بن علي يلدرم: رئيس وزراء تركيا والزعيم الجديد لحزب العدالة والتنمية
(. 20 ديسمبر 1955، إرزنجان)
هو سياسي تركي من أصل كردي ورئيس الوزراء رقم 27 المفترض في 22 مايو 2016، حين يتولى قيادة حزب العدالة والتنمية في المؤتمر الاستثنائي للحزب. وعمل قبل ذلك وزيراً للنقل، والبحرية، والاتصالات من 2002 حتى 2013 ومرة أخرى بين 2015 و 2016.
وبين 2014 و 2015 عمل مستشاراً رفيعاً للرئيس رجب طيب أردوغان.
وهو عضو بالبرلمان عن إزمير من حزب العدالة والتنمية الحاكم.
حياته :
وُلد في رفاهية، محافظة إرزنجان، في تركيا لعائلة كردية أصولها من أگري في 20 ديسمبر 1955م .
الدراسة والتكوين
انتقل إلى مدينة إسطنبول في طفولته، وأنهى المرحلة الإعدادية في مدرسة "بيري ريس" عام 1970 .
وأتمّ المرحلة الثانوية في ثانوية "قاسم باشا" عام 1973
وأدّى الخدمة العسكرية عامي 1980 و1981.
كان يلدرم يرغب بدراسة الهندسة الميكانيكية، غير أن امتلاء المقاعد بالكلية بجامعة إسطنبول التقنية جعله يقدم على التسجيل بكلية العلوم البحرية وبناء السفن، بناء على نصيحة أحد المدرسين .
تخرج في كلية العلوم البحرية وإنشاء السفن بجامعة إسطنبول التقنية، حيث درس العمارة البحرية وهندسة المحيطات، وتخرج عام 1991 الجامعة البحرية العالمية حيث حصل على ماجستير العلوم في السلامة البحرية و حماية البئية.
ثم انتقل إلى السويد حيث واصل دراسته بجامعة الملاحة البحرية الدولية التابعة للمنظمة الدولية للملاحة البحرية .
الوظائف والمسؤوليات:
تدرج بن علي يلدرم في مناصب مختلفة بمجال صناعة السفن وإنشائها في تركيا منذ 1978، حيث عمل بالمديرية العامة لصناعة السفن، وفي تلك الفترة عرف أردوغان الذي أعجب بمشاريع يلدرم، وما لبث أن عينه مديراً لشركة الحافلات البحرية التابعة لبلدية إسطنبول عندما فاز أردوغان برئاستها.
تولى يلدرم عدة مهام في مديرية النقل البحري بإسطنبول حيث عمل مديراً عاماً لشركة إسطنبول للعبارات السريعة من 1994 حتى 2000 ، وحوّلها إلى واحدة من كبريات شركات النقل البحري في العالم. وكان ذلك عندما كان رئيس الوزراء التركي الحالي رجب طيب إردوغان عمدة إسطنبول.
وهو الصديق القديم واليد اليمنى للرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، فالصداقة بين الرجلين تعود إلى عام 1994 عندما كان أردوغان يترأس بلدية إسطنبول الكبرى، ويلدرم في تلك الفترة كان يُدير شؤون المواصلات البحرية داخل إسطنبول.
التجربة السياسية
كان يلدرم أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية التركي مع أردوغان ورفاقه، وعندما قرر أردوغان ورفاقه تأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001 ظهر اسم يلدرم من بين المؤسسين .
وانتخب برلمانياً عن الحزب في الدورة الـ22 من البرلمان التركي، كما كان نائباً عن مسقط رأسه أرزنجان للدورة الـ23، ونائبا عن إزمير للدورتين البرلمانيتين الـ24 والـ26.
في الانتخابات البلدية التي أجريت عام 2014 ترشح يلدرم لمنصب رئاسة بلدية إزمير المعروفة بمناصرتها للعلمانية، وحل في المرتبة الثانية حاصلاً على 36% من الأصوات، بينما فاز منافسه عزيز قوجا أوغلو من حزب الشعب الجمهوري بـ49.6% من الأصوات.
يحسب ليلدرم أنه أنجز في فترته الوزارية 24 ألفاً و280 كيلومترا من الطرق الرابطة بين المحافظات التركية، ونفذ مشاريع القطار السريع، وخط قطار أنفاق "مرمراي" الذي يربط بين الشطرين الآسيوي والأوروبي لمدينة إسطنبول، وإتمام مشروع الطريق الساحلي على البحر الأسود.
