همّتك على قدر همّك(02)
جمال زواري أحمد ـ الجزائر
أشرنا في القسم الأول من الموضوع إلى خمس مقومات وعوامل لصناعة الهم الإيجابي والهمة العالية ، ونكمل في هذا القسم بقية المقومات ، لتصبح عشارية كاملة تشكل مجتمعة جدول تشغيل عملي للوصول إلى القمة بهم وهمة :
6) ــ الشعور بالمسؤولية ومعرفة الذات :
ومن مقومات علو الهمة كذلك أن يستشعر المرء أنه مسؤول عن ما يجري حوله ، وأنه لا بد أن يكون له دور إيجابي للمساهمة في تغييره وإصلاحه والسير به نحو الأفضل ، فلا يتنصل من المسؤولية ولا يتهرب من أداء دوره كما ينبغي ، كما قال الشاعر :
إذا قيل: من فتى؟ خلت أنني عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
بحيث يبادر ويقضي الحوائج على قدر شعوره بالمسؤولية وعلى قدر همته ، كما قيل لذلك الرجل عالي الهمة الشاعر بالمسؤولية : إن لنا عندك حويجة ، قال : أطلبوا لها رويجلا.
فكلما ارتفع منسوب الشعور بالمسؤولية لدى الفرد ، كلما ارتفع لديه الهم الصانع للهمة ، بحيث لا يتركه تأنيب هذا الشعور وغليانه بداخله ، حتى يدفعه دفعا إلى القيام بالواجب وترك الأثر الطيب والبصمة الإيجابية ، فيتحقق فيه قول القائل :
وكن رجلا إن أتوا بعده يقولون مرّ وهذا الأثر
ومن دلائل الشعور بالمسؤولية الصانع لعلو الهمة ، حراسة الثغر الذي هو فيه ، كما فعل سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما يوم اليمامة ، لما قيل له : احذر أن نؤتى من قبلك ، فقال غاضبا : بئس حامل القرآن أنا إن أوتيتم من قبلي ، فحفر حفرة ولبس كفنه وأمسك سيفه ، وظل يقاتل وينافح عن الثغر الذي هو فيه ، إلى أن أستشهد رضي الله عنه .
كذلك لا يمكن لفرد أن يكون من أهل الهمم وهو لا يعرف من هو ؟ وماذا يريد؟ ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، فالانطلاقة الصحيحة نحو الهمة والقمة ، لا بد أن تنطلق من معرفة دقيقة بالذات أولا ، وإلا فمصير الجاهل لذاته ويريد النجاح في أمر الهمة الفشل الذريع عند أول محاولة ، ويكون مصيره كمصير الشاعر العربي الطرماح بن حكيم الطائي ، الذي قعد للناس وقال : اسألوني عن الغريب (غريب اللغة) فقد أحكمته كله ، فقال له أول رجل : ما معنى الطرماح (اسمه) ؟ فلم يعرفه.
7) ــ وضوح الهدف ومصاحبة أهل الهمم :
ومن المقومات المهمة لصناعة الهمة العالية أيضا وضوح الهدف ، بحيث كلما كان الهدف أكثر دقة ووضوحا ، كلما كان السير نحو القمة جادا وحقيقيا وواقعيا ، فوضوح الهدف يكن سببا لوضوح معالم السير ، والعكس فكلما غاب الهدف أو كان مضطربا وغامضا ، كلما حرم صاحبه من سلوك طريق أهل الهمم ، أو كبّله ومنعه من الانطلاق الصحيح والسليم نحوه ، لأن الهدف هو حلقة هامة من سلسلة الوصول إلى الفعل والإنجاز الذي هو من وقود تحقيق علو الهمة ، فالأفكار السليمة تصنع الأهداف الواضحة ، وهي بدورها تصنع الخطط الناجحة ، التي بدورها تصنع البرامج الناجعة الصانعة بدورها للأفعال والأعمال المثمرة .
فالأهداف المهلكة والقاتلة والحاجزة عن سلوك طريق أهل الهمم ، والحارمة من الوصول إلى القمم ، هي الأهداف التي تكون غامضة الغاية ومثالية الوسيلة ، التي تترك صاحبها كالمنبت الذي لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.
