 1943م جرت انتخابات فاز فيها الوطنيون، وانتخب شكري القوتلي رئيساً لسورية .
واستقلت سورية عام 1946م، وكثرت الانقلابات العسكرية بعد ذلك، وحلت القوانين المدنية محل الشريعة .
وفي عام 1958م اتحدت مصر مع سورية، ثم جاء الانفصال عام 1961م .
وفي 8 آذار عام 1963م جاءت ثورة آذار بحزب البعث .
وحاولت فرنسة وعملاؤها اختراق الحياة الاجتماعية، فقدمت البعثات الصحية والتعليمية والحفلات والاعتناء بالرياضة وأعمال الترفيه، وأكثروا الملاهي ودور الرقص وفتحوا الخمارات، وفتحوا المسارح، فأفسدوا أخلاق الشباب والبنات ، ورفعوا شعار تحرير المرأة، وربى المستعمر جيلاً يكمل ما بدأه ، ويتفاخر بالعمالة، ويحارب الدين والأخلاق .
ولكن العلماء تجمعوا حول الدكتور مصطفى السباعي ليؤسسوا الإخوان المسلمين عام 1945م، وأسس الأستاذ أحمد مظهر العظمة جمعية التمدن الإسلامي قبل ذلك، وكان لدار الأرقم دور في محاربة قانون الطوائف، ولا ننسى جهود جمعية الشبان المسلمين في دمشق التي دعت إلى الفضيلة، وقاومت الرذيلة، وطرحت البديل الإسلامي ..
وكانت المدارس في تلك الفترة لا تكاد تكون قائمة والمعلمون لا يعرفون سوى حلقات المساجد، ثم أنشئت المدارس الحكومية التي تخلط العربي بالتركي، وأجبر طلاب الطب والهندسة على اللسان التركي، فضعفت اللغة العربية .
وفتحت فرنسة المدارس لتعليم النصارى وفي أثناء 1914م كانت تلك المدارس تعلم نصف الطلاب السوريين، وكانت أهداف تلك المدارس مشبوهة لأن وراءها جمعيات التبشير .
وشجعت فرنسية الطلاب على الابتعاث للدراسة من أجل غسيل المخ، ففي عام 1930م بعثت 30 طالباً في مختلف فروع العلم، وقلصت حصص التربية الإسلامية إلى حصة في الأسبوع .
ولم يكن هناك تخصص في العلوم الشرعية، فمن أحب العلم الشرعي، فليهاجر إلى الأزهر في مصر ..
وهذا ما حصل للأستاذ عمر عودة الخطيب الذي تابع دراسته هناك لأنه كان مقتدراً من الناحية المادية .
وفي هذه الفترة بسطت الطائفة العلوية نفوذها في دوائر الدولة تحت رعاية فرنسة وسمعها وبصرها، وأسست دولة العلويين من عام 1920- 1936م .
واشتد نفوذ الطائفة بعد ثورة آذار عام 1963م ، ثم جاء فصل الختام بانقلاب حافظ أسد عام 1970م ..كل تلك الأحداث تركت أثرها على شخصية الشيخ عمر عودة الخطيب ..فمن هو ؟ وما هي سيرته ودراسته وأخلاقه ومؤلفاته كل ذلك نجده في الصفحات القادمة ..!!
المولد والنشأة :
ولد الشيخ أبو عبد الله عمر بن عبد الله بن عبد الرزاق عودة الخطيب في بلدة المزة في دمشق في سوريا في 8 صفر عام 1345ه / الموافق 17/ 8/ 1926م .
ونشأ في ظل أسرة مسلمة محافظة وملتزمة بأركان الدين حيث كان والده الشيخ عبد الله عودة إماماً وخطيباً لجامع المزة ، ومن قبله كان أجداده حيث اشتهرت الأسرة بطلب العلم الشرعي، وتولى إدارة بعض الشؤون الرسمية مثل الزواج والطلاق وغيرهما فكان بمثابة المأذون الشرعي ومن هنا يتبين أن أسرة الشيخ هي أسرة دين وعلم وصلاح توارثوا العلم أباً عن جد .
