روائع من كتابات الشيخ العلامة حاتم العوني
عمر بن عبد المجيد البيانوني
الحمدُ للهِ حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يليق بجلال وجهِهِ وعظيمِ سلطانِه، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنَا محمدٍ أشرفِ الخلق، مُفَسِّرِ كلامِ اللهِ بسيرتِهِ وبَيَانِه، وعلى آله وصحبه المقتفين أثَرَه والباحثين عن رحمة اللهِ وإحسانِه، أما بعد:
فمِنْ نِعَمِ اللهِ على المسلمين أنْ أكرمهم بعلماء يحفظون عليهم دينهم، ويرشدونهم إلى الصراط المستقيم، ويصححون ما عندهم من أخطاء ومفاهيم..
ومِنْ هؤلاء العلماء: فضيلةُ الدكتور الشيخ العلامة الشريف حاتم بن عارف العوني ـ أدامَ اللهُ توفيقَه، ونفعه اللهُ بعلمه ونفعَ به ـ فهو من الذين بلغوا قدراً كبيراً مِنْ سَعَةِ العلمِ وعُمْقِهِ، ممزوجاً بسَلامةِ المنهجِ ودِقَّتِهِ، ومن الذين جمعوا بين الأصالة والمعاصرة، حيث تعمقوا في كتب التراث، ولكنهم لم يقتصروا عليها ولم يتعصَّبوا لها، بل كانوا على معرفة بالواقع وما يحصل فيه من مستجدات ونوازل تستدعي النظر والاجتهاد، فاستفادوا من الماضي وربطوه بالحاضر..
وليس كمن يدَّعي التجديد فيتطاول على السابقين وجهودهم، ويهدر ما تركوه من علوم ومعارف بحجة التجديد والمعاصرة!
فالمطلوب هو الاستفادة من السابقين مع عدم التعصب لهم، والإضافة والبناء على ما تركوه من علوم، لإكمال مسيرة العلم والمعرفة حيَّة متجدِّدة، لا كما يفعل بعض المنغلقين الجامدين الذين يساهمون في تأخُّر المسلمين وتراجعهم، بسبب قلَّةِ علمهم، وضيقِ فهمهم وعقولهم..
وما أقلَّ المنصفينَ الذين استفادوا من علوم السابقين، وأحسنوا فهم الواقع.
وكلُّ ما سأذكره هنا هو من كلام الشيخ حاتم العوني، فلا حاجة إلى تكرار نسبة القول إلى قائله.
ووضعتُ عناوين فرعية جعلتُها بين (قوسين).
في الإيمـان والرقــائق
(محبَّةُ اللهِ تعالى)
حب الله تعالى شعور أقوى في أثره وأثبت في بقائه من تعظيمه تعالى بالخوف أو بالرجاء، فالخوف يزول مع ظن النجاة من الأمر المخوف، والرجاء يزول مع ظن الحصول على الأمر المرجو.
أما الحب فيزداد في هاتين الحالتين، أي مع النجاة ومع تحقيق الرجاء، كما أنه لا يزول مع بقاء التعظيم بالخوف والرجاء؛ لأن المحب لا يشك في محبوبه، ويعلم أنه لا يريد به إلا الخير، مهما آلمه بالصد أو بعدم الاستجابة.
(الحُبُّ هو أهمُّ علاقةٍ بينَ العبدِ وربِّه)
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلهِ):
لو كان هذا من كلام البشر، لقالوا: ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يعبدونهم كما يعبدون الله، لكن كلام الله ذكر هذا المعنى بذكره أنهم كانوا قد اتخذوهم أنداداً، وأضاف إليه بيانَ أقبح شيء وقع لهم في عبادتهم للأنداد، وهو أنهم كانوا يحبونهم كحب الله. مما يبين أهم علائق العبد بربه، وأنه هو الحب!
(غيرةُ المحبِّين)
أشد ما يثير غيرة المحبين أن ينافسهم على قلب المحب محبوب آخر، فقانون الحب يحرم الشراكة فيه.
والله تعالى يغار، ولذلك فيكفي لبيان غيرته تعالى ممن اتخذ له أنداداً أن يذكِّرهم بأقبح فعل لهم وهو أنهم أحبوا غيره كحبه. (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلهِ)، فيكفي لبيان سوء فعلهم أن يذكر الله تعالى أنهم قد أشركوا في حبه غيره. ويكفي لغيظ هؤلاء الخونة في الحب، أن يقال لهم (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلهِ).
(تسبيحُ الحُبِّ)
بالخوف تُسَبِّح مستنجداً، وبالرجاء تسبح سائلاً، وبالحب تسبح محباً، وكفى بتفضيل تسبيح الحب أنه للحب، ليس لشيء آخر.
