إن مع العسر يسرا
نسيبة بحرو
في رحاب الحرم المكي وأمام الكعبة المشرفة ، رفعت يدي لرب السماء .. ودعوته بتضرع ورجاء أن ينصر الثورة السورية المباركة عاجلاً غير آجل ..
فانسابت من العين دمعة ترافقت مع قبضة ، اعتصرت فؤادي ..
لقد طال الأمد .. فمتى يحين زوال آل الأسد ( خزاهم الله )؟ ومتى تتحرر بلادي ؟
تسلل الأسى إلى قلبي نتيجة انحباس النصر حتى هذه اللحظة رغم قربه وتجلي دلائله على أرض الحدث .. وشعرت بمرارة من سار في درب طويل مظلم شائك ، وحين لاحت له الأنوار وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى المراد ، توقف مساره .. وغمرتني حسرة من اقترب مما تهفو اليه نفسه ، إلا أنه لا يطاله
تنهدت بحرارة ، وتأملت الكعبة لأستمد من هيبتها وعظمتها الصبر والثبات ..
وإذ بالتأمل يقودني إلى تذكر ما حدث مع الصحابة الكرام حين قدموا إلى مكة لأداء العمرة ، فعادوا دون ذلك بموجب اتفاق النبي عليه الصلاة والسلام مع كفار قريش في صلح الحديبية ..
لقد أصابهم من الأسى والهم ما أصابهم ، وغص في قلوبهم قربهم من الكعبة ومنعهم عنها .. وآلمهم تأخر عمرتهم إلى العام المقبل رغم استعدادهم التام لها .. فاحتسبوا وصبروا..
ثم وبعد حين ، نصرهم الله بفتح مكة ، فدخلوا اليها بعز آمنين ..
والآن ، يفد إليها المسلمون من كل حدب وصوب وبمختلف الأجناس والألوان .. فيطوفون حول الكعبة سبعة أشواط ، ويعتمرون دون مانع أو عائق ..
اقتديت بصبر الصحابة ، فطردت الأسى من نفسي وتسلحت بإن مع العسر يسرا .. وضربت المثل بفتح مكة فازداد اليقين بأن اليوم الذي ستنعم فيه سوريا بالحرية والكرامة قادم باذن الله ولو بعد حين ..
لأن نصر الله للمسلمين والتمكين لهم في الارض ، هو الوعد الحق الذي لا ريب فيه .. ولن يخلف الله وعده.