كما أطلق مشروع خط سكة حديد دولي، يربط بين باكو (أذربيجان) وتبليسي (جورجيا) وقارص (تركيا) ويفترض أن يتم الانتهاء منه نهاية 2016.
وفي عهده أيضاً نفذت مشاريع جسور معلقة بينها مشروع الجسر المعلق الثالث "السلطان ياوز سليم" (سليم الأول العثماني)، إلى جانب جسر "عثمان غازي" المعلق الذي يعد رابع أطول جسر معلق في العالم.
كما أطلق مشروع نفق "أوراسيا" المخصص للمركبات في مضيق البوسفور بإسطنبول، الذي يربط بين طرفي المدينة.
وفي عهده ارتفع عدد المطارات في تركيا من 26 إلى 55 مطارا، وعدد الركاب من 34.4 مليون إلى 182 مليون راكب.
وأعلن يلدرم تشييد أكبر مطارات العالم في إسطنبول، وافتتاح أولى مراحله في 2018.
كان يلدرم مرشحاً بقوة لرئاسة حزب العدالة والتنمية إلى جانب أحمد داود أوغلو، إلا أن أوغلو اختير ليكون رئيسا للحزب في المؤتمر الاستثنائي الأول له عام 2014.
كما أنه الشخصية التكنوقراطية الأكثر خبرة في العمل الحكومي، واستطاع خلال 11 عاماً تحقيق العديد من المشاريع الناجحة التي تغنى بها أردوغان خلال الحملات الانتخابية وفي التجمعات الشعبية.
وزيراً للنقل :
أثناء توليه وزارة النقل، أدخلت تركيا السكك الحديدية عالية السرعة. تحت قيادته أنشئت تركيا سكك حديدية عالية السرعة بين أنقرة-إسكيشهر وأنقرة-قونية. أيضاً هناك خط تحت الإنشاء، إسكيشهر-إسطنبول، يصل بين إسطنبول وأنقرة. إنهار المشروع بعد خروج قطار عن مساره في پاموكوڤا، محافظة ساكاريا في 22 يوليو 2004 في إحدى رحلاته المبكرة بين إسطنبول وإسكيشهر.
في أعقاب الحادث طُولب يلدرم بالاستقالة.
أُعيد تعيينه في نفس الوزارة في 6 يوليو 2011 ووزراء آخرين في الوزارة الجديدة.
خرج من منصبه في 25 ديسمبر 2013 في تغيير وزاري.
كوزير للاتصالات، كان يلدرم مصدراً لخلافات عديدة، ومنها ما جاء في معرض رده على الانتقادات حول الرقابة الحكومية على خطوط الهاتف، حيث قال: "إذا كنت لا تفعل أي شيء غير قانوني، فلا تقلق من التصنت."
وكان الإنجاز الأكبر له هو المخاطرة ودخول تحدٍّ في استكمال مشروع العصر ميترو مرمراي الذي يصل القارتين الآسيوية والأوروبية تحت الماء. تلك المشروعات التي مكنت، وثبتت لمسات حزب العدالة والتنمية في الجانب الخدماتي، تضعه في مكانة الجندي المجهول.
وافتتح خلال توليه الوزارة خط النقل البحري اسطنبول- يالوفا، واسطنبول- باليك، و شجع النقل البحري الداخلي بتوفير 22 حافلة بحرية وجهز 22 ميناء و4 سفن بين شقي اسطنبول الآسيوي والأوروبي.
تزوج من المدرّسة سميحة عام 1975، ولديه ثلاثة أولاد (بولنت، أرقم، بشرى)، كما أن لديه ستة إخوة.
تسببت صورة ظهرت فيها زوجة يلدرم المحجبة منفصلة عنه أثناء غداء عمل في إثارة ضجة في تركيا في 2005، ووُجهت إليه الكثير من تهم التمييز الجنسي وازدراء النساء .
في مناسبة أخرى على عدم التحاقه بجامعة بوغازيچي في شبابه لأنه "رأى الفتيان والفتيات يجلسون، ويتحدثون معاً في ساحة الجامعة" ووجد أن الاختلاط بين الجنسين غير مقبول.
عمدة أزمير :
واختار حزب العدالة والتنمية يلدرم للترشح نائباً عن مدينة إزمير، التي كانت متأخرة في مجال البنى التحتية والمواصلات.