ولا يصل المؤمن إلى تسبيح الحب إلا في اللحظة التي يملكه فيها جمال الخالق تعالى.
وإن جمال الخالق الذي بث دلائله في جمال المخلوقات هو الذي يخلق في قلوب المحبين تسبيحاً يعجز عنه المستنجدون والسائلون!!
ومع ذلك فأكمل حالات العبد أن يكون خائفاً مستنجداً، سائلاً متوسلاً، محباً مأخوذاً بجمال الخالق وكماله.
(تَغليبُ الرَّجاءِ على الخَوْف)
عندما أخبرنا الله تعالى أنه وسع كل شيء رحمة، وعندما أخبرنا أن رحمته تغلب وتسبق غضبه, فلا يمكن أن يكلفنا بعد هذا الإخبار بأن نساوي بين الخوف والرجاء؛ لأن هذا تكليف بما لا يستطاع! فالإخبار بغلبة الرحمة التي تسلتزم تقديم الرجاء, مع المطالبة بتساوي الخوف والرجاء = تكليف بما لايدخل في القدرة؛ لأننا لن نساوي بينهما إلا بأن نرد خبر الله تعالى بغلبة رحمته (ونعوذ بالله من ذلك).
ومع ذلك: فلا شك أنه عند الهم بالمعصية يجب تغليب الخوف على الرجاء، وفيما سواها من الأحوال يرجع الأمر إلى أصله من تقديم الرجاء.
(رُبَّ حياءٍ من مُنْعِم كان أشدَّ في الردع عن مخالفته)!
كفى بذِكْرِ اللهِ رادعاً عن معصيتِه! وكفى بذِكْرِ الله زاجراً عن التقصير في حقِّه سبحانه وتعالى.
الأمر حقاً لا يحتاج أكثر من أن تَذْكُـرَ الله تعالى، تَذْكُـرَه فقط؛ لكي تجتنب مخالفةَ أمره. لا تحتاج إلا أن لا تَغْفُلَ عن ذِكْرِه فقط؛ لكي يدوم أُنْسُك بلذّةِ القُرب بطاعته.
فمجرد تذكُّر الله تعالى يكفي لاستحضار كل معاني التعظيم حُبّاً ورجاءً وخشية؛ ولهذا كان كافياً للعاصي أن يذكر الله لكي يؤوب إلى رشده ويفرّ إلى ربه!
فليست الخشية وحدها هي الرادعة (كما ظنَّ بعضهم)؛ فرُبَّ حياءٍ من مُنْعِم كريمٍ كان أشدَّ في الردع عن مخالفة أمره من خوف عذابه!
ورُبَّ حبٍّ حَجَبَ النفسَ عن كل ما لا يحبه المحبوب أكثر مِن الحَذَرِ مِن عقوبة غضبه!
فذِكْرُ الله على كل أنحائه أعظمُ مانعٍ عن معصيته، وذِكْرُ الله لا يجتمع قط مع غفلة الجهالة عن واجب تعظيمه عزَّ وجلَّ!
(خُشُوعٌ في غيرِ الصَّلاة)
منظر الخاشعين في الصلاة مؤثر جداً؛ لكن هناك منظر أكثر تأثيراً: أن تخشع في سوقك، في مدرستك، في وظيفتك، وأنت تتجادل، وأنت تخاصم.
فالخشوع في الصلاة قويت أسبابه واجتمعت دواعيه، أما الخشوع عندما تختفي أسبابه وتتفرق دواعيه فهو الإنجاز المؤثر فعلاً.
جرب أن تستجيب لداعي الخشية في مثل تلك المواطن، ستجد أنك كلما ذكرته خالياً بكيت من لذته ومن شوقك لهزته الإيمانية العظيمة!
(كُلَّما عَظُمَ المرءُ زادتْ حاجتُهُ إلى التواضع)
كُلَّما عَظُمَ المرء كان محتاجاً إلى مزيد من التواضع, لا لأن العظمة مدعاة للغرور فحسب, ولكن لأنه لا يعظُم المرء إلا بقدر تواضعه, فعظمته التي بلغها هي على درجة ما عنده من التواضع.
فإذا أراد أن يتطوَّر ويزيد من أمجاده, فلا بد من أن يزداد تواضعاً؛ وإلا فإنه قد استحق الجمود, والجمود يعني التراجع عن قمة العظماء.
والتواضع سلم العظماء, لكنه سلم غريب: قد يظن فيه المرء أنه يهبط, وهو في الحقيقة يعلو (من تواضع لله رفعه).
