شهر رمضان شهر الانتصارات وهلاك بشار
محمد هيثم عياش
ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين واربعمائة والف وفيها ازداد تعسف طاغية الشام بشار اسد على المسلمين في سوريا التابعة لبلاد الشام فارتكب ازلامه المجازر واغتصاب الاحرار من النساء ولم يسلم من شرهم الاطفال والشيوخ الكبار واضرم المجرمون النار في معظم مدن بلاد الشام وفي مقدمتها مدينة سيف الاسلام الصحابي الجليل ابو عبد الرحمن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي رضي الله عنه وقتل المجرمون في قرية كفر الحولة النساء والاطفال ومارسوا القتل والمذابح في قرية ترمنيسة القريبة من مدينة ابي الفداء إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه الايوبي التي يقال لها حماة بعد ان حاول الباطنيون تغيير اسمها الى اسم افاميا ومارسوا الفظائع في جميع مدن وقرى بلاد الشام حتى وصل عدد شهداء تلك البلد الى اكثر من عشرين الف انسان عدا عن الألوف الذين فروا الى بلاد الترك حيث فتح زعيمها الطيب رجب الطيب اردوجان بلاده لهؤلاء المساكين اضافة الى لبنان والاردن وهما من بلاد الشام .
الا أن فئة من جيش الطاغية عادوا الى الحق وعادت اليهم النخوة والغيرة الاسلامية اضافة الى الغيرة على الاعراض فاعلنوا انفصالهم عن جيش ذلك الطاغية واطلقوا على نفسهم الجيش الحر وبدأوا بمناوشة جيش الطاغية وعصاباته للدفاع عن اهلهم وشدوا عن سواعدهم لقتال الطاغية .
وكان لمصائب اهل الشام صدى عظيما في بلاد الاسلام فهب ملك نجد والحجاز عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسحب مندوبه من عاصمة الطاغية وخطا خطوه اكثر امراء بلاد جزيرة العرب غضبا للمسلمين وغير المسلمين الذين يعانون من ظلم الطاغية بشار اسد وعصاباته وطالب المسلمون بتأديب الطاغية ومساعدة اهالي بلاد الشام بكل شيء كما اعلن بعض الفرنجة مساندتهم لاهالي بلاد الشام باستثناء بلاد الروس والصين الذين وجوههم كالمجان المطرقة وهم ابناء يافث بن نوح واقرباء ياجوج وماجوج .
وفي شعبان من العام المذكور نقل كتائب الحق من الجيش الحر قتالهم الى عاصمة بلاد الشام دمشق وحاصر المجرمون احياء دمشق العريقة في مقدمتها حي الميدان الدمشقي الذي وصفه العالم الكبير علي طنطاوي رحمه الله بأنه أجل احياء دمشق وأكبرها وهو حي عتيق فيه مساجد قديمة منها مسجد الصحافي صهيب بن سنان الرومي الذي يقال ان قبره بجانب المسجد وهذا الحي يمتد من مقبرة باب الصغير الذي يوجد فيه قبور الصحابة مثل قبر سيدنا بلال الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد السابقين الى الاسلام وقبر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم وينتهي عند بوابة الله . وقد استطاعت كتائب الحق من الجيش الحر الحاق هزيمة منكرة بنظام الطاغية حيث قتلوا وزير عسكره داود راجحة وهو نصراني خبيث الطوية تبرأ منه أهل النصرانية في بلاد الشام اقسم بأنه سيقتل كل اهل الشام الذين يعادون الطاغية كما قتلوا صهر الطاغية آصف شوكت وهو من المجرمين الكبار كما قتلوا رئيس الشرطة الذي يحمل لقب الوزير محمد الشعار وفي مقتلهم أذن الله بقرب نهاية الطاغية ونصره لاهل الشام ويأمل المسلمون في بلاد نجد والحجاز والترك وغيرهما من بلاد المسلمين ان يكون شهر رمضان نهاية الطاغية . وقد حُدِّثتُ ان جماعة من بلاد الشام يعيشون في مدينة من مدن الفرنجة يطلق عليها برلين وهي عاصمة بلاد الالمان وذلك في شهر شعبان لجوا الى الله بالدعاء يدعونه نصرة اهل الشام حتى ابكوا اولئك الذين لا يعرفون العربية من الفرنجة .
وطاغية الشام فتح ابواب بلاده على مصراعيها للباطنيين من مجوس ايران وذلك من اجل نشر مذهب التشيع بين ابناء الشام من اهل السنة والجماعة وقام بعضهم بخلع وتشويه شاهد قبر الامام ابن تيمية في دمشق وتشويه قبور بعض الصحابة فانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
وممن توفي من الاعيان في رجب من العام المذكور ولي عهد مملكة بلاد نجد والحجار الامير نايف بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وينتهي نسبهم الى ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، وكان رحمه مناصرا للسنة النبوية ساهم باستقرار بلاده أمنيا فاتحا ابوابه لكل من يعود الى رشده من اهل الغي وله اياد بيضاء في خدمة الاسلام والمسلمين وحزن على موته العامة والخاصة وفرح بموته الباطنيون .
وكان عام ثنتين وثلاثين واربعمائة والف قد شهد فيه زوال ملك اربع ملوك عاثوا في الارض فسادا من بينهم طاغية افريقيا الذي حكم بلدا يطلق عليه ليبيا التي فتحها المسلمون اثناء امارة سيدنا عثمان بن عفان بقيادة عمرو بن العاص ومشاركة الكثير من الصحابة رضي الله عنهم من بينهم عبد الله بن الزبير الذي قتل ملكهم واسمه جرجير وكان طاغية ليبيا الذي اسمه معمر القذافي ظلوما جهولا اراد احياء الدولة الفاطمية التي اجمع علماؤنا من اهل النسب انتسابهم الى اليهود ومن بينهم ايضا طاغية بلاد القيروان واسمها تونس واسمه زين العابدين بن علي وقد حاول هذا الخبيث وقبله زعيم تلك الدولة الحبيب بورقيبه طمس الاسلام في تلك الدولة ، والقيروان فتحها الصحابة تحت إمرة عقبة بن نافع الفهري وكانت القيروان غابة موحشة وكان البربر والروم يخشونها لكثرة الوحوش فيها فلما احاط المسلمون بها نادى عقبة بن نافع بصوت جهير قائلا ايتها الحيات والافاعي والوحوش ساكني هذه الغابة نحن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا داخلون هذه الغاية لنعمرها وانا ننذركم ثلاثة ايام فان لم تخرجوا فنحن داخلون فلم تمضي الايام الثلاثة حتى خرجوا منها واسلم الكثير من البربر عند ذلك .
وبعد فان شهر رمضان شهر الخير والانتصارات ففيه تغلق ابواب النار وتفتح ابواب الجنة وتصفَّد الشياطين وينادي منادٍ يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر . وفيه كان فتح مكة المكرمة ومعركة الزلاقة في بلاد الاندلس ومعركة ملازكرد في بلاد الترك حيث انتقم المسلمون من الفرنجة ويأمل المسلمون ان يكون فيه فتح دمشق .
نقلا عن البداية والنهاية لابن كثير الجزء الثلاثون او الاربعون .