ذكر الله تعالى
غسان بنقسلي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وبعد فحديثنا عن ذكر الله تعالى وهو يشمل فقرات عدة:
1. تعريفات بالذكر
2. أحوال الإنسان مع الذكر
3. آداب الذكر
4. آثار الذكر
5. فضل الذكر وقيمته
1- تعريفات بالذكر :
الذكر لغة : من ذكر الشيء حدث به وتكلم عنه، أما اصطلاحا ، فالذكر هو إقبال على الله وتواصل ،بحيث تبقى معه في جميع الأحوال والأوقات ،لا تغفل عنه ولا تنساه .
أما هدف الذكر، فهو تطهير القلب بالطيب من القول والعمل ،
وأما الغاية منه فهي ربط العبد بربه على الدوام ،
وأما طبيعته فتختلف بين العبد والرب ، فالذكرُ بالنسبة للعبد يعني التسبيح والتحميد والاستغفار ، وهذا يشمل الإنسان وجميع المخلوقات ، فانظر مثلا للطيور كيف تبدأ صباحها بالتسبيح والذكر ، وحتى النبات والجماد من شجر وحجر ومدر ، تسبح بحمد الله ، وصدق الله العظيم " وإنْ من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " ، وقال: " وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم" .
وأما الذكر بالنسبة لله ، وهو الخالق ، فهو الرحمة والرعاية والعناية والحفظ ،
والذكر عموما أيها الإخوان حلقة وصل مع الله ، و قد يكون بصوت أو بصمت ، أي قد يكون جهرا ، أو ترديدا باللسان ، أو سرا بالقلب ، وصدق الشاعر حينما قال:
نطقتْ بكم موجاته بسكوتها ..... ومن العجائب ساكتٌ يتكلم
وقد قال الله تعالى: "واذكر ربك في نفسك " أي سرا .
وقد يكون الذكر تسبيحا أو دعاء مأثورا أو قرانا أو شيئا من هدي الرسول وحديثه صلى الله عليه وسلم ، والذكر كالعطر فكما تفوح رائحة الطيب من صاحبه ، كذلك تلوح على الذاكر دائما أحوال القرب من الله ، ويجوز للجنب والمرأة الحائض والنفساء أن يذكروا الله تعالى .
ومن صفات الذكر أنه من أيسر العبادات ، فإن كان باللسان فاللسان أخف الجوارح ، وإن كان بالقلب فلا أخف منه ، وأفضله ما تواطأ عليه اللسان والقلب .
أما مظهره ، فالذكر دليل القرب والمحبة ، ومن أحب شيئا أكثر من ذكره ، وأما وقته فهو مفتوح بلا حدود ، فضلا عن ارتباطه بمناسبات وأعمال ، وقد حدّدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل عمل من أعمال اليوم والليلة دعاء ، فقرب الرجل من أهله له دعاء ، و لا يخلو الأدب الرفيع من أدعية .
إنّ الذكر أمر هام في حياة المسلم وهو ميزان الارتباط بالله أو البعد عنه .
2- أحوال القلب مع الذكر :
لقد أنزل الله نوره على قلب المؤمن ، والقلب له وجهان ، وجه مادي ، هو تلك الكمثري العضلية التي تضخم الدم في الجسم ، وهذا يشترك فيه الإنسان مع جميع المخلوقات ، ووجه روحي عليه نزل الحق ، ليكرم الله الإنسان بمعرفته ، وهذا ما يميزه عن الحيوانات والأنعام .
والقلب المادي يعمل تلقائيا ويتأثر بالمؤثرات المادية والعاطفية من تعب و جهد وراحة ، أما الوجه الثاني فيتأثر بالقرب من الله والبعد عنه ، وله أنواع ثلاثة :
أولا : القلب الحي المستنير : وهو القلب الذي يبقى مع الله على الدوام وفي كل الأحوال والأوقات ، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : (كان رسول الله يذكر الله تعالى على كل أحيانه ) (رواه مسلم ) ، وقد قال تعالى: " الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم " ( آل عمران ) ، يذكرونه صباح مساء ، كما قال تعالى: " واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار " ( آل عمران ) ، فالعشي من الزوال إلى المغرب ، والإبكار وقته من الفجر إلى الضحى ، قال الله تعالى: " وسبحوه بكرة وأصيلا " ( الأحزاب ) ، وذكر التسبيح بالغدو والآصال والغدوّ (ج. غدوة) ، وهي ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس والآصال (ج أصيل) وهو ما بين العصر والمغرب ، كما قال الله تعالى : " فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبحه وأطراف النهار لعلك ترضى " .