فنشأ الأستاذ عمر عودة الخطيب في تلك الأجواء الإيمانية، وكان له أخ هو محمد عودة الخطيب، وهو خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة دمشق عام 1953م وحصل على دبلوم تربية عام 1954م، وعمل مدرساً في الثانوية ، ثم انتقل إلى وزارة الإعلام السورية حيث تولى مديرية الصحافة والنشر، ثم أصبح مدير الشؤون الإدارية والقانونية بالوزارة .
ولديه خمس أخوات تلقين التعليم الأساسي فقط .
حياته العلمية :
تلقى تعليمه الابتدائي إلى الصف الثالث في المزة ، وأكمل الباقي في دمشق بسبب عدم وجود باقي الصفوف في قريته .
وسكن في غرفة تابعة للجمعية الغراء في التكية السليمانية مقابل المتحف الوطني .
وتلقى تعليمه في المرحلة المتوسطة والثانوية في معهد العلوم الشرعية بدمشق التابع للجمعية الغراء، وتخرج فيه عام 1946م .
وبسبب تفوقه الدراسي ونبوغه ابتعثته الدولة عام 1947م إلى مصر، حيث حصل على العالمية في كلية أصول الدين من الجامع الأزهر عام 1950م .
وحصل على دبلوم تربية من جامعة الملك فؤاد الأول جامعة القاهرة حالياً عام 1951م .
أبرز شيوخه :
الشيخ أحمد البصروي : درس عليه الفقه الشافعي .
الشيخ عبد الكريم عثمان : درس عليه اللمع في أصول الفقه .
الشيخ خالد الجباوي : درس عليه النحو .
الشيخ عبد العني الدقر : درس عليه نصوصاً من كتاب الكامل للمبرد .
الشيخ عبد الرحمن الطيبي : درس عليه الحديث .
الشيخ نايف العباس : درس عليه التاريخ والسيرة .
الشيخ محمد النجار : درس عليه العقيدة .
أبرز معاصريه وأقرانه :
د. مصطفى الخن ، د. محمد أديب الصالح ، د. عبد القدوس أبو صالح ، د. محمد لطفي الصباغ ، د. محمد علي الهاشمي ، د. عبد الرحمن رأفت الباشا ، الأستاذ مصباح السعدي .
أبرز تلاميذه :
تتلمذ عليه آلاف الطلبة في سورية والسعودية فقد كان له بحث ضمن مادة التربية الإسلامية بعنوان : الإسلام الحضارة المثلى والمجتمع الأفضل يدرس لطلاب الثالث الثانوي بوزارة التربية السورية وفي السعودية كان يدرس لمحات في الثقافة الإسلامية والمسألة الاجتماعية بين الإسلام والنظم البشرية ونظرات إسلامية في مشكلة التمييز العنصري وكانت تدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض قبل تغيير المناهج .
انتشرت كتبه في الآفاق وأبرز تلاميذه رحمه الله :
د. عبد الله بن حمد العويسي : رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام بالرياض سابقاً .
د. إسحاق السعدي : عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بالرياض .
د. عبد الرحمن الزنيدي : رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام بالرياض سابقاً
د. راشد سعيد يوسف شهوان : أستاذ مشارك بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى قسم الدعوة والثقافة الإسلامية .
د. عبد الله الصرامي : عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بالرياض .
د. عبد اللطيف الحسين : عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام –فرع الإحساء .