وتغير وجه المدينة بمشاريع اقترحها يلدرم، مثل القطار السريع وتقوية البنية التحتية والانترنت وخدمات الخطوط الجوية التركية والطرق السريعة.
واستطاعت هذه المشاريع الصناعية والصحية والتعليمية التي أنجزتها أن تفتح مدينة إزمير لحزب العدالة والتنمية، التي كانت عصية عليه في الفترات السابقة، ولم يكن يتوقع أحد أن يفوز فيها بالانتخابات.
وفي ظل النجاح الكبير له ورغبة أردوغان أن تبقى هذه العقلية يده اليمنى عند الوصول للقصر الجمهوري، أدخله في مغامرة الانتخابات البلدية في أصعب الميادين وهي بلدية إزمير الكبرى المعروفة بولائها الدائم لحزب الشعب الجمهوري ليخرج من الحكومة عام 2013 متوجهاً للانتخابات البلدية التي خسرها كما كان متوقعاً.
وترشح يلدرم في مارس/ آذار 2014 لرئاسة بلدية إزمير، ولكنه أخفق في ذلك،
خسر يلدرم في الفوز بمنصب عمدة أزمير عن حزب العدالة والتنمية أمام العمدة الشاغر عزيز كوكاو أوغلو في الانتخابات المحلية التركية 2014.
مستشار الرئيس أردوغان :
إلا أن الرئيس التركي من لحظة وصوله للقصر الجمهوري في 2014 أعلن تعيين بن علي يلدرم مستشاراً خاصاً في مجال الاستثمار، لتخرج الأخبار فيما بعد أن بن علي يلدرم لا يعد فقط مستشاراً خاصاً لأردوغان بل كان رئيساً لحكومة الظل كما أطلقت عليها الصحافة التركية، فهو العقلية التي تدير 13 مستشاراً يحكمون سياسة تركيا الداخلية والخارجية.
وكان اسمه وارداً لخلافة إردوغان في رئاسة حزب العدالة والتنمية، وتولي رئاسة الوزراء أيضا، لكن مؤتمر الحزب اختار أحمد داوود أوغلو، وبقي يلدرم في منصبه وزيراً للنقل.
والسؤال الذي تتداوله الأوساط الصحفية التركية حالياً: هل يتحوّل يلدرم من زعيم الظل إلى زعيم الحزب، وخاصة بعد أن تلقى حزب العدالة والتنمية خسارة في الانتخابات الماضية عام 2015م ستجبره على تشكيل حكومة ائتلافية أو التوجه نحو انتخابات مبكرة.
رئيساً للوزراء :
وقع الاختيار على بن علي يلدرم، الحليف المُقرّب من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ليكون الزعيم الجديد لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وقد كلف أرودغان يلدرم بتشكيل الحكومة التركية الجديدة.
وعقب اختياره، قال يلدرم إن أهم مهامه هي تعديل الدستور لمنح سلطات أكثر لمنصب رئيس البلاد.
وأكد يلدرم أن مهمته الأساسية في المرحلة المقبلة هي الإشراف على تعديل الدستور لإنهاء "الغموض" وترسيم تحول البلاد إلى نظام رئاسي، وقال إن الرئيس رجب طيب أردوغان "محب للشعب التركي، ويهتم بمشاكله وهمومه، ولذلك فإنّ أهم ما يجب أن نقوم به اليوم، هو تشريع هذا الواقع الفعلي من خلال صياغة دستور جديد، يكون مرتكزه الأساسي النظام الرئاسي
ويوصف يلدرم بأنه رجل الرئيس إردوغان المخلص، ذلك لأنه لازمه منذ أن كان الأخير رئيساً لبلدية اسطنبول، وتأسيسه حزب العدالة والتنمية عام 2001، وكان مستشاراً له وموضع ثقته، طوال هذه المدة.
وفي محاولة الانقلاب الفاشلة أعلن وقوفه مع الشرعية وندد بالمحاولة الفاشلة وتوعد الجناة بتقديمهم للقضاء ..وكان حازماً حتى منّ الله على تركيا بعودة الشرعية والسلام والأمن إلى ربوع الوطن ...
المصادر
1-"4 رجال حول أردوغان يصنعون القرارات بتركيا". هافينگتن پوست العربية.
2-مواقع الكترونية على الشبكة العالمية .
وسوم: العدد 698