ولكن الله يدري
قال الربيع بن خثيم لأهله يومًا:
اصنعوا لنا خبيصًا -أي نوع من الحلوى مخبوصة من التمر والسميد- وكان لا يكاد يشتهي عليهم شيئاً من الطعام ولا يطلب؛ فصنعوا له ، فأرسل إلى جارٍ له مصاب - كان به ضرب من الجنون - فجعل يُلقِّمه بيده لقمة لقمة ؛ ولعاب الرجل يسيل
فلما فرغ الرجل وخرج قال له أهله :
تكلَّفنا وصنعنا.. ثم أطعمت هذا المجنون ما يدري هذا ما أكل؟
فقال الربيع: ولكن الله سبحانه يدري!!
ولكن الله يدري!!
بهذه الكلمة سبقنا القوم
ومن أجلها قام سوق الخبايا
ولكن الله يدري!!
⬅عن يحي بن أبي كثير قال:
تعلموا النية، فإنها ابلغ من العمل
⬅وقيل لحمدون بن أحمد:
ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا
قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام، ونجاة النفوس، ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس، وطلب الدنيا، ورضا الخلق!!
⬅و يقول الإمام مالك :
ما كان لله بقى!!
⬅ويقول سفيان الثوري:
ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيّتي؛ إنها تتقلبُ عليّ
⬅و سئل التُسْتري:
أي شيء أشدّ على النفس
قال: الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب
⬅وعلى لسان الأبرار وأهل الإخلاص والعمل الصالح يقول سبحانه :
﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً ،إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾
أراد هؤلاء الصالحون الجزاءَ من الله؛ وخافوا من يوم الحساب ، فما هي المكافأة من الخالق جل وعلا :
(فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا)
افعل الخير
الهادف الواعي البنّاء الكريم
وبادر وسابق الغير
ألا يكفينا أن الله يدري!!
وسوم: العدد 792