جَمَاليَّةُ الدِّينِ الإسلاميِّ وعَظَمَتُه
(مِنَ الوَاقعيَّة)
(عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً): علم الله ضعفنا وأننا لن نصبر عن ذكر النساء المعتدات، فأباح لنا الإلماح والتلويح بالرغبة في خطبتهن والزواج بهن بعد العدة.
هذا نموذج من نماذج الواقعيَّة التي ندعوا الناس إليها، وهي حكمة ربَّانيَّة نستفيد منها في التعامل مع الواقع كما هو، لا بما يجب حسب الصورة المثالية، ولا حسب الأكمل.
(مُعجِزَةُ الفُتُوحِ الإسلامِيَّة)
معجزة الفتوح الإسلامية لا في سرعة توسع رقعة العالم الإسلامي خلال أقل من عشر سنوات بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في تهاوي أعظم دولتين في ذلك الوقت ( الروم والفرس) أمام الجيوش الإسلامية الناشئة، التي تقل عن جيوش الروم والفرس عُدةً وعدداً وخبرة، فهذا كله حصل ما يشبهه على يد التتار، فاجتاح التتار العالم الإسلامي خلال أعوام قليلة، وأسقط كثيرا من ممالكه ودوله.
وإنما معجزة الفتوح الإسلامية هي: في سرعة تقبل الشعوب للدين الإسلامي واحتضانها للدين الجديد كالعرب تماماً (حملته الأولين) وقيامهم بنصرته والدفاع عنه، منذ أوائل دخول دعوة الإسلام إلى بلدانهم بعد الفتوح الإسلامية.
وهذا ما لم يحصل، حتى مع التتار، بل الذي حصل مع التتار أنهم هم تركوا دينهم ودخلوا في الإسلام، بعد استيلائهم للعالم الإسلامي، وكونوا دولاً إسلامية، أصبحت مع امتداد الزمن دولا تدافع عن الإسلام وتحارب وتسالم من أجله!
وكان استيلاء التتار على العالم الإسلامي معجزة اجتماعية، إذ إنها نكست العادة الاجتماعية السارية في التاريخ البشري، والتي نبه عليها ابن خلدون: من أن الصعيف يتبع القوي، وأن الأمم والشعوب الضعيفة تتشبه وتقلد الأمم والشعوب القوية. فانتكست هذه العادة، وانخرقت هذه السنة الاجتماعية، في حالة التتار واستيلائهم للعالم الإسلامي!!
وبذلك بقيت معجزة الفتوح الإسلامية معجزة تاريخية حقاً، ولا يُعترض عليها بمثل حادثة التتار، بل أصبحت حادثة التتار نفسها معجزة إسلامية أخرى، تستحق الاعتراف لها بأنها خارقة للعادة البشرية!!
(تَغييرُ القَنَاعةِ لا يكونُ بالإكْرَاه)
الإكراه على الدين تستنكره الفطر السوية، ولذلك لما هدد قوم شعيب عليه السلام شعيباً ومن معه بالطرد أو العودة إلى الكفر: (قَالَ المَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا)، اكتفى شعيب عليه السلام بأن يسأل قومه هذا السؤال الاستنكاري: (أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ)، ليبين لهم أن تغيير القناعة لا يكون بالإكراه، ولا يحصل بالإكراه إلا النفاق:إظهار خلاف ما تبطن.
(التَّسَامُحُ الحقيقيُّ هو الذي يكونُ عن قُدرَة)
تسامحُ العاجز عن إثبات صحة معتقده تسامحٌ منقوص؛ لأن جزءاً من تسامحه هذا قد يكون هروباً من إفحام مخالفيه ومن افتضاح معتقده بعدم قيام أدلته به، لكنه يُلبس هذا الخوفَ والهروبَ ثوب التسامح، فهو لا يريد أن يقول: لا تجادلوني لأني عاجز، فيقول بدلاً من ذلك: لا أجادلكم لأنكم أحرار!
إنما التسامح الحق هو قبول القادر على إثبات صحة عقائده لأصحاب العقائد الباطلة، وأن يقول لهم وهو المنتصـر ببراهينه وحججه: (لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ)
نَصَائح مَنهَجِيَّة في العِلْمِ والإنصَـافِ وأدَبِ الخِلاف
(البِنَاءُ هُوَ الأسَاسُ، وليسَ الرَّد)
البناء أحسن وسيلة للرد على الهدم، ولو نظرت إلى ردود القرآن والسنة على خصوم وأعداء الإسلام لوجدت أنها قليلة جداً في مقابل التأسيس والتشييد في نصوص الوحيين، وبذلك كله قامت دولة الإسلام وشُـيِّد صرحُ خير الأمم.