إذ كانوا يسبحونه صباح مساء ، وفي الذهاب والإياب ، وفي البر والبحر والسفر والحضر ، والعسر واليسر ، والغنى والفقر ، والمرض والصحة ، وفي الكلام و الصمت ، وحتى النوم واليقظة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تنام عيني وقلبي لا ينام " فالقلب يبقى مع الله دائما وهذا حال الأنبياء والصديقين والصالحين .
ثانيا : القلب السقيم : وهو القلب المعتل ، والقلب يعتل كما تعتل الأجسام ، فهو يتأثر بالذنوب والمعاصي ، فيبتعد عن الله ، ثم يتذكر ويتوب ويعود إلى رشده ويقترب من الله ، إنه متقلب لا يستقر على حال ، وما سمي القلب قلبا إلا لأنه متقلب ، يغفل ويَبَل ، ويمرض ويصحو ، وينسى ويتذكر ، وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة في سورة الأعراف قال تعالى : " إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " ، فذكر الله يحيي القلب ، ويزكي البصيرة ، والنسيان يذبل القلب ، والقلب يصدأ كما يصدأ الحديد ، ويبني عليه طبقة تمنع الاتصال ،ترى النسيان أو الذنب يبنيان عليه حجابا يمنعه من تلقي نور الله ، وعندها ينشط الشيطان ، قال تعالى : "استحوذ عليهم الشيطانُ فأنساهم ذكر الله " ، وقال تعالى : " ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون" .
وعلاج النسيان والبعد عن الله ، الذكرُ والاستغفار والتوبة الصادقة ، حتى يعود القلب إلى صحوته ، والذكر ينبه القلب الذي هو كالساعة التي تدق عند اللزوم ، قال تعالى " واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا " .
ثالثا: القلب الميت : والقلوب تموت كما تموت الأجسام ، فلا تحس بعدها بوخز أو قطع أو سلخ ، القلب الميت الذي أصابته الغفلة فسايرها ولم يصح حتى ازدادت المعاصي والذنوب ، وتراكم الران عليه ، وصار الحجاب حُجبا منعت عنه النور الإلهي ، فاسود ومات ، ولم يعد يميز بين النور والظلام ، والحق والباطل ، وفسد عليه التصور والإدراك ، فلم يعد يحل حلالا أو يحرم حراما ، ولا يقبل حقا ولا ينكر باطلا ، وعندها يظهر الهوى ، وهذا هو عمى القلب والعياذ بالله ، قال تعالى :"إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " وهو من أعظم العقوبات .
روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت " ، وعندما يموت القلب يصبح الإنسان كالأنعام بل هو أضل ، قال تعالى مخاطبا رسوله: " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا" وقد فسر بعض المفسرين كلمة (فرُطاَ) بالهلاك وضياع الرشد.
إنّ الذكر حياة القلوب ، وهو في غاية الأهمية ، حتى أن بعض العلماء ربطوا بين الإيمان والذكر ، قال أحدهم : " الإيمان أربعة أمور: عقل ثابت راجح ، وقلب حي نابض ، ولسان ذاكر شاكر ، وعمل طيب نافع "
3- آداب الذكر :
من آداب الذكر أن يكون خاليا من المشاغل الحياتية ، يستبعد التفكير بأمور الدنيا ، لا يطلب الرياء . ومن الآداب أن يكون قول الذاكر موافقا للعمل ، قال الشافعي: " من كان فيه ثلاث خصال فقد استكمل الإيمان ، من أمر بالمعروف وائتمر ، ونهى عن المنكر وانتهى ، وحافظ على حدود الله تعالى".
ومن آداب الذكر ، أن يتوكل على الله ويعتمد عليه في جميع أموره ، ويؤدي الفروض ويتجنب المنهيات عنها ، روى الطبراني عن أم أنس رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله أوصني ، قال " اهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة ، وحافظي على الفرائض فإنها أفضل الجهاد ، وأكثري من ذكر الله ، فإنك لا تأتين الله بشيء أحبَّ إليه من كثرة ذكره "
ومن آداب الذكر مع الله ، أن يكون الإنسان خافض الصوت ، فربك سبحانه أمامك وهو أقرب إليك من حبل الوريد ، ومن آداب الذكر الحميدة أن يستقبل الذاكر القبلة ، وأن يكون متوضئا.
