كفارة المجلس
علق عليه د.عثمان قدري مكانسي
[email protected]
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: مَا جَلَسَ
رَسُولُ اللهِ مَجْلِسًا قَطُّ، وَلاَ تَلاَ قُرْآناً، وَلاَ صَلَّى صَلاَةً
إِلاَّ خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِساً، وَلاَ تَتْلُو قُرْآنًا، وَلاَ تُصَلِّي
صَلاَةً إِلاَّ خَتَمْتَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: "نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْراً
خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرّاً كُنَّ لَهُ
كَفَّارَةً: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ،
أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ". أخرجه النسائي والسمعاني وغيرهما
وصححه الألباني. في هذا الحديث: 1- فضل قراءة القرآن والصلاة والدعوة
إلى الله . هذا ما أكدته أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها 2- اهتمام الصحابة - نساء ورجالاً-
بالدعوة وصاحبها صلى الله عليه وسلم، فهم يصورون لنا ساعة بساعة فعل رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقوله، ويحملون الدين إلينا كما أنزل ، جزاهم الله الخير . 3- كفارة المجلس ذات شقين : ا- تثبت الخير وتطبع عليه فيبقى في
صحائفنا (نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْراً خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ،
ب- تمحو اللغو والشر وكأنهما لم يكونا
(وَمَنْ قَالَ شَرّاً كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً) 4- فضل الله كبير في محو الذنوب
وتكثير الخير ، حين يعفو عن السيئات ويزيد في الثواب حينما ندعو بذاك الدعاء الذي
علّمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم . 5- بل إننا نجد الحبيب المصطفى صلى
الله عليه وسلم – وهو الذي غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر حريصاً على أن يلقى
الله تعالى لا ذنب له ، فماذا يفعل الضعفاء أمثالنا ، وذنوبنا قد زكمت رائحتها
الأنوف؟ 6- نجد التسلسل الرائع في الدعاء: أ- سبحانك اللهم : تعظيم لله سبحانه.
فهو الكامل كمالاً مطلقاً ب- وبحمدك : مدحٌ له سبحانه وإقرار
بفضله.فالحمد كله له والخير منه سبحانه . ج- لا إله إلا أنت: إقرار بألوهيته
وأن الخير يُطلب منه فقط. وأعظم ما ينطقه الإنسان ويعتقده توحيد ذات الله . د: أستغفرك وأتوب إليك : تذلل وخضوع
لله تعالى وسؤال مشفوع بالأمل. فهو غفار الذنوب وستار العيوب وهو الذي يقبل التوبة
ويعفو عن السيئات ن فلا ملجأ ولا ملاذ إلا إليه سبحانه. فمن : عظم الله ثم مدحه ثم أقر بوحدانيته
ثم تذلل له سبحانه ..
نال ما طلب ،