وأشرف على العديد من الرسائل الجامعية :
1- عنوان الرسالة : الثقافة الإسلامية في مواجهة تحديات الثقافة الغربية الحديثة في تونس في عهد الاستعمار الفرنسي
اسم الباحث : محمد بن يحيى يحياوي
المرحلـــة : ماجستير
القســـم : الثقافة الإسلامية
المشــرف : أ. عمر بن عبد الله عوده الخطيب
تاريخ التسجيل : 23/3/1407هـ
تاريخ المناقشة : 1/5/1410هـ
2- عنوان الرسالة : العنصرية في ميزان الإسلام
اسم الباحث : عابد بن سليمان المشوخي
المرحلـــة : ماجستير
القســـم : الثقافة الإسلامية
المشــرف : أ. عمر بن عبد الله عوده الخطيب
تاريخ التسجيل : 27/5/1404هـ
تاريخ المناقشة : 18/9/1406هـ
3- عنوان الرسالة : جمعية العلماء الجزائريين المسلمين ( منهجها وآثارها )
اسم الباحث : إسحاق بن عبد الله السعدي
المرحلـــة : ماجستير
القســـم : الثقافة الإسلامية
المشــرف : أ. عمر بن عبد الله عوده الخطيب
تاريخ التسجيل : 5/8/1403هـ
تاريخ المناقشة : 11/4/1408هـ
4- عنوان الرسالة : مالك بن نبي ـ حياته وفكره
اسم الباحث : عبد الله بن حمد العويسي
المرحلـــة : ماجستير
القســـم : الثقافة الإسلامية
المشــرف : أ. عمر بن عبد الله عوده الخطيب
تاريخ التسجيل : 7/1/1401هـ
تاريخ المناقشة : 29/5/1406هـ
5- عنوان الرسالة : أسس النظام الاجتماعي وضوابطه في الإسلام وفي الفكر الوضعي ـ دراسة مقارنة مع المدرسة الوضعية في فرنسا
اسم الباحث : عبد الله بن خضر بن أحمد العروسي
المرحلـــة : دكتوراه
القســـم : الثقافة الإسلامية
المشــرف : أ. عمر بن عبد الله عودة الخطيب
تاريخ التسجيل : 6/11/1416هـ
تاريخ المناقشة : 25/1/1423هـ
6- عنوان الرسالة : الأخلاق عند مسكويه وابن القيم - دراسة مقارنة
اسم الباحث : عبد الله بن محمد العمرو
المرحلـــة : دكتوراه
القســـم : الثقافة الإسلامية
المشــرف : أ. عمر بن عبد الله عودة الخطيب
تاريخ التسجيل : 27/3/1411هـ
تاريخ المناقشة : 16/9/1415هـ
7- عنوان الرسالة : الأوضاع الثقافية في تركيا في القرن الرابع عشر الهجري ـ دراسة وتقويما
اسم الباحث : سهيل بن محمد صابان
المرحلـــة : دكتوراه
القســـم : الثقافة الإسلامية
المشــرف : أ. عمر عبد الله عودة الخطيب
تاريخ التسجيل : 23/8/1410هـ
تاريخ المناقشة : 8/8/1415هـ
8- عنوان الرسالة : الإنسانية في فكر المسلمين المعاصر ـ دراسة وتقويما
اسم الباحث : محمد إدريس عبد الصمد
المرحلـــة : دكتوراه
القســـم : الثقافة الإسلامية
المشــرف : أ. عمر عبد الله عودة الخطيب
تاريخ التسجيل : 19/1/1413هـ
تاريخ المناقشة : 20/11/1417هـ
9- عنوان الرسالة : المحتوى الثقافي في نظريات التغيير الاجتماعي الحديث في ميزان الفكر الإسلامي
اسم الباحث : محمد بن يحيى يحياوي
المرحلـــة : دكتوراه
القســـم : الثقافة الإسلامية
المشــرف : أ. عمر عبد الله عودة الخطيب
تاريخ التسجيل : 5/1/1412هـ
تاريخ المناقشة : 17/2/1417هـ
10- عنوان الرسالة : تميز الأمة الإسلامية مع دراسة نقدية لموقف المستشرقين منه
اسم الباحث : إسحاق بن عبد الله السعدي
المرحلـــة : دكتوراه
القســـم : الثقافة الإسلامية
المشــرف : أ. عبد الله عمر عودة الخطيب
تاريخ التسجيل : 18/1/1413هـ
تاريخ المناقشة : 14/11/1418هـ
11- عنوان الرسالة : مشكلة الحضارة دراسة نقدية في ضوء الإسلام
اسم الباحث : عبد الله بن حمد العويسي
