استرحت. !
مقالي يحكي تجربة شخصية عشتها أرويها بقصد الاستفادة منها . عاد بي فكري لحوادث الزمن، على ما أذكر من حوادث الزمن الطريفة المحزنة ، كنت في عطائي في العقد الرابع أكثر أو أقل بقليل ، الطّريف في سجال الحديث ، أحيانا يحصل في ورشات العمل تبادل وجهات النظر بين الفريق ، فيحصل تباين في وجهات النظر ، أو في تقدير مخارج المشكلات الوظيفية ، أو حتى طرائق العمل المفضلة ، وهو أمر طبيعي ، لكنّ ربّان السّفينة في تلك المرحلة لم يستوعب وسع نظراتنا لمسائل الخلاف الاجتهادي، فكان سيف الحجّاج أسرع ، وقراره أرحم ، فكان أقرب قرار له ، أن يرتاح من إزعاج العصر والتفكير ، يرتاح من الترجيح والتسديد ، فخرج قراره رحيما ، يطلب منّي أن أستريح استراحة المقاتل.
فاسترحت وأرحت، وانقطع العطاء مع الفريق.
لست أدري هل تصدق المقولة أم تخطّأ؟
ولكن برجوع إلى ما تعلمته من رصيد عمري التّربوي أن المؤسسات تقوى بالثّراء الفكري والمبادرات، والبحث الجاد ، والعطاء المستمر للكفاءات ، فعطاء العمر يستمر لا يتوقف ولا ينقطع ، أمّا الاستراحة في عمر العطاء ، وفي مرحلة الإنتاج ، فهي مشكلة العصر في العالم المتخلف فقط.
والجدير بالذكر تظل حاجة الاستعانة بالكفاءات حاجة مرجحة لتطوير المشاريع ، والسعي لتحقيق النجاح في أي مشروع ، سواء كان هذا المشروع تنمويا أو تربويا أو ثقافيا ؛ لأن تعويض الكفاءة من حيث الخبرة وامتلاك المعرفة والمهارات الكافية، لإنجاز المشاريع بحرفية واتقان وفقا لمعايير الجودة المطلوبة ، أمر مهمّ للغاية في عالم التنمية المستدامة لا يعوض .
وخلاصة القول يمكن استخلاص تجربتي المتواضعة ؛ أن أقف عند جملة من النقاط المهمة ، أن الاستغناء على الموهبة والكفاءة خطأ استراتيجي يصيب المؤسسة في المقتل ، وأن توظيف التحفيز والتشجيع مهم للغاية في ترقية المؤسسة وتحسين إنتاجها ، وأن صناعة أجواء التكامل والانسجام بين الفريق مهم للغاية ، كما تظل حاجة الموهبة في مخبر العمل بحاجة للتدريب والتكوين المستمر مهمة ، مهما كان قدر الموهبة، ومهما كان تحكمها ، فتظل بحاجة للتكوين المستمر لتواكب التجديد ، فقد قيل في الحكمة : ( الذي لا يتجدد يتبدد ) .
وسوم: العدد 1075