الإسراء والمعرج.. وربيع القدس
الإسراء والمعرج.. وربيع القدس
ثامر سباعنة
سجن مجدو - فلسطين
" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ "
صدق الله العظيم
يُحيي المسلمون في أصقاع المعمورة ذكرى الإسراء والمعراج، في وقتٍ تستعر به حدةُ الهجمة الصهيونية على مدينة القدس المحتلة وأحيائها ومساجدها ومعالمها الحضارية.
وتترافق مع تلك الهجمة الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال والجماعات الصهيونية المتطرفة وتستهدف بالأساس المسجد الأقصى، محاولاتٌ محمومة لتغيير التركيبة الديموغرافية عبر تعزيز المشاريع الاستيطانية في المدينة المقدسة لضرب رمزيتها وسلخ ردائها الإسلامي عنها.
وبلا شك فإن الصهاينة يستغلون الظروف الإقليمية والدولية لتنفيذ هجماتهم وحملاتهم العدوانية ضد مدينة القدس - والتي كان آخرها تجريف مقبرة مأمن الله ، وما تتعرض له القدس يتطلب نهضةً حقيقية تنصر المدينة وتخلصها من براثن أسرها وعزلها الذي يأتي يوماً بعد الآخر على معالمها الدينية والحضارية الشامخة.
إن هذه الرحلة الربانية حملت دلائل ورسائل عظيمة، أبرزها تكريس معنى التعاون والالتحام يداً واحدة لإنقاذ المسجد الأقصى الذي يتهدده خطر الهدم وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
إن هذه الذكرى ليست مجرد ذكرى تاريخيه تمر دون معنى ، انما تدلل على المكانة والعمق الديني والحضاري والتاريخي لمدينة القدس عند المسلمين، لاسيما وأنها تئن تحت وطأة الاحتلال وزبانية حقده منذ ما يزيد عن ستة عقودٍ خلت. فإن هذه الواقعة التي تقف أمامها العقول حائرةً ستظل دوماً جرساً يُذكر المسلمين بدورهم تجاه أنفسهم وتجاه دينهم، ليتسلحوا بها في معركة إعادة بناء الأمة وأجيالها الواعدة.
إن القدس والمسجد الاقصى ليس بحاجة لاحياء الذكرى فقط إنما هو بحاجة الى وقفه حقيقية لكافة المسلمين وحيث كانوا ، فالقدس ليست ملكا للفلسطينيين فقط انما هي ملك لكل مسلم ، فواجب على كل مسلم ان ينتفض من اجل الاقصى ومدينة القدس، نحن بحاجة إلى انتفاضة من أجل الأقصى، هذه الانتفاضة يجب أن تكون بمشاركة شعبية كبيرة وعالية فلسطينيا وعربيا وعالميا، ويجب أن تتفاعل فيها كل الوسائل والأدوات الكفيلة بتحريك قضية الأقصى على كافة المستويات والصعد.