المرحلـــة : دكتوراه
القســـم : الثقافة الإسلامية
المشــرف : أ. عمر عبد الله عودة الخطيب
تاريخ التسجيل : 1/11/1407هـ
تاريخ المناقشة : 6/9/1413هـ
12- عنوان الرسالة : مصادر المعرفة وموقف الإسلام منها
اسم الباحث : عبد الرحمن بن زيد الزنيدي
المرحلـــة : دكتوراه
القســـم : الثقافة الإسلامية
المشــرف : أ. عمر بن عبد الله عودة الخطيب
تاريخ التسجيل : 2/7/1404هـ
تاريخ المناقشة : 13/3/1408هـ
13- عنوان الرسالة : مفهوم الحاكمية في الفكر الإسلامي الحديث والتصورات المخالفة
اسم الباحث : عبد الله بن عبد العزيز الزايدي
المرحلـــة : دكتوراه
القســـم : الثقافة الإسلامية
المشــرف : أ. عمر عبد الله عودة الخطيب
تاريخ التسجيل : 3/6/1409هـ
تاريخ المناقشة : 22/1/1414هـ
-أعماله ووظائفه :
مارس الشيخ مهنة التعليم في المدارس الثانوية في سوريا وذلك من عام 1951م وحتى عام 1960م وكان من أبرز مؤسسي مادة التربية الإسلامية في اللاذقية ودمشق .
انتخب عضواً في نقابة المعلمين لأكثر من دورة في قلبها التنفيذي كما تولى مسؤولية أمانة النقابة لعدة سنوات .
وفي 1960م انتخب رئيساً لنقابة المعلمين السوريين
في عام 1961م انتخب عضواً في المجلس النيابي ممثلاً عن مدينة دمشق بصفته أحد ممثلي جماعة الإخوان المسلمين كما تمّ اختياره أميناً للسرّ في المجلس النيابي .
قام رئيس الوزراء خالد العظم بتعيينه وزيراً للتموين في عام 1962م وكان عمره ستاً وثلاثين سنة واستمر في الوزارة ستة أشهر ثم قدم استقالته منها قبل ستة أشهر من الانقلاب العسكري عام 1963م الذي قام به حزب البعث على حكومة خالد العظم .
وضمت وزارة السيد خالد العظم التي استمرت في الوزارة (من 17 أيلـول 1962 - 8 آذار 1963) ، وقد تشكلت من :
السيد خالد العظم - رئيساً لمجلس الوزراء
السيد الدكتور بشير العظمة - نائباً لرئيس مجلس الوزراء
السيد رشاد برمدا - وزيراً للتربية والتعليم
السيد أسعد الكوراني - وزيراً للعدل والأوقاف
السيد الدكتور فرحان الجندلي - وزيراً للشؤون البلدية والقروية
الدكتور أسعد محاسن - وزيراً للخارجية
السيد خليل الكلاس - وزيراً للمالية
السيد أمين النفوري - وزيراً للإصلاح الزراعي
السيد جورج خوري - وزيراً للصناعة
المهندس صبحي كحالة - وزيراً للمواصلات
السيد عبد الحليم قدور - وزيراً للإعلام
ا لمهندس روبير الياس - وزيراً للأشغال العامة
السيد عزيز عبد الكريم - وزيراً للداخلية
السيد رفيق جبرائيل بشور - وزيرا للثقافة و الإرشاد القومي
السيد أحمد مظهر العظمة - وزيراً للزراعة
السيد الدكتور عزت الطرابلسي - وزيراً للاقتصاد
السيد منصور الاطرش - وزيرا للشؤون الاجتماعية و العمل
الدكتور نهاد ابراهيم باشا - وزيراً للتخطيط
السيد عمر عودة الخطيب - وزيراً للتموين
الدكتور نبيل الطويل - وزيراً للصحة والاسعاف العام .
الهجرة إلى الحجاز :
وفي عام 1963م تعاقد مع الرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية في السعودية للتدريس في كلية اللغة العربية وكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مدينة الرياض، حيث درس فيها عدة مواد مختلفة كمناهج البحث ومقدمة ابن خلدون والثقافة الإسلامية، واستمر عمله بهذا الصرح العلمي طيلة إقامته بالسعودية وحتى تقاعده قبل وفاته بحوالي ثلاث سنوات .