فالردُّ المجرد قد يصد الهجوم وقد يهزم الخصوم، لكنه وحده لا يبني حصناً ولا سوراً، فضلاً عن مدينة وحضارة.
الغُرُورُ الدِّينيُّ بدعة؛ لأنه تعبُّـدٌ لله تعالى بغير ما شرع!
ولذلك يقل أن تتيسر لصاحب هذه البدعة توبة؛ لأنه يظن نفسه بغروره الديني هذا معتزاً بالإسلام، الذي مهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله! يظن نفسه معلناً لتميزه بالسنة واتباع السلف!!
فما أبعدَ مثل هذا من أن يتوب؟! ما دام أنه يتقرب إلى الله تعالى بغروره!!
وما أبعدَ تلامذته وخرجي مدرسته من أن يدركوا هذا الغرور من أنفسهم ومن أن يروه في شيخهم؛ لأن هذا الغرور عندهم هو نفسه الصفة التي دعتهم للإعجاب بشيخهم والاقتداء به، والتي يرونها بمنظار: الصلابة في السنة، والشدة في المنافحة عنها، وعدم المداهنة في الدين، فهو عندهم: مظهر عزة الانتساب للسنة، وقوة حجة السلف، ونقاء عقيدة التوحيد.
ولذلك فلا تعجب أن ترى شيخاً فاضلاً، صاحب عبادة وتأله، بل صاحب تواضع مع عموم الناس، لكنه مغرور بهذا الغرور الديني؛ لأن غروره هذا هو نفسه في رأي نفسه من أعظم القربات والعبادات، ومن أوثق عُرى الإيمان!!
ولن يكون هذا الغرور بأغرب من استباحة الخوارج لدماء المسلمين، وهم من أكثر الناس تعبداً وزهداً؛ لأنهم يعدون هذا السفك للدماء أعظم مهور الجنة، وجهاداً هو ذروة سنام الإسلام!!
(وُجُودُ الخُصُومَاتِ ليسَ دليلاً على الخطأ)
تذكر أن أكبر الناس خصومات هم الأنبياء ؛ لأنهم كانوا فرقاناً بين الحق والباطل، ثم الأئمة المجددون ؛ لأنهم يخالفون في تجديدهم المألوفات والعادات.
ولذلك قال ورقة بن نوفل للرسول صلى الله عليه وسلم: (لم يأتِ رجلٌ قط بمثل ما جئتَ به إلا عُودي).
فمَنْ جعل مجرد وجود الخصومات دليلاً على خطأ مسيرة شخص، فهو ممن لو عاصر أحد الأنبياء أو المصلحين لكان واحداً من ألدِّ خصومهم!
(أكثرُ المشتومين هم أنصارُ الحقِّ)
أسفه الناس هم أعداء الحق، ولذلك كان أكثر مشتوم: أنصاره!
وأنصر الناس للحق: الأنبياء عليهم السلام، ولذلك فهم أكثر مشتوم في الناس!
أكثر مشتوم في الناس الأنبياء عليهم السلام، ومع ذلك هم أرفعهم ذكراً وأجلهم قدراً، وأكثرهم مفتدى في الناس بالنفس والمال!
فلا يأسى مِنْ شتم السفهاء عاقل، ولا يفرح بعدم قرضهم لعرضه كريم، ولا يستدل به على بطلان الرأي وخطأ المسيرة إلا غافل!!
(لا بُدَّ للمُصلِحِ أنْ يَصبِرَ على أشواكِ الطريق)
إذا كان المصلح يظن أن طريقه في التعليم والإصلاح لن يواجه بالرفض والهجوم ومحاولات الصد عنه بتشويه السمعة، فلن يكون أهلاً لسلوك هذا الطريق.
ولو كان يظن أن هذا الصد سينتهي، ما كان ليصر على إصلاحه ويستمر عليه رغم كل تلك الصواد.
لقد سلط المشركون سفاءهم على أكرم الخلق وأعز الناس، ولكم أن تتخيلوا حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوله غلمان ثقيف ومراهقوهم: هذا يشد ثوبه، وهذا يشتمه، وذاك تتطاول يده ذلك الجناب الشريف، وآخر يرميه بحجر!! وهو بأبي هو وأمي يدفع بلطف هذا عنه، ويبعد يد الآخر، ويشيح وجهه عن سوء الثالث..
تهون النفوس أمام خطفة من هذا المشهد البالغ قمة القبح: عندما يتطاول السفهاء على سيد الأولين والآخرين، والبالغ قمة العظمة عندما يصبر صلى الله عليه وسلم على ذلك في ذات الله عز وجل.