4- آثار الذكر :
الإنسان ليس آلة صماء ، وإنما هو جسم وروح ، يتأثر بأدق الأمور وينعكس ذلك عليه بمظاهر عديدة ، من سعادة واكتئاب ، وجهد وراحة ، ومرض وصحة ، وبخاصة إذا كان المؤثر دائما بالليل والنهار ، ولابد أن تظهر آثاره على المسلم ، فتشمل البدن والروح والنفس والعقل ، وأول آثار الذكر :
1- أنّهُ يزيل الوحشة بين العبد وربه : فالإنسان من طبيعته يتهيب من الأعظم منه ، فكيف بعظمة الخالق ، إلا أن كثرة الذكر تؤدي إلى التواصل ، والتواصل يزيد من القرب ، والقرب يؤدي إلى زيادة المعرفة وإزالة الوحشة وتحولها إلى حب ورغبة .
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر مع أول نزول الحي بالبرد والقشعريرة والخوف والوحشة ، لكنه بعد معرفته لربه وكثرة ذكره ، تحول البرد إلى دفء ، والخوف إلى سكينة ، والوحشة إلى طمأنينة .
وفي الغار أثناء الهجرة ، بعد أن عرف الله ، تحول الحزن إلى سكينة مكنته من الإغفاء " إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا "
وهذا موسى عليه السلام تحول خوفه ووحشته بعدما عرف الله إلى قرب واستقرار ، قال تعالى : " وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جانّ ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تحف " وبخاصة أن الذكر هنا حمد لله وشكر له وثناء ورجاء واستغفار ، فهل يبقى بعد هذا وحشة بين العبد والمعبود .
2- الذكر يكسو المهابة ويضفى عليه الطمأنينة :
إن الذاكر حينما يصلي ويدعو ويسبح ، يتجه إلى الله بحب ورغبة وقلب خاشع ، يعيش مع تحليق الروح ، والروح أمر رباني عجيب " ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " ، وأذكر هنا تقييم نيوتن للعقل إذ قال: "إن العقل الإنساني ليس إلا طفلا صغيرا يلهو في الرمال على شاطئ محيط الحقيقة "
والذكر لا يناسبه اللهو العبثي واللعب ، إنما ينسجم مع الهيبة والوقار ، ويولد في القلب الراحة والطمأنينة ، وصدق الله العظيم إذ يقول : " ألا بذكر الله تطمئن القلوب" ، أي تطيب وتسكن ، والاطمئنان شعور راق ينفرد به المؤمن دون سواه ، ويفتقر إليه كثير من البشر اليوم .
ونحن نرى المجتمعات الغربية ، أكثر ما فيها العيادات الطبية النفسية لمعالجة القلق والاضطراب . إن المسلم يعيش لذة المعرفة بالله ، ومن عرف الله عرف نفسه ، وأثر الذكر لا يقتصر على القلب في الداخل ، وإنما يرى مظهره على الجوارح والتصرفات والأعمال .
ولننظر ابن عباس رضي الله عنه كم يرى في الحسنة من آثار روحية ونفسية وبدنية واجتماعية ، وهي عمل بسيط من أعمال كثيرة يقوم بها المؤمن في اليوم والليلة يقول: " إن للحسنة نورا في القلب ، وزينة في الوجه ، وصحة في الجسم ، وسعة في الرزق ، ومحبة في قلوب العباد "
3- الذكر المتبادل بين العبد والرب : صورة هذا التبادل هامة تستحق النظر والتحليل ، لنتصور كيف يهتم الموظف حينما يقول له مديره أنا دائما أتذكرك ، فلا تنسَني ، وكيف يعلو الموقف لو قال له الحاكم كذلك ، فكيف برب العباد وخالق الناس وهو ليس بحاجة لهم حينما يقول: " فاذكروني أذكركم "، أي اذكروني بالتسبيح والتحميد ، أذكركم بالرحمة والرعاية ، اذكروني بالتعظيم أذكرْكم بالإنعام .
وفي الحديث.. "من ذكرني في نفسه تنزيها وتقديسا سرا ، ذكرته بالثواب والرحمة سرا " وقال صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن ربه في الحديث القدسي: " يا ابن ادم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي ، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منه،وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا.. إلى آخر الحديث "
إنّ الله يكرم عبده المؤمن في هذا الذكر ، رغم عدم حاجته له ، و لو لم يكن في الذكر إلا هذه الميزة لكفى بها فضلا ورفعة .