والمتأمل لسير كل الذين وصلوا إلى القمة على مدار التاريخ ، يجد أن أهدافهم كانت حية واضحة لديهم ، ولم يكونوا ينطلقون خبط عشواء أو يعيشون في أحلام اليقظة ، وهم يراوحون أماكنهم ، ويترنحون فيها ، ينتظرون ضربات الحظ ، فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة .
وإضافة إلى وضوح الهدف ، من الضرورة بمكان للساعي نحو علو الهمة ، أن يعمل جاهدا على العيش في صحبة أهل الهمم ، فيرافقهم ويصاحبهم ويعاشرهم ، ويحسدهم الحسد الممدوح ، ويجعلهم المثل الأعلى ومحل إقتداء ، ويجاهد نفسه للحاق بهم والوصول إلى ما وصلوا إليه ، وينافسهم المنافسة الشريفة ، مما يوفر له أجواء مساعدة ودافعة به نحو الهمة والقمة ، وأن يبتعد كليا عن مصاحبة الكسالى والعابثين واليائسين ، حتى لا يصاب بعدواهم ، فيحبطونه ويثبطونه وينزلونه إلى حضيضهم ، بدل أن يصعد إلى فضاء أهل الهمم العالية الفسيح.
8) ــ قسط من العلم والكثير من العمل :
ومن المقومات المهمة كذلك ، ضرورة توفر قسط من العلم ، وأن يكون للساعي نحو همة عالية ، نصيب مفروض من المطالعة والقراءة ومصاحبة للكتاب ، كما قال ابن القيم :( كمال الإنسان بهمة ترقيه وعلم يبصره ويهديه) ، لأنه لا يمكن سلوك طريق أهل الهمم بعقل فارغ فقير علميا ومعرفيا وثقافيا ، فالعلم والقراءة الدائمة المبصرة الواعية ، هي طريق الريادة والقيادة والسيادة والسعادة والنجاح ، فقد سئل الأديب الفرنسي فولتير : عمّن سيقود الجنس البشري ؟ فأجاب : الذين يعرفون كيف يقرأون.
فالقراءة توسع مساحات الرؤية ، وضحالتها مع نضوب الثقافة والفقر العلمي ، من شأنها أن تكرس الأمية الفكرية والعلمية والثقافية ، التي من شأنها أن تجعل صاحبها متواضع الغاية بسيط الهدف بعيد عن أجواء عشاق الهمم والقمم ،فالإبداع يظل دفينا لدى الفرد نتيجة الإحساس بالنقص أو ضآلة الثقافة أو عجز التربية والبيئة المحيطة كما أكد الدكتور عبد الكريم بكار .
ولقد كان العلم من أبرز الممهدات العملية لطريق الوصول إلى التميز والنبوغ وعلو الهمة عبر العصور ، كما روى سالم بن أبي الجعد رحمه الله عن نفسه وما صنع بها سلوك طريق العلم قال:(اشتراني مولاي بثلاثمائة درهم وأعتقني ، فقلت : بأي شيء أحترف ؟ فاخترت العلم ، فما تمت لي سنة ، حتى أتاني أمير المدينة زائرا ، فلم آذن له).
ومع العلم والقراءة وحب الإطلاع ، لا بد من العمل الكثير ، لأن الكلالة والسلبية والعطالة والكسل والعجز ، كلها تتنافى وعلو الهمة ، التي لا يصنعها إلا النشاط والحركة والفعالية والمبادرة والمثابرة والحيوية ، كما قال الله تعالى وهو يضرب لنا المثل :( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )(النحل76).
فلا معنى لحياة خالية من الجد والتعب والكد والعمل ، فالراحة للرجال غفلة ، والحركة ولود والسكون عقيم ، كما قال الإمام الشافعي : إني رأيت ركـود الـماء يفســده إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
فبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى ، وإذا أردت الهمة والقمة ، فأتعب قدمك ، فكم من تعب قدّمك.
فلا بد لبلوغ القمم وعلو الهمم ، من مهر من التعب والجد والعمل الدائم والتضحية العزيزة ، وإلا فالأماني رؤوس أموال المفاليس ، كحال ذلك الرجل الذي مرّ به الحسن البصري رحمه الله وهو يعبث بالحصى ويدعو :(اللهم زوجني من الحور العين . فقال له : بئس الخاطب أنت ، تعبث بالحصى وتطلب الحور).