(مع مَنْ تكونُ المُنَاظَرَة)؟
المناظرة لا تنفع مع كل أحد، فالأصل والصحيح أن لا تكون المناظرة إلا بين المتناظرين؛ أي المتقاربين في العلم.
أما بين العالم والجاهل: فحق الجاهل أن يسمع العالم ليتعلم، وأن يسأل عما جهل.
وواجب العالم أن يبذل جهده في التعليم والتفهيم، وأن يتسع صدره لذلك، وأن يصبر على أسئلة الجاهل.
وسبب عدم صحة المناظرة مع الجاهل: أن الجاهل لن يستفيد إذا استعجل العلم، وسيكون العالم مضطراً أن يقول له مرات ومرات: هذه مسألة تحتاج فيها لأشهر من الدراسة لتفهمها، فهي مبنية على أصول وقواعد أنت لا تعلمها!
والمناظرات لا تقبل أن يكون أحد المتناظرين متكلماً والآخر صامت، ولا تقبل إلقاء الدروس، وقد يكون هذا الصمت هو الواجب ليفهم الجاهل، وقد يكون إلقاء الدروس هو الواجب على العالم لكي يتمكن من تعليم الجاهل، فكيف تتم مناظرة العالم والجاهل والحال هكذا؟!
ولذلك يروى عن الإمام الشافعي أنه قال: ما ناظرني جاهل إلا وغلبني! يعني: إلا وعجزت في المناظرة أن أزيل عنه جهله؛ لأن المناظرة بين العالم والجاهل ظلم، تزيد الجاهل جهلاً واغتراراً بجهله!
وقد يغفل الناس عن صورة الجهل المركب: وهو جهل من يجهل أنه جاهل، ويظن نفسه عالماً.
وقد يظنون الجاهل هو صورة لذلك الذي لا يفك الحرف إلا وشيكاً! وينسون أن من الجهل من يكون صاحبه مثقفاً واسع الاطلاع، لكنه كالكشكول الذي فيه من كل علم، ولكن ليس فيه منها علم واحد!!
ومع ذلك فقد يوافق العالم على مناظرة الجاهل اضطراراً، عندما تكون مفسدة عدم مناظرته أعظم من مفسدة مناظرته، فيدرأ المفسدة الأعظم بالأخف!!
طالبُ العِلْمِ المُتَجَرِّد!
قد يقولون لك: تغيرت!!
فقل لهم: نعم تغيرت، وأرجو أن أكون قد تغيرت كثيراً!! لأني اجتهدت في التزود من العلم، ولن أدع سؤال ربي بأن يزيدني منه.
ومن ازداد علماً سيكون تَغيُّره بقدر زيادة علمه، فإن قلّ تزوده من العلم قلّ تَغيّره، وإن كثر تزوده كثر تغيره.
فهم يريدونك أن لا تتغير، مهما علمت ما كنت تجهل! يريدونك تبعاً لهم مقلداً مهما اكتشفت مجاهيل كنت لا تعرف شيئا عنها... مهما ظهرت لك أغلاطهم وتناقضاتهم.. هم يريدونك إمعة تنقاد لهم!!!
فاسأل الله تعالى أن يزيدك تغيراً بزيادة علمك، فبئس العلم الذي لا يغير، فهذا ليس سوى الجهل والعصبية له.
فالعلم هو ما أوضح لك جهلك، وما عرَّفك بما لم تكن تدري، وهذا هو التغيير الذي يخشون؛ لأنك ستفضح أخطاءهم، وستكشف عوراتهم!!
(سُوءُ الظَّنِّ يَحُولُ دُونَ الفَهْمِ)
لم أرَ أكثر من سوء الظن والإعجاب بالنفس حائلاً دون الفهم, ولا مانعاً من التجرد والموضوعية, ولا صادّاً عن العدل والإنصاف.
فإذا رأيت من لا يفهم, ولا يقدر على التجرد, ويبتعد عن الإنصاف, فلا تتعب نفسك معه؛ إلا بأن تبصره بدائه, وتعينه في أن يرى محاسن الناس وعيوب نفسه.
(أيُّ فَضَائل هذه)؟!
بعض طلبة العلم يتعلم الاعتراض قبل العلم..
ويتعلم سوء الأدب باسم عدم التقليد..
ويغرق في تقليد بعض المعاصرين بدعوى ترك التمذهب..
ويدعي اتباع الدليل وهو يقلد الذين ذكروا لهم دليلهم..
وينكر الاختلاف المعتبر بحجة أن الحق واحد لا يتعدد!
فمَنْ علَّمهم هذه العلوم وربَّاهم على هذه الفضائل!!
