فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ»
الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، لقد قال الله تعالى "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ"-الإخلاص-، ثم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ» صحيح البخاري، وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا مُحَمَّدُ، انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: 2] لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ" مسند أحمد، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» صحيح البخاري، وعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: «صَلَّى مُعَاوِيَةُ بِالْمَدِينَةِ صَلَاةً فَجَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَقَرَأَ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِأُمِّ الْقُرْآنِ وَلَمْ يَقْرَأْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِلسُّورَةِ الَّتِي بَعْدَهَا حَتَّى قَضَى تِلْكَ الْقِرَاءَةَ» ، فَلَمَّا سَلَّمَ نَادَاهُ مَنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَالْأَنْصَارِ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ: يَا مُعَاوِيَةُ أَسَرَقْتَ الصَّلَاةَ، أَمْ نَسِيتَ؟ «فَلَمَّا صَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِلسُّورَةِ الَّتِي بَعْدَ أُمِّ الْقُرْآنِ، وَكَبَّرَ حِينَ يَهْوِي سَاجِدًا» المستدرك على الصحيحين، وبعد:- أولا: فعدد حروف القرآن المجيد هو 322,604، وعدد حروف سورة الإخلاص هو 47، فالفرق بين العددين قسمة 3 يساوي 107,519، فكأن من يقرأ سورة الإخلاص يكتب له أجر قراءة سبعة وأربعين حرفا من القرآن الكريم، ثم فضلا من الله تعالى ورحمة يزيده الله تعالى يوم القيامة أجر قراءة 107,519 حرفا من القرآن الكريم، والله أعلم، ثانيا: إن عدد أيات القرآن المجيد هو 6236 آية و "بسم الله الرحمن الرحيم" أول أية من القرآن المجيد فهي أول آية في سورة الفاتحة، فالذي لا يقرأ في صلاته إلا سورة الإخلاض وكان قد تدبر من معانيها يدخله الله عز وجل الجنة يوم القيامة برحمته ويرفع درجته فيها إلى الدرجة رقم (6236 ناقص 5) قسمة 3 وهي الدرجة رقم 2077، فعدد آيات سورة الإخلاص هو أربع ولا تقرأ في الصلاة إلا بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" والبسملة آية من القرآن المجيد، فمجموع الآيات المتلوة حينها هو خمس آيات، والله أعلم، ثالثا: عدد حروف أسماء الله الحسنى في سورة الإخلاص هو ستة عشر حرفا، ثم إن عدد حروف سورة الإخلاص ناقص ستة عشر يساوي إحدى وثلاثين حرفا، وقد شملت سورة الإخلاص في جميع أياتها على صفتين من صفات الله عز وجل وهما: الصفة الأولى "الله أحد" أي "لم يلد ولم يولد" والصفة الثانية "الصمد" أي "ولم يكن له كفوا أحد"، وكلام الله تعالى غير مخلوق وغير بائن عنه، تكلم الله عز وجل به من فوق عرشه العظيم بحروف وصوت، فحروف كلام الله عز وجل من صفاته، لذا فعدد صفات الله عز وجل غير حروف أسماءه الحسنى التي في سورة الإخلاص يساوي إحدى وثلاثين زائد اثنتين يساوي ثلاث وثلاثين صفة، فثلاث وثلاثون تساوي تسع وتسعين قسمة ثلاث، فأسماء الله عز وجل صفات له تبارك وتعالى، وصفات الله عز وجل صفات الكمال فلا يضرب لصفاته عز وجل الأمثال، وعدد أسماء الله الحسنى هو تسعة وتسعون، اللهم إنا نسألك بأنك الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لنا وترحمنا في الدنيا والآخرة وأن تنصرنا والمجاهدين في سبيلك على الروم في جميع الملاحم وعلى جميع أعدائك، فسبحان الله رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وسوم: العدد 1080