رياضة الاعتكاف
عزة الدمرداش
الاعتكاف رياضة روحية و تزكية نفسية و تطهير للقلب و العقل من غلبة أغراض الدنيا على نفس المؤمن و تكون في المسجد تفرغا لله سبحانه و تعالى و لعبادته ..يلجا إليها الذين يزدادون شوقا إلى رضى الله ،و لهفة إلى عفوه و مغفرته و حبه ..و رياضة الاعتكاف رياضة قديمة ، كان يؤديها أصحاب النفوس الشفافة .روى البخاري أن عمر رضى الله عنه قال يا رسول الله (اني نذرت في الجاهلية أن اعتكف ليلة في المسجد الحرام فقال صلى الله عليه و سلم …أوف بنذرك )و عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده .رواه البخاري و مسلم و كان النبي صلى الله عليه وسلم كما روى البخاري يعتكف في كل رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي
قبض فيه اعتكف عشرين يوما .
و معنى الاعتكاف : الإقامة الكاملة في المسجد، وعدم الخروج منه مدة معينة ،على نية التقرب لله عز و جل و هو سنة حين يتطوع به المسلم من تلقاء نفسه و تتأكد سنته في العشر الأخيرة من رمضان ، فإذا نذره المسلم كان واجبا عليه أن يؤديه .
وليس للاعتكاف وقت محدد ، فمتى مكث الإنسان في المسجد مدة بنية الاعتكاف ، كان معتكفا ، فإذا خرج ، فله أن يجدد النية ، ويجوز ذلك ، أما الاعتكاف المنذور فيجب أن يؤديه على الوجه الذي نذر به .و يستحب للمعتكف ذكر الله و تسبيحه و تكبيره و الاستغفار ، و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ، وتلاوة القرآن و مذاكرة العلم . و يكره له إشعال نفسه بما لا يعنيه من قول أو عمل و يكره الصمت عن الكلام ظنا أن الصمت يقرب من الله .و يباح له الخروج لقضاء الحاجة ، و للإتيان بالمأكول و المشروب ، إذا لم يكن له من يأتيه به ، و للمعتكف أن يمشط شعره و يحلق رأسه و يقلم أظافره ، و ينظف بدنه و يلبس أحسن الثياب ، و يتطيب بالطيب .و يبطل الاعتكاف الخروج لغير الحاجة ، الحيض أو النفاس . و إذا بطل الاعتكاف استحب للمعتكف قضاؤه و قيل يجب عليه ذلك . و من نذر الاعتكاف في مسجد معين لا يلزمه المسجد الذي حدده إلا إذا نذر في المسجد الحرام أو المسجد النبوي الشريف لزمه .
ليلة القدر
القدر هو الشرف العظيم ، و لقد عظم الله من شأن هذه الليلة لنزول القرآن فيها و قال تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر . و ما أدراك ما ليلة القدر .ليلة القدر خير من ألف شهر . تنزل الملائكة و الروح فيها بأذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر ) و قال صلى الله عليه وسل : التمسوها في العشر الأواخر من رمضان . و المشهور أنها ليلة السابع و العشرين من رمضان .و هو و إحياؤها سنة لقول عائشة رضى الله عنها : كان رسول الله يجاور في العشر الأواخر و يقول (تحرروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) و عن عائشة رضى الله عنها قالت : يا رسول الله أرابت أن علمت أي ليلة القدر ما أقول ؟ قال قولي ( اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عني) و حكمة إحيائها بالعبادة ، تذكرة نعمة الله علينا بإنزال القرآن فيها هدى للناس ، فمن واجبنا أن نعرف قدرها و نحرص على إحيائها ، و التقرب إلى الله فيها .
اللهم بلغنا ليلة القدر اللهم اعتق رقابنا و حرم وجوهنا على النار ،اللهم أنصر بنا الإسلام و اعز المسلمين .رب أغفر لي ولأمة نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم مغفرة عامة و ارحمني و أرحم أمة نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة عامة رب أغفر و أرحم و أنت خير الراحمين . أمين ، أمين.