الإسلام طوق النجاة

عزة الدمرداش

[email protected]

نحن اليوم حقا في أشد الحاجة إلى سفينة نوح إلى طوق النجاة فالعالم اليوم يتيه في ظلمات المادية الطاغية ويتخبط في الانحلال والإباحية ويرسف في قيود الظلم والاستبداد وها هي الدول الكبرى تنشب مخالبها المتوحشة لتفترس حضارة الإسلام وتخنق ببغيها ووحشيتها القيم الإنسانية ومثلها العليا ورسالات الأنبياء وتشن هجوما لاقتلاع الإسلام وتدمير الإنسان وطرده من أرضه وابتزاز خيراته  وتشريده بالعراء مع أطفاله ونسائه وشيوخه وما نراه في فلسطين والعراق وأفغانستان ونراه زاحفا إلينا سرا وعلانية أكبر شاهد على ذلك .فما الذي يقينا من هذه الكوارث والويلات ؟

ما الذي يحمينا من الانحطاط الفكري ،والانحلال الأخلاقي ؟

ما الذي يحمينا من حرب طاغية مدمرة ؟أين سفينة نوح وطوق النجاة وصمام الأمان؟

في تقديري وتقدير الكثير منا وأيضا شهادة فلاسفة غير مسلمين أن القيم الروحية والأنظمة الاجتماعية والسياسية التي جاء بها الإسلام هي الجديرة بأن تحمل للعالم منارة الفكر والإصلاح والمبادئ لتخليص الإنسانية من ويلات الضلال ومبيقات الفساد القادمة إلينا سرا و علانية ونجد  (برنارد شو)الفيلسوف الإنجليزي في  مقولته المشهورة (لقد كان دين محمد (صلى الله عليه وسلم) موضع تقدير لما ينطوي عليه من حيوية مدهشة وانه الدين الوحيد الذي له ملكة الهضم لأطوار الحياة المختلفة و أري أن يدعى محمد منقذ الإنسانية وإن رجلا كشاكلته إذا تولى زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشكلاته)و يقول المؤرخ الإنجليزي (ويلز)في كتابه (ملامح تاريخ الإنسانية)(إن أوربا مدينة للإسلام بالجانب الأكبر من قوانينها الإدارية و التجارية)

ولذلك أرى أن جيل الإسلام اليوم من المثقفين والعلماء ورجال الدين أمثال فضيلة الشيخ د.يوسف القرضاوي  وغيره من العلماء المعتدلين  مطالبون بأداء مسئولية كبرى ودور هام في إنقاذ البشرية من ظلمات المادي وموجات الإباحية وهذا لا يتأتى إلا بحمل رسالة الإسلام  الخالدة إلى الدنيا من جديد حتى تنعم البشرية بشريعة القرآن هذه الشريعة التي تتسم بالربانية و العالمية و الشمول والعطاء و الخلود .

فهي ربانية لأنها تنزيل من حكيم حميد ..وهي عالمية لأنها شريعة البشرية جميعا ..وهي شاملة لأنها جاءت لمناهج الحياة كلها ..وهي عطاءة لأنها تفي بحاجات البشرية في كل مكان وزمان و أما الخلود لأنها تحمل في طياتها بذور نمائها واستمرارها إلى يوم الدين و يكفي أمة الإسلام فخرا أن يقول سبحان وتعالى عنها (وكنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )فلينهض كل من ينير الإسلام صدره وعقله فلينهض صناع الحياة كما أمرهم الله عز و جل لتخرج للبشرية رسالة الإسلام و مبادئ القرآن وليغرس المربون في نفوس أبنائهم وطلابهم هذه الحقائق ويلقنوهم الإسلام السمح وسيرة نبيهم الكريم محمد صلى الله عليه و سلم  والصحابة والتابعين من رجال ونساء حول الرسول ،حتى يستشعروا بمسئوليتهم على الوجه الأكمل .فإن هم فعلوا ذلك فسوف يجدون أولادهم  دعاة صادقين وجنودا للإسلام يبلغون دعوة ربهم و لا يخشون أحدا إلا الله ويتحملون في سبيلها كل عنت واضطهاد وسيصلون في النهاية وبإذن الله إلى النصر الأكبر و ما ذلك على الله بعزيز (وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )وبعدها لا نخف على أنفسنا أو عليهم من الطوفان .