(تَبرِيرُ كَرَاهَةِ النَّقْد)
عندما نكره النقد لا نعترف بذلك ولن، ولكننا سوف نبحث عن سبب ندعي أنه هو سبب رفضنا له.
وكذلك النصيحة، فعندنا نرفضها، لن نصرح بأننا نرفض النصيحة، ولكننا سندعي أن أسلوبها لم يكن حسناً.
فإذا لم نجد سبباً يمكن أن نخادع به أنفسنا والآخرين لرفض النقد والنصيحة، قفزنا إلى محاولة إسقاط القائل، بأنه ليس أهلاً للنقد ولا للنصيحة.
وننسى أنه لا علاقة بين قبول الحق وقائله!
وننسى أن بعض الناس يسقط من يحاول إسقاطهم، فهم أقوى من كل محاولات الإسقاط الجائرة.
والأهم: ننسى أن هذه الخدعة لم تعد خدعة أصلاً منذ زمن طويل؛ منذ أن قال نبي الله صالح عليه السلام لقومه المعاندين: (وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ).
(عَدَمُ الجَزْمِ في الظَّنيَّاتِ هو دليلُ العِلْمِ والتَّوَاضُع)
بعض الناس يظن أن الجزم في القول وادعاء اليقين في الآراء دائماً هو دليل العلم والرسوخ فيه، أو أنه هو دليل الثقة بالنفس وقوة الشخصية، ولا يعلمون أن الترجيح الظني، والتعبير عن ظنيته بصدق ووضوح وتواضع، غالباً هو دليل العلم والرسوخ فيه!
لأن اليقينيات قليلة بالنسبة للظنيات؛ كما كانت الأصول أقل من الفروع.
ولذلك يتكرر من أهل الرسوخ في العلم التعبير عن ظنونهم في هذه الفروع الظنية! بل الراسخون في العلم ما أكثر ما يتوقفون ويقولون: (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا).
كما أن هذا التعبير الواضح بعدم الجزم وبادعاء الوثوقية دليل الثقة الحقيقية في النفس؛ لأن صاحبه لا يشعر بأنه محتاج لإكمال نقصه بادعاء اليقين فيما لا يبلغ اليقين، ولا يخشى من اتهامه بالجهل إن صرح بعدم ثقته من رأيه وترجيحه.
(بماذا يُعْرَفُ العَالِـم)؟
يجب أن نعرف العالم، لنعرف ما هو العلم! فلا يُعرف العالم بسنه، ولا بوقار شيبته، ولا يعرف بشيوخه ولا بتلامذته، فكم تتلمذ على الأئمة وكم نجب منهم، وكم فاق تلميذ شيخه وتتلمذ الشيخ عليه.
ولا يعرف العالم بمحفوظه، فأحداث الأسنان يحفظون.
ولا يعرف بمجرد أن له مؤلفات، فنسخ وتكرار العلم ليس علماً.
وإنما يعرف العالم بـ(ماذا أضاف للعلم) وبـ(ماذا حرَّر) وما هي تقريراته العلمية التي سنُضطر إليها عند البحث والدرس.
(صَندُوقُ المألُوفِ، وغير المألُوف)
بعض الناس يخرج من صندوق المألوف والقول السائد، لكن إلى صندوق آخر، وهو صندوق غير المألوف ومخالفة السائد! في ردة فعل غاضبة على انحباسه في الصندوق الأول وتمرُّداً عليه ومغايظة لمن لازالوا متصندقين فيه!!
والمطلوب هو الخروج من الصندوقين كليهما؛ ليكون بعد خروجه من الصناديق كلها منطلقاً في نظره حراً في تفكيره.
(التسلُّطُ مرفوضٌ من كلِّ الاتجاهات)
عندما يمارس كهان الأديان تسلطهم باسم الرب، يقصيهم الناس مع ربهم.
وسيتحمل أصحاب الكهنوت تبعة هذه النتيجة القاسية عليهم في الدنيا والآخرة..
وعندما يمارس علماء الدين تسلطهم باسم الدين، يقصيهم الناس مع الدين.
وعندما يمارس الليبراليون التسلط على خصومهم باسم الحرية يقصيهم الناس مع حريتهم.
أبت فطرة الناس إلا أن ترفض التسلط والعبودية، إلا تسلط المحبوب، وعبودية المحبة والاختيار.
(لَـمْ يَنصُرُوا الحقَّ، ولَـمْ يَخذلُوا البَاطِل)!
يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال عمن اعتزل القتال معه ومع أهل الشام: (أولئك قوم لم ينصروا الحق، ولم يخذلوا الباطل).
