جماع الحسنات العدل, وجماع السيئات الظلم
جماع الحسنات العدل,
وجماع السيئات الظلم
د. عامر أبو سلامة
هذا عنوان فصل كتبه الإمام ابن تيمية- رحمه الله- في فتاويه( 1/230)
وياله من عنوان جامع مانع, حوى الخير من كل أطرافه,وزمزم المنهج بجملتين, وهو قاعدة عامة شاملة, تدخل تحتها كثير من التفاصيل, وتندرج في رحابها مجموعات ضخمة من القيم والمباديء, التي يتكلم بها الناس وحولها يدندنون.
ولكن ليس من علم وعمل, كمن علم ولم يعمل, وهذه ميزة شريعتنا, فلا يقبل علم الاً بعمل, والذين يقولون ما لا يفعلون سيكونون في جهنم وبئس المصير.
فما من خير إلاً صب في إطار العدل, وما من شر إلا دخل حقيقة وحكماً
في باب الظلم, وهذا مفهوم قلّ من يدرك مراميه, ويستوعب مبانيه ومعانيه, في عمق النظر, وتحقيق الفكر, والتحقق في العمل.
فمن العدل, أن نقف مع شعبنا في سورية, ومن الظلم أن نخذلهم ونسلمهم.
من العدل أن نساند شعبنا بكل ما أوتينا من قوة, ومن الظلم أن نثير الشبهات, بصورة من صور الإثارة, فنقع في قالة السوء, ونحرم شعبنا
حقه في المناصرة.
من الظلم أن يحارب العامل لخير الناس, ومن العدل كف الألسن عن ما يؤدي إلى عرقلة العمل, فمساندة العاملين عدل, ووضع العصا في العجل
ظلم.
أن تفكر بمشروع يعود نفعه على الناس بالخير عدل, وأن تكون من الهادمين له ظلم, أن تنصر الأول وتعينه عدل, وأن تأخذ على يد الثاني
عدل, ومن الظلم أن لا تكون كذلك.
فقول الحق عدل, والسكوت عنه ظلم, ولا خير فيمن لم يميز بينهما, بقول
أو عمل, والله لا يعين من أعان ظالماً, لأن عونه ظلم.
من العدل أنك إذا أكلت أو شربت, أو جلست إلى جانب أولادك, وفي ظلال أسرتك, أن تتذكر إخوانك في الشام وحمص عامة, وبابا عمرو خاصة, وفي حماة وفي دير الزوروإدلب وحلب والساحل, وسائر بلادنا السورية, فتندفع نحو نصرتهم, وتخصص بعض مالك لهم, وتعطي جزءاً من وقتك لنصرتهم.
ومن الظلم أن لا تدعوا لهم, ولا تتذكرهم ولو برغيف خبز.
التفكير في مستقبل البلد, وكيف يصاغ ويبنى, وتوضيح طرائق الغد المشرق لبلدنا عدل, ومن الظلم أن لا تكون لك أجندة تعمل في هذا الجانب, فالعقوبة بالترك, معروفة في فقه المالكية, وقال به بعض القانونيين من المعاصرين.
إيجابية المرء, على قواعد الرشد, التي تجعل منه امرأ يعي ماذا يريد,
وإلى أين يسير,وكيف يصنع برنامجه, والمنهج الذي يسلكه لتطبيقه وليجعله واقعاً, يعيش الناس في كنفه آمنين مطمئنين, عدل.
ومن الظلم أن يكون سلبياً, يذكرنا ببعض الذين فهموا التنسك بشكل معكوس, وأداء منكوس, يعيش خارج الحياة, وإن كان يدب عليها,
ويتنعم بملاذها, ولكنه آمن بأنه لا بد أن يترك ما لقيصر, لقيصر.
( اتق دعوة المظلوم, فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).