الرسول صلى الله عليه وسلم والقيم الإسلامية
الرسول صلى الله عليه وسلم
والقيم الإسلامية
أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة
حينما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : متى الساعة يا رسول الله ؟
قال : إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة . وإذا وسد الأمر غير أهله فانتظر الساعة .
وهذا يعني أن من علامات الساعة علامتان واضحتان :
الأولى : ضياع الأمانة بين الناس . مع أن الله سبحانه وتعالى قال : " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) " النساء .
والثانية : وضع الرجل في غير مكانه المناسب ، وخصوصا إذا كان ذا مهمة قيادية ، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم وإذا وسد الأمر غير أهله فانتظر الساعة .
ومما يؤسف له أننا نجد كثيرين ممن يتصدون لقيادة الناس غير جديرين بالقيادة ، بل ينظرون إليها على أنها من زينة الحياة الدنيا .
ولعل النقد البناء من أهم خصائص المنهج الإسلامي الذي رفع لواءه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومما يؤثر عنه أنه أمر بالتفريق بين ناقة وصاحبتها لأنها سبتها ، وهو الرحمة المهداة وقد قال من لا يرحم لا يُرحم .
وحينما فتح مكة سأل أهلها : ما تظنون أني فاعل بكم ، قالوا : خيرا ، أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال : إذهبوا فأنتم الطلقاء .
وجاء في خطبته على أهل مكة :
" لقد أذهب الله عنكم عُبـَّيـة الجاهلية وتعاظمها بآبائها ، فالناس رجلان : برا تقي كريم على الله ، وفاجر شقي هين على الله . اذكروا قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) " الحجرات .
وعلينا أن نتذكر قوله تعالى " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) " الأحزاب .
وعلى كل قائم بأمر قيادي من أمور المسلمين أن يتقي الله في أفعاله وأقواله .
وهو الذي حدث عن نفسه قائلا : إنما أنا رحمة مهداة .