وكان له دور الريادة في إنشاء قسم الثقافة الإسلامية بجامعة، ووضع المنهج العلمي له ، وتولى رئاسة القسم منذ نشأته من عام 1396ه/ إلى عام 1407ه .
وهو عضو في مجلس كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود .
صفاته الخلقية والخلقية :
كان – رحمه الله – طويل القامة وكان طوله تقريباً 187سم وهو حنطي اللون وشعره أسود معتدل البنية ليس نحيلاً ولا سميناً . وكان عريض الوجه صاحب ابتسامة وتعليقات لطيفة ، متجملاً، وكان يرتدي المشلح والشماغ وإذا لم يلبس المشلح حمله في يده .
وأهم صفات الشيخ :
1-الدقة والترتيب :
حيث كان شديد الحرص على الترتيب والتنظيم ، كان إذا كتب شيئاً وضع ورقة الكربون تحت الصفحة التي يكتب عليها ليحتفظ بنسخة عنده ، إذ لم تتوفر الآلات الحديثة في النسخ ورتب مكتبته ترتيباً جيداً .
2-اهتمامه بالدعوة إلى الله :
كان يكره التأخر في الصلاة ، يحافظ على الجماعة والجمعة ، وإذا زار بلداً يذهب إلى المركز الإسلامي ويلقي فيه بحرارة ويقول للدكتور أحمد براء الأميري ترجم إلى الإنجليزية .
3-الوفاء وحفظه للود :
كان يثني على الشيوخ ثناء عاطراً وكان يحب الشيخ علي الطنطاوي ويذكر طرائفه ويثني على مصطفى السباعي ويعجب بفكر الأستاذ محمد المبارك والشيخ محمد عبد الله دراز ..وهذا يدل على سمو أخلاقه ووفائه لمشايخه .
4- التسامح :
كان الشيخ عمر عودة الخطيب يحسن التعامل مع الناس، ويؤثر السلامة في كل موقف إذا أزعجه بعض الناس يأخذ بطول البال، ويحسن الظن بهم .
5- النشاط والإبداع والتطور :
ويبدو ذلك من خلال مسيرته العلمية ، فكان يعمل مدرساً ثم صار نقيباً للمعلمين ثم نائباً في البرلمان، ثم وزيراً هذا في سورية .
أما في السعودية فكان له دور في تطوير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث كانت معاهد وكليات ، وكان وراء تأسيس قسم الثقافة الإسلامية ثم تولى رئاسة القسم فزاد الإبداع والتطور باستضافة أساتذة زائرين من مختلف البلدان والبقاع .
6- الأمانة وحب العمل :
يقول أخوه محمد عودة الخطيب : لما تولى الشيخ عمر عودة الخطيب وزارة التموين في سورية ، كان يذهب كل صباح إلى مخابز دمشق ويقوم بتفتيشها وكم من مخابز أقفلت لأنها تغش بقوت الناس .
وقال ابنه عبد الله : إذا ذهبنا إلى نزهة في منطقة ما فأول ما يتجه الوالد إلى المخابر ويقوم بتفتيشها وكان يتولى التفتيش وقت الدوام وخارجه ، مما يدل على أمانته وصدقه وحبه للعمل .
وطولب عدة مرات برفع سعر السكر فرفض ثم زاد سعره لما استقال من الوزارة .
وذكر ابنه عبد الله أن معلماً دخل الصف ومعه خبر رديء، وقال له : بلغ والدي فهذه المواقف تدل على أمانته وإخلاصه وتفانيه في العمل .
7- الهيبة :
يقول د. عبد القدوس أبو صالح : كان الشيخ عمر في هيبته تظنه أحد الأمراء ، دخلنا شركة أرامكو في الظهران، فلما أردنا الدخول ضرب الحرس له التحية، وأذنوا له بالدخول .
8- حبه لأهله :
حيث كتب النثريات عن عائلته، ولم يسافر سفراً واحداً إلا مع العائلة وكتب رثاء لابنه عبد الله لما مات ابنه عمر .