لم أجد أقوى من هذا التعبير في بيان خطأ من اتضح لديه الحق، وظن أنه باعتزاله وصمته غير مخطئ ولا ملوم؛ لأنه في الحقيقة مخطئ من جهتين:
- لم ينصر الحق، ونصرته واجبة لمن عرفه.
- ولم يخذل الباطل، وخذلان الباطل واجب آخر.
(الغُلُوُّ في الحقِّ)
حتى الحق قد يغلو فيه صاحبه، فيجعل الناس يبغضونه.
فالحق الذي يتعصب له صاحبه، فوق ما يستحق، كأن يكون ظنياً فيجعله يقينياً، أو إلى حد إكراه الناس عليه (كإكراه الكفار على الإسلام)، أو ظلمهم لأنهم أهل الباطل (كقتل من لا يحارب من نساء وأطفال الكفارالمحاربين) = يصبح هذا الحق أبغض إليهم من الباطل الذي لا يتعصب له صاحبه، وتصبح عداوتهم لأهل الحق الغلاة فيه أكثر حضوراً من عداوتهم لأهل الباطل غير المتعصبين له!
العَقْلُ ومَكَــانتـه في الإسلام
(أصلبُ جدارٍ صَدَّ عن سماع دعوة الأنبياء)
منع العقل من التفكير ومحاربة استقلاله عن التبعية لغيره هو أصلب جدار كان قد صد عن سماع دعوة الأنبياء، فمن أراد منك أن تسلم عقلك له، فهو أبو جهل، ولو كان يدعي أنه أبو العلم. ومن ادعى أن الحجج العقلية كانت هي سبب رفض دعوة الأنبياء، فقد أساء أول ما أساء إلى دعوة الأنبياء، ثم إنه قد ظلم العقل. ولا أدري كيف يريدنا أن نعقل عنه فكرة، من يحذرنا من عقولنا؟!
(مَتَى تَصحُّ المطالبةُ بالتَّسلِيم)؟
المطالبة بالتسليم حقٌّ في محلِّها، ولا تكون حقاً إلا: فيما كان لا جواب له إلا التسليم، وكان صادراً ممن يصح التسليم له.
أما المطالبة بالتسليم فيما لم تظهر حكمته وتتضح مصلحته للعجز عن معرفة الحكمة ورؤية المصلحة فهو مطالبة بالتسليم لعجز من لم يعرف تلكم الحكمة والمصلحة، فهو جزء من تسليم المستعبَدين للكهنوت.
وأما التسليم لمن لا يجوز له التسليم (وهم كل من سوى النبي صلى الله عليه وسلم) فهو العبودية الفكرية نفسها بكل آصارها وأغلالها.
(العَقلُ هو الدَّليلُ على الحقِّ)
العقل دون تعطيله بالتقليد هو الدليل الوحيد على الحق قبل تصديق الوحي، فهو الذي يعرف به العاقل صحة النبوة، وبه يدرك الفرق بين النبي الصادق والمتنبئ الكاذب.
فيجب أن ندرك تمام الإدراك أنه حتى الكافر لم يكفر إلا بسبب عدم تحكيم عقله، يقول تعالى في ذلك: (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ)، فيبين الله تعالى بهذا السؤال الاستنكاري أنهم لم تأمرهم عقولهم بالكفر، ولو حكَّموها لما كفروا.
وميزة هذا السؤال الاستنكاري أنه يبين استحالة أن يتوهم عاقل بأنَّ العقل يأمر بالكفر، وأنَّ العقل بعيد كل البعد عن هذا. كما أن في تسمية العقول بالأحلام، والذي هو ضد الجهل، ما يدل على سياق التعظيم هذا.
يعظم الله تعالى العقل هذا التعظيم، ويجعله الدليل على صحة النبوات وإدراك دلائلها ومعجزاتها، ثم فينا من يجعله عدواً للنقل وضداً للوحي؟!
والأهم: أن العقل لا يعطله شيء مثل التقليد، ومثل منعه من التفكير بحجة تعظيم المعظمين.
(احترامُ عُقُولِ النَّاس)
عندما نأمر الناس باحترام العلماء، فعلينا أن نطلب من العالم قبل ذلك أن يحترم عقول الناس، فلا يطالبهم بإلغاء عقولهم، بحجة أنهم غير متخصصين.
وبين ممارسة الكهنوت وواجب احترام أهل العلم شعرة: هي أن الكهنوت يقوم على الانقياد دون قناعة، بحجة التسليم للعالم.
وأما احترام العالم فيقوم على قدرة العالم على الإقناع بصحة قوله أو الإقناع بعجز المعترض عن فهمه.
وبغير ذلك سيمارس العالم الكهنوت بحجة الاحترام، أو سيسقط الكهنوت والاحترام معاً.
