نظام رمضان
د. محمد جمال صقر
سمعت قديما بعض من اضطُرِرْنا إلى التلمذة لهم يشكو اضطراب أحواله في رمضان؛ فلا يستقيم له فيه عمل، ولا تَهْنَؤُهُ راحة، ويخرج منه أَخْسَرَ مما دخل! ورأيت كذلك قديما بعض من لَجَأْنَا إلى التلمذة لهم ينقطع للقرآن الكريم في رمضان؛ فلا يشغله عنه عمل، ولا تَخْدَعُه راحة، ويخرج منه أَرْبَحَ مما دخل!
وحياة المسلم منظمة بالصلوات في رمضان تنظيمها في غيره؛ فإذا كان في غيره يقوم لصلاة الفجر ثم يفطر ثم يعمل إلى صلاة الظهر ثم يتغدى ثم يرتاح إلى صلاة العصر ثم يعمل إلى صلاة المغرب ثم يتعشى ولا يكاد يرتاح حتى يصلي العشاء ثم ينام وهكذا دواليك، فإنه في رمضان يتسحر قبل صلاة الفجر ثم يصلي ثم يعمل إلى صلاة الظهر ثم يرتاح إلى صلاة العصر ثم يعمل إلى صلاة المغرب ثم يفطر ولا يكاد يرتاح حتى يصلي العشاء والتراويح ثم ينام.
ومن استطاع أن يجعل إجازته السنوية هي شهر رمضان حتى ينقطع للقرآن الكريم، فقد أحسن. وعندئذ يوزع الأعمال القرآنية على أوقات العمل العامة؛ فيقرأ ويتأمل ويستوعب ويعيد ويزيد كل مرة على ما كان قبلها، مثلما حدثونا عمَّنْ قرأ القرآن في أسبوع ثم في شهر ثم في سنة ثم في سبع ثم مات قبل أن يختمه، لأنه كان في كل مرة يزيد على ما قبلها. ولا ريب في أن الانقطاع برمضان للأعمال القرآنية أعون على تحصيل كثير من فوائد هذه القراءات المتزايدة.
ولقد ينبغي أن يذكر العربي المسلم دائما أن القرآن الكريم هو دستوره الحقيقي الذي يشتمل على ضوابط وجوده المعنوي والمادي جميعا معا، وأنه حبل الله المتين الذي تعتصم به الأمة كلها وتهتدي إلى الغاية مهما كان المسار.
ولهذا ينبغي للعربي المسلم ألا ينخدع عن حقيقة القرآن الكريم بزَيْف بعض حملته الذين لو انخدع بمثلهم سلفه ما بقي فيهم القرآن الكريم، وقد قضى الحق سبحانه وتعالى بتعهده بحفظ كتابه ألا يستقر الانخداع وألا يستمر.وحياة المسلم منظمة بالصلوات في رمضان تنظيمها في غيره فإذا كان في غيره يقوم لصلاة الفجر ثم يفطر ثم يعمل إلى صلاة الظهر ثم يتغدى ثم يرتاح إلى صلاة العصر ثم يعمل إلى صلاة المغرب ثم يتعشى ولا يكاد يرتاح حتى يصلي العشاء ثم ينام وهكذا دواليك فإنه في رمضان يتسحر قبل صلاة الفجر ثم يصلي ثم يعمل إلى صلاة الظهر ثم يرتاح إلى صلاة العصر ثم يعمل إلى صلاة المغرب ثم يفطر ولا يكاد يرتاح حتى يصلي العشاء والتراويح ثم ينام.