ثناء العلماء عليه :
أثنى عيه د. أحمد براء الأميري فقال : هو أحد الذين أسهموا في بناء جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامي جاء وهي صغيرة وغادر الدنيا وهي شابة يافعة هذا في السعودية أما في سورية فهو أحد الناشطين في الدعوة الإسلامية والعاملين بصمت، بعيداً عن الأضواء وطلب الثناء، ما كان ينافس أقرانه بل يترك لهم المجال ))، وذكر من صفاته : اللطف الشديد، والحكمة في التعامل والتواضع وعدم تمييز نفسه على أحد، وكان انتماؤه للحق لا إلى الجنس بعيداً العصبية، ومن أهم مزاياه حسن التأتي للأمور واللطف مع الحكمة يصل إلى ما يريد بهدوء بدون غضب وانفعال ، وكان خطيباً وأديباً .
وقال عنه د. إسحاق السعدي : كان عمر عودة الخطيب مثالاً للورع وعزة النفس وكان أديباً عفيفاً مهيباً .
وقال عنه د. عبد اللطيف حسين : (( الشيخ عمر عودة الخطيب رجل رزين ودقيق في كلامه له هيبة ووقار وسمت وقوة وحجة وتوازن صوته مميز وإقناعه بطريقة هادئة ولا أبالغ إذا قلت الشيخ سبق زمانه ومن حوله مع تقديري للجميع )) .
وقال عنه د. عبد القدوس أبو صالح : (( كان مثقفاً وداعية إسلامياً وكاتباً متميزاً بأسلوبه وتحليلاته السياسية والفكرية ويحسن التفكير ولا يتعجل بالأمور ، لا تسيطر عليه العاطفة محباً للسلامة مؤثراً لها ، وهو رجل اجتماعي ولبق ولم يأخذ حقه في الساحة الأدبية والإعلامية ، وكان رجلاً حلو المعشر، ما رأيت مثله في معناه كل الصفات التي تتخيلها في الداعية الإسلامي كانت متوفرة فيه )) .
وقال عنه الدكتور محمد لطفي الصباغ : (( أعرفه من الأربعينات ودرّس في الجمعية الغراء ، وهو من طلاب العلم الممتازين وتوثقت الصلة لما هاجرنا إلى نجد ، وكنا نلتقي كل أسبوع ، وكان ملتزماً بالإسلام ما كانت له آراء منحرفة أبداً، آراؤه كلها متفقة مع الكتاب والسنة ، وأحب أن أشير إلى أن له أسلوباً عالياً ، مجلة الرسالة لايكتب فيها إلا كبار الكتاب مثل طه حسين وعلي الطنطاوي ومصطفى السباعي وكان الأستاذ عمر من كتابها )) .
وقال عنه د. عبد الله العويسي : (( كان لطيف المعشر قلبه طيب عاقل ومعتدل حر الفكر، لا يفرض رأيه على أحد ، يحترم من أمامه، محدود العلاقات لا يحرص على الظهور أبداً صاحب عاطفة جياشة للإسلام، وقال : عاتبت أبناءه لعدم إخبارهم لي بوفاة الشيخ، ثم صليت عليه صلاة الغائب )) .
وقال د. عبد الله الصرامي : (( الرجل واعي بالمرحلة التي يعيشها وخاصة بخطط الأعداء وسبل المجرمين وكيفية مواجهتها ، وهو من كبار العلماء والمفكرين، وتعامله راقي ما رأينا منه إلا كل خير ..)) .
وقال عنه د. سعد علي حاج بكري : (( يرى في الشيخ عدة أبعاد، بعد الناشط وبعد الإنسان المهني وبعد الذات والشخصية والبعد الأسري ..)) .
وكتب عنه الشيخ أحمد عامر في مقال بعنوان : الشيخ عمر عودة الخطيب : نجم أفل فقال : وأحسب أن العالم الجليل والمفكر الإسلامي الشيخ عمر عودة الخطيب من هذه الفئة الصالحة التي عرفت بحبها لهذا الدين والدفاع عنه، فقد بقي في محراب العلم معلماً ومؤلفاً ولم يحسب عليه أي مأخذ، أحسبه كذلك والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً ..وقال عنه : كان رحمه الله يلقي المحاضرة بقوة وحماس وبنبرات مؤثرة تجعل المستمعين له يرخون الأسماع، وكأن على رؤوسهم الطير ..)) .