4- مباهاة بالذاكرين عند الملائكة : إن الله يكرم عباده الذاكرين فيحف مجالسهم بالملائكة ، تدعو لهم وتحفظهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله ملائكة سيارة فُضُلاً عن كتاب الناس يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر .." قال العلماء فُضُلاً ، أي ملائكة زائدون عن الحفظة ، لا وظيفة لهم إلا حِلق الذكر ، وهكذا فآثار الذكر كثيرة ، وثماره كبيرة ، حتى أن بعض العلماء رأى للذكر أكثر من مئة أثر ، والذكر اختصارا ، شجرة تثمر المعارف والأحوال الطيبة ، وهو سبيل السالكين .
5- قيمة الذكر وفضله : قيمة الذكر كبيرة ، إنه يملأ الميزان ، والتسبيح عند رسول الله أحب إليه مما طلعت عليه الشمس ، والذكر عنده من خير الأعمال وأزكاها ، وخيرٌ من إنفاق الذهب والفضة . والخاسر من يترك الذكر ، وأفضل الذكر لا إله إلا الله ، والذكرُ يشغل المسلم عن الغيبة والمحرمات ، واللسانُ إن لم تشغله بالذكر شغلك باللغو .
كما أن الذكر جلاب للنعم " لئن شكرتم لأزيدنكم " ، دافع للنقم " إن الله يدافع عن الذين آمنوا " ، والذكر يجعل الصبر سبيلا لتخفيف ألم المصاب " إنا لله وإنا إليه راجعون " ، إنّ فضل الذكر كبير ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما منَّ الله على عبد بأفضل من أن يلهمه الذكر " ، وما دام العمر كما تعلمون محدودا ، فإن الذكر يدفع الإنسان لكسب الوقت ، فتكثر في حياته الفائدة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت ولم يذكروا الله تعالى فيها " ، ومعنى ساعة برهة من الوقت ، ولو لحظة ، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: " ما عمل آدميٌّ عملا قط أنجى له من عذاب الله تعالى ، من ذكر الله عز وجل " ، وهو يجعل ألسنة المؤمنين دائما رطبة من ذكره .
لقد عدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل العبادات ، فهو يوصل العبد إلى ربه وهو سياج للمؤمن من النسيان والغفلة ، لا يترك القلب فارغا ، بل يملؤه بالخير والطيّب من القول ، وفي سورة الزخرف " ومن يعشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين " ، أي ومن يتعاشَ ويتغافلْ ويعرض عن ذكر الله ، نتِح له شيطانا يستولي عليه لا يفارقه ، ولا يزال يوسوس له ويغويه حتى يضل وينحرف .
وذكر الله يحرق الشياطين ، فإذا قرأ القران ، أو ذكر الله ، أو نودي بالأذان ، انصرفت الشياطينُ ، وصدق الله العظيم " ولذكر الله أكبر .. " ..
اللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين اللهم أعزنا بطاعتك ولا تذلنا بمعصيتك اللهم لك الحمد ومنك الفرج وإليك المشتكى وبك المستعان و منك المنال وإليك المآل ، اللهم اعصمنا من الزلل و لا تسلب عنا ستر إحسانك وقنا مصارع السوء ، واكفنا ظلم الظالمين ، اللهم واجعلنا من أحسن عبادك عندك وأقربهم منزلة منك واخصهم زلفى إليك، إلهنا إنك تعلم حالنا هل في الملأ إله غيرك فيرجى أو حاكم سواك فندفع إليه الشكوى، إلى من نشتكي وأنت العليم القادر وإلى من نلتجئ وأنت الكريم الظافر وبمن نستنصر وأنت المولى الناصر وبمن نستغيث وأنت العظيم القاهر من الذي يجبر كسرنا وأنت للقلوب جابر ومن يغفر ذنبنا وأنت الرحيم الغافر ..
يا ملجأ القاصدين و يا ملاذ الضائعين و يا واصل المنقطعين نسألك أن تغفر خطايانا وتحفظنا بحفظك وترعانا بفضلك وتعيننا على حسن عبادتك، وأن تنصر المجاهدين في برك و بحرك وبقاع الأرض وفي بلاد الشام ومصر والشيشان وفي تركيا وأفغانستان وفي كشمير والصومال وباكستان .
اللهم اجعلنا ممن دعاك فأجبته وسألك فأعطيته وتضرع إليك فرحمته وتوكل عليك فكفيته وردنا إلى ديارنا غانمين سالمين منصورين .
اللهم جئناك في هذه الليلة الطيبة بنفوس طائعة وقلوب خاشعة تدعوك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا وصل اللهم على سيدنا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.