أنا قادم ... هل تنتظروني ؟؟
زينب خليل عودة
ها أنا قادم إليكم فهل أحدا متشوقا لي ؟ وهل من يستعد لاستقبالي ؟؟ هل فكرتم بى ؟ هل حقا تنتظروني ؟ أسئلة كثيرة تراودني أنا الزائر.. من السهل أن تستعدوا لاستقبال عروسين أو لاستقبال رئيس دولة أو لاعب ما مثل ميسي أو رونالدو أو تنتظروا على أحر من الجمر مباراة لنادي ريال مدريد وبرشلونة..وأي استعداد ؟؟ قد يتحدث عنه القاصي والداني ويجذب ألاف المصورين والصحفيين ووكالات ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة .. ولكن أنا كيف سيكون استعدادكم لي ؟....
هل عرفتم من أنا القادم إليكم ؟ أنا رمضان الشهر الكريم يا عباد الله ..أنا شهر أهل عليكم في كل عام وانتظر كل عام أن أجدكم متشوقين لي .. أنا رمضان القادم إليكم أحمل بجعبتي خيرات وكرم وعتق من النار فهل تنتظروني وماذا وكيف تستعدون لي ؟ قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } [ البقرة 183] وانظروا ما يقال عنى.. عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ . رواه البخاري
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .رواه البخاري ..وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الصِّيَامُ جُنَّةٌ وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنْ النَّارِ.
أيها العباد، يقبل علينا رمضان بعد أيام قليلة وتحذونا الآمال أن الا يكون شهر عادات فقط بل شهر عبادات (فليس صياماً عن المأكل والمشرب والشهوة) شهر لا يكون به العباد في غربة الروح ومرض القلب وضعف التفكير، ونقول هنا أنه بقدر انتظار الشهر يكون الاستعداد سليما، القادم رمضان وليس مسلسلات رمضان أو فوازير أو مسابقات أو أنه أكبر من كل هذه الأمور ،، علينا الانتباه إلى أنفسنا ونقف وقفة مسئولة جادة لنجيب على سؤال أين نقف نحن في تهذيب أنفسنا وأجسادنا وأخلاقنا وقلوبنا وعقولنا وأرواحنا... ويبقى رمضان فرصة حقيقة بل ذهبية من الرحمن الرحيم رب العباد فهل من يقتنصها ؟؟ انه شهر تشحن فيه النفوس بالروحانيات للسنة كاملة وهذه الروحانيات لها تأثير الايجابي الرائع علي الحالة النفسية والجسدية فقد أثبتت دراسات علمية وطبية حديثا أن للصيام فوائد صحية جمة على الجسد والنفس ومنها على جهاز المناعة والدوري والقلب وعلى الجهاز الهضمي وغيرها من الأجهزة الجسمانية بل وكل أعضاء الجسم وهنا نستذكر قول الله تعالى: {وأن تصوموا خير لكم } (البقرة 184) ولمعنى حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ «صوموا تصحوا» ومن منا لاتهمه صحته وعافيته؟؟
فهل منا من يفكر كيف يحول مؤشر نفسه في رمضان إلى إنسان مؤمن يستشعر قيمة وطعم العبادات وحقيقة غسل الجسد والنفس من الشوائب والذنوب ... وأختتم بالقول أن على المجتمع بأسره والأهالي تقع مسؤولية كبيرة اتجاه أبنائهم وبناتهم في توجيه بوصله صيامهم وأعمالهم نحو الاتجاه الديني الصحيح وحقيقة وجمال ومكانة هذا الشهر الفضيل على وجه الخصوص . ويكفى فخرا لكل صائم قول رسولنا صلى الله عليه وسلم فقال: " للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه " .... صياما مقبولا