(الشيخُ الذي لا يَسمَحُ بالسُّؤَال)
يجب عليك أن تعلم أن الشيخ الذي لا يسمح لك بسؤال الاستشكال لا يريدك أن تكون عالماً أبداً، بل يريدك أن تكون نسخة منه مقلداً. وأن ضيق العطن بسؤال الاستيضاح ودفع الإشكال هو ضيق في العلم وعجز فيه.
وهذا عكس ما يتصوره بعض طلبة العلم: حيث يتأدبون مع من لا يسمح لهم بالسؤال وتوضيح الاستشكال، ويستقر في نفوسهم أنه هو العالم، وينزلون من سمح لهم بسؤال الاستشكال عن منزلته من العلم!
(تَعظيمُ النُّصُوصِ في فهمها، وليس في التمسك بظاهرها)
التمسك بظواهر النصوص ليس هو وجه التعظيم لها، وإنما التفقه في النصوص هو التعظيم.
فتمسك الخوارج بظواهر نصوص الوعيد مذموم، وأما تأويل السلف لها على خلاف ظاهرها فقد كان هو الممدوح.
والظاهرية عندما رفضوا تعليل الأحكام وتمسكوا بظواهر النصوص لم يكونوا أولى بالنصوص ولا بالتمدح بالتمسك بها من السلف، عندما أناطوا الأحكام بعللها، فيتبعون علل الإحكام وجوداً وعدماً وإن خالفوا ظواهر النصوص.
فهم بمخالفتهم هذه لظاهر النص، قد وافقوا مراد النص.
التَّجْـدِيـدُ الدِّينيُّ
(الفَرقُ بينَ التَّجديدِ والتَّبديل)
إنَّ الرسام إذا أراد أن يجدد لوحته القديمة فسوف يستخدم ألوانه وريشته نفسها، أما إذا غيّرَ الريشة والألوان فهذا يعني أنه يريد أن يبدل اللوحة، لا أن يجددها.
وهو حر في اتخاذ أي من القرارين، لكنه ليس حراً في أن يسمي التبديل تجديداً.
وكذلك الشأن في علومنا الإسلامية: لا يمكن أن نجددها بآلة من غير جنس الآلات التي صنعتها، بل لا بد لتجديدها من استعمال جنس آلاتها التي أبدعتها؛ إلا إذا كنا لا نريد تجديد علومنا، وإنما نريد تبديلها.
(التَّجديدُ في كلِّ لحظة)!
رأى العلماء قديماً أن حاجة الأمة إلى تجديد الدين لا ينقضها شيء، ولا ضعف حديث المجدد للدين كل مائة عام؛ لأن التجديد ليس لازماً للتخليص من الخطأ فقط، بل لأنه لازم لصلاحية الإسلام مع متغيرات الزمان والمكان.
ولئن اكتفوا من التجديد أن يحول عليه من القرن للقرن، فإننا في ظل المتغيرات القوية السريعة لن نكتفي من التجديد إلا أن يرافقنا كل لحظة.
(تعريفُ التِّجديدِ الدِّينيِّ)
التجديد الديني هو: متابعة الاجتهاد المنضبط بمنهجه الذي يراعي القواعد العلمية الصحيحة للاستنباط من مصادر الشريعة وفق متغّيرات الحال في كل زمان ومكان.
وهو من خصائص الإسلام الثابتة، ومن طبيعته التي لا تتغير. فهو دين متجدد، مع ثبات الأصول.
فالجمود هو التبديل الحقيقي للدين، وليس التجديد، كما قد يتوهمه بعض الناس.
(خُطُورةُ فشلِ الخطابِ الإسلاميِّ)
عندما يفشل الخطاب الإسلامي في إقناع غالبية مسلمة فهذا يدل على عجز وخلل فيه ؛ فإما أنه نسب للإسلام ما ليس منه خطأ، وإما أن أسلوبه في الإقناع كان خطأ ؛ لأن الرأي إذا صحت نسبته إلى الإسلام حقاً فلا بد أن يكون مقنعاً للمسلمين.
وعندما يفشل سيكون له أثره السلبي زيادة على هذا الفشل: فقد يسوء ظن الناس بالشرعيين، أو يسوء ظن الشرعيين في الناس، مما يخندق المجتمع ويفرق الصف، هذا إن لم يشكك بعض جهلة المسلمين في الإسلام
.......
من أراد التوسع وقراءة روائع أخرى يمكنه تحميل الكتاب كاملاً
روائع من كتابات الشيخ العلامة حاتم بن عارف العوني
في هذا الرابط:
http://saaid.net/book/open.php?cat=8&book=12336