تأملات في القران الكريم ح439 سورة النازعات الشريفة
بسم الله الرحمن الرحيم
أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا{27}
تضمنت الآية الكريمة سؤالا انكاريا ( أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء ) , أفي تقديراتكم ان خلقكم اشد من خلق السموات , ( بَنَاهَا ) , بيان لكيفية بناء السماء .
رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا{28}
تستمر الآية الكريمة ( رَفَعَ سَمْكَهَا ) , العلو والارتفاع , او هو السقف , ( فَسَوَّاهَا ) , سليمة من العيوب , لا خلل فيها ولا تناقض .
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا{29}
تستمر الآية الكريمة ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا ) , أظلمه , أي صار مظلما , ( وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) , وابرز ضياء الشمس في النهار .
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا{30}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ) , بسطها ومهدها للسكنى .
أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا{31}
تستمر الآية الكريمة ( أَخْرَجَ مِنْهَا ) , من الارض , ( مَاءهَا ) , البحار والانهار , والامطار , وتفجير عيون الماء , ( وَمَرْعَاهَا ) , ما يأكله الناس من الاقوات , وما ترعاه البهائم .
وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا{32}
تضيف الآية الكريمة ( وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ) , اثبتها على وجه الارض .
مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ{33}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ) , كل هذه النعم , خلقها الله تعالى لكم ولأنعامكم .
فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى{34}
تعرج الآية الكريمة على لمحة عن يوم القيامة ( فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ) , الداهية العظمى التي تعلو على سائر الدواهي , يرى بعض المفسرين انها نفحة الصور الثانية .
يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى{35}
تضيف الآية الكريمة ( يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى ) , حينها يتذكر الانسان كل اعماله في الدنيا من خير او شر , وذلك بان يراها ماثلة امامه في صحيفة اعماله .
وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى{36}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى ) , واظهرت ذلك الحين النار لكل رائي , يشاهدها عيانا .
فَأَمَّا مَن طَغَى{37}
تستمر الآية الكريمة ( فَأَمَّا مَن طَغَى ) , ضل وكفر .
( عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث من طغى ضل على عمد بلا حجة ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا{38}
تستمر الآية الكريمة ( وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) , واستأثر بالحياة الدنيا , مفضلا اياها على الاخرة , منهمكا فيها ومنشغلا بملذاتها .
فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى{39}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ) , فمصيره ومأواه الجحيم , النار المحرقة .
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى{40}
تعرج الآية الكريمة على ذكر فئة المؤمنين ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ ) , مقامه بين يديه لعلمه بالقيامة والمعاد , ( وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ) , ونهى نفسه عن الشهوات والملذات المحرمة , لأنها منبثقة عن الهوى .
فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى{41}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) , فان الجنة هي مأواه ومصيره .
( عن الصادق عليه السلام قال من علم أن الله يراه ويسمع ما يقول ويفعل ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الاعمال فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا{42}
تضيف الآية الكريمة ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ ) , القيامة , ( أَيَّانَ مُرْسَاهَا ) , وقوعها وقيامها .
فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا{43}
تستمر الآية الكريمة ( فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا ) , لست على شيء من العلم بها , فعلمها له جل وعلا وحده .
إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا{44}
تستمر الآية الكريمة ( إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا ) , منتهى علمها .
إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا{45}
تقرر الآية الكريمة ( إِنَّمَا أَنتَ ) , يا محمد "ص واله" , ( مُنذِرُ ) , محذر ومخوف بها , ( مَن يَخْشَاهَا ) , يخافها .
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا{46}
تختتم الآية الكريمة ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ) , حين يرون القيامة قد قامت كأنهم لم يلبثوا في الحياة او القبور او كلاهما معا الا كعشية يوم او ضحاه .
وسوم: العدد 849