علامة الشام الشيخ محمد بهجت البيطار

رجالات سورية

clip_image002_f6cbe.jpg

الشيخ محمد بهجت بن محمد بهاء الدين البيطار علامة الشام، عالم ومصلح وخطيب ومؤلف. ولد في دمشق في أسرة دمشقية عريقة جدها الأعلى من الجزائر عام 1894 ونشأ في حجر والده، وتلقى عليه مبادئ علوم الدين واللغة. 

كان والده من شيوخ دمشق، ومن مشايخ الصوفية الغلاة، يقول الطنطاوي: "ومن أعجب العجب، أن والد الشيخ بهجت كان صوفياً من غلاة الصوفية، القائلين بوحدة الوجود، على مذهب ابن عربي، وابن سبعين والحلاج ...

نشأ في حجره، وتلقى عليه مبادئ علوم الدين واللغة.. ثم درس على يد أعلام عصره، مثل: جمال الدين القاسمي، محمد الخضر حسين، محمد بن بدران الحسني، محمد رشيد رضا ..

وكان تأثره بالشيخ جمال الدين القاسمي كبيراً ، قال عاصم البيطار ولد الشيخ بهجت: " وكان والدي ملازماً للشيخ جمال الدين، شديد التعلق به، وكان للشيخ – رحمه الله- أثر كبير، غرس في نفسه حب السلفية ونقاء العقيـدة، والبعد عن الزيف والقشور، وحسن الانتفاع بالوقت والثبات على العقيدة، والصبر على المكاره في سبيلها، وكم كنت أراه يبكي وهو يذكر أستاذه القاسمي" فسبحان من يخرج الحي من الميت" .. وقد أسهم في نشر العقيدة الصحيحة.. وتولى عدد من المناصب العلمية ..

وقد اختير الشيخ "بهجت البيطار" في جمعية العلماء، ثم في رابطة العلماء في دمشق. وتولى الخطابة والإمامة والتدريس في جامع "القاعة" في الميدان خلفاً لوالده، ثم في جامع "الدقاق" في الميدان أيضاً، استمر فيه حتى وفاته.

تنقل في وظائف التدريس في سوريا والحجاز ولبنان، كما أنه درّس في الكلية الشرعية بدمشق: التفسير والأخلاق، ودرّس كذلك في دار المعلمين العليا وفي كلية الآداب في دمشق.. وبعد التقاعد قصر نشاطه على المحاضرات الجامعية والتدريس الديني. وكان الشيخ عضواً في المجمع العلمي العربي، ومشرفاً على مجلته. سافر للحجاز وحضر مؤتمر العالم الإسلامي في مكة المكرمة عام 1345هـ، وأبقاه الملك عبدالعزيز فجعله مديراً للمعهد العلمي السعودي في مكة، ثم ولاه القضاء، فاشتغل به مدة ثم استعفاه، قولاه وظائف تعليمية، وجعله مدرساً في الحرم، وعضواً في مجلس المعارف.. ثم دعي الشيخ لإنشاء دار التوحيد في الطائف ..

وكان خطيباً بارعاً يخطب ارتجالاً ..

وقد كان سبباً في هداية عدد كبير من طلبة العلم والمثقفين والأدباء إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة.. ومنهم الشيخ الأديب علي الطنطاوي حيث يقول عن تلكم الحوارات: "لقد وجدت أن الذي أسمعه منه يصدم كل ما نشأت عليه، فقد كنت في العقائــد على ما قرره الأشاعرة والماتريدية، وهو شيء يعتمد في تثبيت التوحيـد من قريب أو بعيد على الفلسفة اليونانية، وكنت موقناً بما ألقوه علينا، وهو أن طريقة السلف في توحيد الصفات أسلم، وطريقة الخلف أحكم، فجاء الشيخ بهجت يقول: (بأن ما عليه السلف هو الأسلم، وهو الأحكم) ... وكنت نشأت على النفرة من ابن تيمية والهرب منه؛ بل وبغضه، فجاء يعظمه لي، ويحببه إليّ، وكنت حنفياً متعصباً للمذهب الحنفي، وهو يريد أن أجاوز حدود التعصب المذهبي، وأن اعتمد على الدليل، لا على ما قيل... وتأثرت به، وذهبت مع الأيام مذهبه مقتنعاً به، بعد عشرات من الجلسات والسهرات في المجادلات والمناظرات ... ".

ثم يقول الشيخ علي الطنطاوي-رحمه الله تعالى-: "وكان اتصالي بالشيخ بهجـت قد سبب لي أزمة مع مشايخي، لأن أكثر مشايخ الشام ممن يميلون إلى الصوفية، وينفرون من الوهابيــة، وهم لا يعرفونها ولا يدرون أنه ليس في الدنيا مذهب اسمه الوهابيـــة، وكان عندنــا جماعة من المشايخ يوصفون بأنهم من الوهابيين، على رأسهم الشيخ محمد بهجة البيطار ...".

ولقد ترك عدة مؤلفات قيمة منها:

1 – مسائل الإمام أحمد: أبو داود "تعليق" 2 – أسرار العربية: لابن الأنباري "تحقيق" 3 – قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث: محمد جمال الدين القاسمي "تحقيق وتعليق" 4 – الإسلام والصحابة الكرام بين السنَّة والشيعة 5 – تفسير سورة يوسف 6 – حياة شيخ الإسلام ابن تيمية: محاضرات ومقالات ودراسات 7 – الرحلة النجدية الحجازية: صور من حياة البادية 8 – حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر/ لجده عبدالرزاق البيطار "تحقيق وتقديم" 9 – الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين ، وهو شرح الأربعين العجلونية: تأليف جمال الدين القاسمي "تقديم وتحقيق" 10 – كلمات وأحاديث ، كان بعنوان: الثقافتان الصفراء والبيضاء

توفي في دمشق سنة 1976.

أسهم في نشر العقيدة الصحيحة وتولى عدد من المناصب العلمية، وتولى الخطابة والإمامة والتدريس واستمر فيها حتى وفاته.

وسوم: العدد 754