الشهيد حسان صوان
أسمر البشرة قصير القامة، نحيف الجسم ذو لحية خفيفة تزيد وجهه الناصع وضاءة وإشراقاً.. في بلدة "معر تمصرين" التابعة لمحافظة إدلب نشأ حسان وترعرع في أسرة كريمة ذات علم ودين فأبوه هو الشيخ المربي محمد علي صوان أبو غياث خطيب المسجد الكبير في بلدته ومدرس التربية الإسلامية في ثانوية "معرتمصرين".
في ذلك البيت العفيف نشأ حسان وفي المسجد ترعرع وعلى أيدي المربين والدعاة تعلم وأفاد فكان مثالاً في التربية والسلوك والسيرة والأخلاق.
ولد شهيدنا عام 1957م ودرس الابتدائية والإعدادية في بلدته "معرتمصرين" وتابع دراسته الثانوية في ثانوية المتنبي "بإدلب" لينال شهادة الثانوية العامة عام 1976م ثم ليلتحق بكلية الزراعة في جامعة حلب، وليكون أحد عناصر تنظيم الإخوان المسلمين الذي ارتبط به ارتباطاً حقيقياً في ذلك العام على الرغم من أنه كان على صلة قديمة وعلاقة وثيقة مع إخوانه الذين يدعون إلى الله على بصيرة ويحاولون الإصلاح ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
في عام 1977م بدأ حسان دراسته الجامعية حتى كان نجاحه وانتقاله إلى الصف الثالث في عام 1979م وفي هذه الأثناء كانت سلطات أسد الباغية تشن حملة مسعورة لاستئصال كل مسلم يعتز بعقيدته من الطلاب والأساتذة والعلماء والمفكرين وغيرهم. ولم يكن شهيدنا بعيداً عن الأحداث غير أن رفض أن يستسلم للأعداء فالتحق بإخوانه المجاهدين في محافظة إدلب ليكون مثالاً للحركة الدائبة والنشاط المستمر وليكون نموذجاً فريداً للطاعة والانضباط.
كان رحمه الله – يستشعر مخافة الله في كل حركة وسكنة يتلو القرآن آناء الليل وأطراف النهار يصلي حين يكون الناس في سبات عميق ويرفع يديه إلى ربه خاشعاً متضرعاً منيباً:
- اللهم اقبلني شهيداً والحقني بأحبتي الذين سبقوني.
وفي الثامن من (رمضان) المبارك عام /1400/ للهجرة كان حسان مع أخيه المجاهد الشهيد مازن تقلهما دراجة نارية لأداء مهماتهما المنوطة بهما وبعد صلاة الصبح وصل المجاهدان إلى قرية تفتناز، وفي الجهة الجنوبية تعرضت مجموعة كبيرة من أزلام السلطة الباغية للمجاهدين بصورة مفاجأة فقد كانت كامنة لهما وفي أماكن عدة وأطلقت النار عليهما فاستشهد "مازن" لتوه عندئذٍ أخرج حسان مسدسه وأطلق النار على هؤلاء الأوغاد فأردى اثنين منهم وحاول أن يلتجئ إلى مكان قريب ليذيق أعداء الله جزاء ما اقترفت أيديهم لكن الأجل سبق فإرادة الله تأبى إلا أن تكون هي النافذة لينال حسان ما تمنى وأَنعِمْ بها من أمنية! واستشهد مع أخيه المجاهد مازن.
شهيدان تشكو دماؤهما ظلم أسد وتدعونا للثأر والانتقام لآلاف الشهداء والأرامل والثكالى والأيتام إنه الثأر العريان الذي يدعونا إلى دركه حتى تستقر أرواح شهدائنا في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
وإنه لعهد إليهم أننا ماضون على الدرب الذي رسمته دماؤهم الزكية الطاهرة وإننا لعلى ثقة تامة بنصر الله ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.
وسوم: العدد 719