آثاره العلمية :
مؤلفاته :
1- لمحات في الثقافة الإسلامية .
2- المسألة الاجتماعية بين الإسلام والنظم البشرية .
3- نظرات إسلامية في مشكلة التمييز العنصري .
4- من أيام الله الخالدة : يوم الإسراء والمعراج .
5- الإسلام سبيل الحضارة المثلى والمجتمع الأفضل .
6- رسالة الإسلام ومشكلة التحدي في واقعنا الحضاري والثقافي .
المخطوطات :
1-من أيام الله الخالدة : معركة الفرقان ، مولد النور، يوم الفتح المبين، يوم الهجرة في رحاب الذكرى ، أحد يوم الفداء والشهداء .
2-روح عرفة – 8 صفحات .
3-الإسلام وعوامل النصر – 17 ص .
4-أمتنا وآفاق المسؤولية – 26ص ..وهي محاضرة ألقيت بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة يوم الأربعاء 28 / 4 / 1401ه .
5-رسالة الإسلام ومسؤوليات الشباب – 20 صفحة .
6-في آفاق العالم الإسلامي – برنامج إذاعي في الرياض – 15 ص .
7-مقومات الشخصية الحضارية للعالم الإسلامي – 8 صفحات .
8-/2000 / حلقة من برنامج آخر العنقود – برنامج إذاعي في إذاعة الرياض
وكانت لديه مكتبة صغيرة في دمشق وقفها لجامع عبد الكريم الرفاعي .
ولديه مكتبة كبرى في الرياض وقفت لجامعة طيبة بعد وفاته ولكنهم باعوها خطأ .
مرضه ووفاته :
كان رحمه الله مصاباً بالداء السكري ومرض القلب وأجريت له ثلاث عمليات في قلبه .
الأولى في لندن عام 1984م .
الثانية في المشفى العسكري في الرياض عام 1993م
الثالثة أجريت له عملية قسطرة قلب في المشفى التخصصي بالرياض قبل وفاته ببضعة أشهر .
واشتد به المرض في الأربعة الأشهر الأخيرة من حياته ، وأدخل العناية المركزة وجلس بها خمسة عشر يوماً ثم لقي ربه ، وتوفي في المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء 1/6/ 1424ه - الموافق 30 / 7/ 2003م .وصلي عليه بعد العصر ودفن في مقبرة النسيم في الرياض وكان عمره – رحمه الله – (77 ) عاماً قضى أغلبها في العلم والتعليم والدعوة والتأليف .
وترك خلفه أبناءه وهم :
ندى : خريجة كلية التربية للبنات بالرياض ، قسم اللغة العربية وحصلت على بكالوريا شريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض .
عبد الله : خريج ليسانس هندسة مدنية في جامعة الملك سعود بالرياض .
ياسر : خريج بكالوريوس هندسة عمارة في جامعة الملك سعود بالرياض .
سمية : خريجة كلية الآداب قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود وحصلت على بكالوريوس في جامعة الإمام .
عمار : خريج بكالوريوس اقتصاد إسلامي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض .
وبعد :
لقد تعرض الشيخ عمر عودة الخطيب للنسيان والإهمال، ولم يأخذ أبناء سورية أي رسالة علمية في سيرته وجهوده ودوره في العمل السياسي الرائد في سورية، ولكنه بعد الهجرة إلى السعودية اشتهر أمره، وذاع صيته، فكتب عنه : (الشيخ عمر عودة الخطيب وجهوده في الثقافة الإسلامية) رسالة علمية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ...فمتى يصحو الشباب المسلم من طلابنا في سورية ليسد تلك الثغرات العلمية ؟؟ ، ومتى يقتدي بأولئك الأبرار ؟؟
..وما أظنهم إلا فاعلون ..
وأقول قولي هذا ، واستغفر الله لي ولكم .
وسوم: العدد 692