فالفيصل بين أهل الهمم العالية وغيرهم ، هو مداومتهم على العمل والكد لتحقيق أهدافهم السامية ، والوصول إلى غاياتهم النبيلة ، وجفولهم من كل مظاهر الكسل والنوم والفتور والركود ، كما قال عطاء بن أبي رباح رحمه الله :( لأن أرى في بيتي شيطانا ، خير من أرى فيه وسادة ، لأنها تدعو إلى النوم).
فحب الراحات والبطالة ينزل سقف همة المرء ، حتى يصل بها إلى الحضيض ، كما قال ابن الجوزي رحمه الله:(ومن تفكر في المرتفعين في الهمم ، علم أنهم كهو ، من حيث الأهلية والآدمية ، غير أن حب البطالة والراحة ، جنيا عليه فأوثقاه ، فساروا وهو قاعد ، ولو حرّك العزم لوصل).
9) ــ السخاء الدائم والإقدام الواثق :
ومن مقومات صناعة الهمة وعلوها ودلائلها كذلك السخاء ، فلا همة لبخيل ، ولا يمكن للبخل أن يصنع التميز والريادة والسيادة بأي حال من الأحوال ، فقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بني سلمة من الأنصار :(من سيِّدكم يا بني سلمة؟) قالوا: ( الجد بن قيس، على بخـل فيـه ) فقال عليه الصلاة والسـلام:( وأيُّ داء أدْوَى من البخـل، بل سيدكم الجعـد الأبيـض عمرو بن الجمـوح )(رواه البيهقي).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع)(رواه البيهقي).
والبخل الذي هو مانع لعلو الهمة هو البخل بمفهومه الشامل ، فكيف يكون عالي الهمة ، وينال شرف ذلك وعزه ، من يبخل بجهد أو وقت أو عرق أو مال أو معرف أو خير أو جاه أو خدمة ، وقد قيل في منثور الحكم :(من بريء من ثلاث نال ثلاثا : من بريء من السرف نال العز ، ومن بريء من البخل نال الشرف ، ومن بريء من الكبر نال الكرامة).
وقد روى حبيش بن مبشر الثقفي الفقيه قال:(قعدت مع أحمد بن حنبل ويحي بن معين ، والناس متوافرون ، فأجمعوا أنهم لا يعرفون رجلا صالحا بخيلا).
وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( سادات الناس في الدنيا الأسخياء ، وفي الآخرة الأتقياء ) .
فالبخل يعرّي صاحبه ويظهر عيوبه ويفضحه ، مهما تسربل بسرابيل ، وعلى العكس فإن السخاء يسترها ويغطيها ، كما قال الشاعر :
ويظهر عيب المرء في الناس بخله ويستره عنهم جميعاً سخاؤه
تغط بأثواب السخاء فإنـــــــــــــــني أرى كل عيب بالسخاء غطاؤه
وقد عدّ المولى تبارك وتعالى الوقاية من شح النفس وبخلها من أسباب الفلاح والتوفيق ، حيث قال:( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(الحشر9).
ومع السخاء كمقوم لصناعة الهمة العالية ، لا بد من الإقدام الواثق ، إذ هما قرينان ، وكما أنه لا همة لبخيل ، فإنه لا همة لجبان أو هيّاب أو متردد ، لا يملك الجرأة والشجاعة ، ليقدم على أي عمل فيه بعض المخاطرة والمغامرة والتضحية والتعب ، لأن المتقاعس المتردد الهيّاب ، بالضرورة يكون متواضع الأحلام محدود الطموح مستكين النفس خامل العقل والفكر بطيء الحركة والمبادرة ، أما الذي يريد أن يكون من أهل الهمم العالية ، فينبغي أن يكون كما قال إقبال رحمه الله :
المؤمن الوثاب تعصمه من الهول السكينة والخائف الهيّاب يغرق وهو في قلب السفينة
وكما قال الآخر : ومن تكن العلياء همة نفسه فكل الذي يلقاه فيها محبب
وقول الشابي : ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبدا الدهر بين الحفر
وقول المتنبي : إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
أما الذي يكون كالذي وصف نفسه بقوله : وفي الهيجاء ما جرّبت نفسي ولكن في الهزيمة كالغزال
فهيهات أن يكون من أهل الهمم العالية .
