سبعون عاما على استشهاد البنا

حسن البنا .. إنه نعمة من نعم الله على هذه الأمة، له من اسمه نصيب، فهو حسنُ البناء، بل عبقري البناء، جاء للأمة على قدر، فملأ الدنيا وشغل الناس، وتبعه بعد بضع سنوات من دعوته ثلاثة ملايين من المسلمين داخل مصر، وانتشرت دعوته في العالم وهو على قيد الحياة.

لقد صنعه الله على عينه كما يصنع المجددين والمصلحين، فنشأ نشأة تناسب المهمة التي ندبه الله لها، وجدد معالم الإسلام وأزاح عنها سدول التاريخ وغبار العاديات، واستفاد من المدارس الإصلاحية التي أتت قبله والتي واكبته، وسلك خلاصة أفكارها مع أفكاره في تنظيم شامل قدم للأمة قيادات دعوية وفكرية استكملت تجديد الدين ونشر معالمه الحقة، وبينت حقائقه الراسخة.

جاهد البنا وكتائبه في مصر ضد المحتل البريطاني، وضد المحتل في فلسطين، وأسهم في نشر الفضيلة في مصر والعالم، فلما أحس المجرمون بخطره على مصالحهم حلوا جماعته واعتقلوا إخوانه، وتركوه وحيدا ليلقى الشهادة في شارع رمسيس بالقاهرة قبل سبعين عاما بالتمام والكمال 12 فبراير 1949م، فارتقى كما يرتقي العظماء، وتكون دماؤه الزكية المهراقة زادا يكمل البناء ويلهب الأجيال ويلهم المصلحين الربانيين..

ما أحوج الأمة من جديد إلى رجل في نفاسة معدن حسن البنا وجهاده المتواصل وفكره الحي وإخلاصه المتجرد وتضحيته النبيلة.

اللهم ارحم حسن البنا وارض عنه، وارزق الأمة العطشى بمجددين مصلحين وأئمة ربانيين!

وسوم: العدد 811