لذلك كان مرض الوهن بركنيه : حب الدنيا وكراهية الموت ، حائلا بين المصابين به ، وبين نيل المراتب العالية في الدنيا والآخرة كما ورد في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا ، وكراهية الموت)(رواه أبو داود).
ونظرا لخطورة الجبن والبخل وأثرهما السلبي على حياة العبد في الدنيا والآخرة ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ منهما ، ويعلّمنا الاستعاذة منهما في قوله :( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَأَعُوذُبِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ)(رواه أبو داود).
وقد قال أبو الطيب : لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال
10) ــ إيجابية الطموح وروح الأمل :
ومن مقومات صناعة الهمة العالية كذلك ، أن يكون صاحبها متشبعا بالطموح لارتياد المعالي ، ففي لفظ (القمة) شيء يقول لك : (قم) ، ولوحة الطموح الإيجابي الباعث لعلو الهمة ، مكتوب عليها :(إن هممت فبادر ، وإن عزمت فثابر ، وأعلم أنه لا يدرك المفاخر ، من رضي بالصف الآخر).
هذه الروح الطموحة هي التي عناها نابليون بقوله :(إن الجندي الذي لا يطمح أن يكون جنرالا ، هو جندي لا خير فيه).
فلا همة عالية لمنكسر الطموح متواضع الحلم ميت الشعور متبلد الإحساس منعدم الإرادة منهدم الأمل مقهور العزيمة ، منهزم من الداخل ، غارق في بحر العادية.
الطموح الإيجابي أن يعتقد المرء اعتقادا راسخا ، لا يخالجه فيه أدنى شك ، أن لديه شيء يحتاجه الناس ، وأنه من بدور الليلة الظلماء الذي يفتقده الآخرون فيها ، ويتلمسون وجوده ويبحثون عنه.
كذلك فإن عالي الهمة ينتقل من متشبع بالأمل ، إلى صانع للأمل ، حتى يضل إلى مرتبة أن يكون هو الأمل نفسه ، فلا يمكن ليائس أن يسلك طريق أهل الهمم العالية ، لأن اليائس الذي لا يرى إلا السواد والظلام ، إما أن يندحر أو ينحدر أو يندثر أو أن ينكسر أو ينتحر أو ينفجر ، كالذي قال عن نفسه:
فثوبي مثل شعري مثل حظي سواد في سواد في سواد
وقول الآخر : وفوقي سحاب يمطر الهم والأسى وتحتي بحر بالأسى يتدفق
فالأمل الفسيح وامتلاك الروح المتفائلة دائما ، رغم ما قد يعترضها من أسى وسواد ، مقوم مهم من المقومات التي تأخذ بيد صاحبها نحو علو الهمة وبلوغ القمة ، لأن الحياة ليست صفاء مطلقا ، ومن المؤكد أن الذين بلغوا القمة فيها ، لم يبلغوها بالواسطة أو بضربات الحظ ، وإنما بفسحة الأمل وروح التضحية والعمل ، والإقدام والكرم ، والمثابرة والتعالي عن الألم ، فهؤلاء الواقفون على قمة الجبل ، لم يهبطوا من السماء هناك.
المحصلة أنه على قدر ما يحمل المرء من هم إيجابي ، ويسعى جاهدا ليكون له رصيد ونصيب وافر من عشارية المقومات التي ذكرناها ، سينال علو الهمة ، الموصلة له بإذن الله إلى تحقيق المطلب الأعلى ، إذا ما صاحبها بنية صحيحة وعزم أكيد ، كما قال ابن القيم رحمه الله :( المطلب الأعلى موقوف حصوله على همة عالية ونية صحيحة ، فمن فقدهما ، تعذر عليه الوصول إليه).
عندها يصل إلى المرتبة التي ذكرها الراغب الأصفهاني رحمه الله في كتابه : تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين ، بأن : الإنسان شعار الموجودات ، ولن ينال هذا الشرف ويصل إلى هذه المرتبة فعليا وعمليا ، خامل أو كسول أو يائس ، ولا منعدم الهم والهمة.